الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين ثورتي 30 يونيو و23 يوليو..الجيش المصري 61 عاما على العهد فى تلبية نداء الشعب

الرئيس السيسي - والزعيم
الرئيس السيسي - والزعيم جمال عبد الناصر

تمر الأيام والسنوات، حاملة بين طياتها أحداثًا وذكريات، تبقى عالقة في الأذهان وتزهو بها الشعوب، جيلًا بعد جيل، ويبقى يوم الثالث والعشرين من يوليو عام ١٩٥٢، أحد أهم أيام مجدنا، وأحد أبرز محطات عزتنا، حيث تمر علينا ذكرى الثورة المجيدة، التي نستعيد معها ذكريات كفاح شعبنا من أجل نيل حريته، واستقلال قراره الوطني.

لم يدرك العالم حين انطلقت شرارة الثالث والعشرين من يوليو، أنها لن تقتصر على تغيير الحالة المصرية فقط؛ وإنما سيمتد ضياؤها لتشمل أفريقيا والمنطقة العربية بأسرها، إيذانًا ببزوغ حقبة تاريخية جديدة، تنعم فيها الشعوب بمكتسباتها، ويكون قرارها نابعًا مـن إرادتها الوطنية الخالصة؛ فإنطلقت حركات التحرر الأفريقي والعربي، مسترشدا بما حققته الثورة المصرية، الوليدة من إنجازات على أرض الواقع ، وداعمة لكل الشعوب التي ترغب في الحرية والاستقلال.

لقد برهنت الأيام على نبل الأهداف التي قامت ثورة يوليو من أجلها، والتي استلهمتها من نبض جماهير الشعب المصري، وذلك برمز هذه الثورة وهو الرئيس الراحل "محمد نجيب"، وقائدها الزعيم الخالد "جمال عبد الناصر".

مجلس قيادة الثورة

لقد كان لمجلس قيادة الثورة بقيادة اللواء محمد نجيب وعضوية كلا من: "جمال عبد الناصر، محمد أنور السادات، عبد الحكيم عامر، يوسف صديق، حسين الشافعي، صلاح سالم، جمال سالم، خالد محيي الدين، زكريا محيي الدين، كمال الدين حسين، عبد اللطيف البغدادي، عبد المنعم أمين، جمال حماد"، العديد من الأهداف التي أقسموا على أن يحققوها لصالح الشعب المصري الآبي، فلقد قامت ثورة 23 يوليو من أجل تحقيق 6 أهداف، هي: "القضاء على الاستعمار، القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال، القضاء على الإقطاع، إقامة جيش وطني، إقامة عدالة اجتماعية، إقامة حياة ديمقراطية سليمة"، كما أن الثورة حققت كلان لها أهداف عظيمة أخرى منها:

 المجال السياسى

تم إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية وتعيين اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية "18 يونيو 1953"، كما تم إلغاء دستور 1923، وتم توقيع اتفاقية الجلاء عن مصر 19 أكتوبر 1954 ورحيل القوات الإنجليزية عن مصر 18 يونيو 1956، كما تم تأميم شركة قناة السويس 26 يوليو 1956.

 الإصلاح الزراعي

نجحت أهداف ثورة 23 يوليو في مجال الإصلاح الزراعي فى القضاء على الإقطاع حيث أصدرت قانونا للإصلاح الزراعي في 9 سبتمبر 1952 الذي حدد الملكية الزراعية بـ 200 فدان ووزعت الاراضى على الفلاحين، كما أصدرت قوانين اخرى انتهت بتحديد الملكية بـ 50 فدانا ، كما تم استصلاح أراض صحراوية لزيادة الأرض الزراعية، وإنشاء السد العالي وتم إنجازه 1971.

 الصناعة والتجارة

نجحت ثورة 23 يوليو فى القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم، حيث أصدرت قوانين التأميم الاشتراكية في يوليو 1961 ، وقامت بتمصير البنوك وشركات التأمين وشركات الاستيراد والتصدير، كما تم فتح أسواق خارجية لتسويق المنتجات المصرية ، كذلك إنشاء مصانع مثل "الحديد والصلب بحلوان – الغزل والنسيج بالمحلة - البتروكيماويات بالسويس والإسكندرية ومصنع الأسمدة بأسوان"، كما تم البحث عن البترول وإنشاء معامل لتكريره ، كذلك الاهتمام بالتعليم الصناعي وإنشاء مراكز التدريب المهنى.

إقامة عدالة اجتماعية

ألغت ثورة 23 يوليو الفوارق بين الطبقات وأقامت الوحدات الصحية والجمعيات الزراعية وتعميم مجانية التعليم في جميع المراحل، كما تم إصدار قوانين التأمينات الاجتماعية والمعاشات للعمال والموظفين، وحددت ساعات العمل، كما أشركت العمال في مجلس إدارة الشركات وخصصت لهم نسبة من الأرباح واهتمت بالمرأة وأصبح من حقها الترشيح لمجلس الامة 1956.

إقامة جيش وطني

عندما رفضت الدول الغربية والولايات المتحدة إمداد مصر بالسلاح بعد الثورة المباركة اتجه قادة الثورة الى المعسكر الشرقي بزعامة روسيا للحصول على الأسلحة والمعدات اللازمة لبناء الجيش.

خالد الذكر .. الزعيم جمال عبد الناصر

لقد عاش ومات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وهو يحارب قضية واحدة فقط وهب لها عمره وهى "مصر أولا" ومصر قبل كل شئ، فلقد عاش جمال عبد الناصر بأمل تحقيق العدالة الاجتماعية وإذابة الفوارق بين الطبقات. ففي حكمه ارتفع دخل الفرد سنويًا وزاد الإنتاج الصناعي وزاد الإنتاج الزراعي  وزاد إنتاج الكهرباء من خزان أسوان قبل بناء السد العالي أربعة أضعاف وتوسع في التعليم المجاني وأدخل التعليم الجامعي ضمن التعليم المجاني.

وفي عهد عبد الناصر بنيت الوحدات الصحية في معظم قرى مصر وبدأت مصر في الدخول في مجال الصناعات الكبيرة كالحديد والصلب والسماد وإطارات السيارات وصناعة الاسمنت الذي صدرته لأمريكا مع صناعة الراديو وتجميع السيارات وصناعة الأجهزة المنزلية وواجه البطالة نهائيا كما أعطى للعمال والفلاحين وطبقات الشعب العاملة والكادحة حقوقهم.

كان الشعب مؤمنًا إيمانًا راسخًا بقيادة عبد الناصر كان الشعب بأكمله مستعدًا للتضحية من أجل نجاح خطط عبد الناصر في النهوض بمصر لأنه رأى نتائجها المبهرة وأحس بها في فترة وجيزة خاصة طبقات الشعب الفقيرة والمتوسطة، كما نجح الزعيم جمال عبد الناصر في مد أواصر الترابط الوثيق مع دول القارة الافريقية ومحاولة تحقيق الحلم العربي بالوحدة الكبرى والتحرر من الاحتلال الذي جثم على صدور العرب والأفارقة.

تلبية الجيش لنداء الشعب في ثورة 30 يونيو

ولأن الجيش المصري هو نابع من هذا الشعب، ولأن الشعب هو امتداد طبيعي للجيش، فلقد حمى الجيش المصري الإرادة الشعبية ولم يتصادم معها أثناء ثورة 25 يناير، واحترم ذات الإرادة في 30 يونيو، ولم يبدأ خطوة نحو خارطة المستقبل إلا عبر ازدياد الغضب الشعبي ضد سياسات محمد مرسي وجماعة الإخوان الإرهابية.

وما إن استشعر الشعب المصري أن هناك خطرًا يحيق بالوطن، وأن محمد مرسي وجماعته الإرهابية باتا يشكلان تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن العام فى المجتمع المصرى، أطلق الشعب المصري ثورته في 30 يونيو، ليصنع تاريخه من جديد، ودوت في جميع ميادين القاهرة والمحافظات هتافات موحدة لملايين المتظاهرين التي أعلنت تمردها، وطالبت بسحب الثقة من الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وأدركت القوات المسلحة حجم التحديات والتهديدات المحيطة ليس فقط بالأمن القومي المصري، بل بوجود مصر وكيانها، منذ عام 2011 حتى ثورة 30 يونيو، وواجهت الدولة المصرية أثناء فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، تحديات لم تمُر بها من قبل، من عنف داخلي وتراجع اقتصادي واقصاء للمواطنين وتفرد بالحكم وتنفيذ أجندات خاصة بجماعة الإخوان الإرهابية.

ومثلما كان جيل ثورة يوليو على موعد مع القدر، فإن الله قد قدر لهذا الجيل أن يواجه تحديات لم تمر بها مصر عبر تاريخها الحديث، وإن التهديدات التي تواجه أمننا القومي تجعلنا أكثر حرصًا على امتلاك القدرة الشاملة والمؤثرة للحفاظ على حقوق ومكتسبات الشعب وتجعل مـن اصطفافنا الوطني أمرًا حتميًا.

 عقيدة مصر الراسخة مبنية على احترام الآخر والساعية لبذل جميع الجهود الممكنة لمنع نشوب الصراعات، ولكنها في الوقت ذاته، قادرة وقت الحاجة على اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية حقوقها ومكتسباتها التاريخية.