الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

على جمعة يوضح كيف تمت التوسعتين السادسة والسابعة للمسجد النبوي

المسجد النبوي الشريف
المسجد النبوي الشريف

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه في عام 678هـ أمر السلطان المملوكي المنصور قلاوون الصالحي بعمارة قبة فوق الحجرة النبوية الشريفة، فجاءت مربعة من أسفلها، مثمنة من أعلاها، مصنوعة من أخشاب كسيت بألواح بالرصاص.

وتابع الدكتور علي جمعة، في تدوينة له عبر حسابه على لافيس بوك، انه في الفترة من عام 755 – 762هـ جدَّد الناصر حسن بن محمد بن قلاوون ألواح الرصاص التي على القبة الشريفة.

وأضاف أنه في عام 765هـ عمل السلطان شعبان بن حسين بعض الإصلاحات في القبة الشريفة، وفي عام 881هـ أبدل السلطان قايتباي سقف الحجرة الخشبي بقبة لطيفة، جاءت تحت القبة الكبيرة، وفي عام 886هـ احترقت القبة الكبيرة باحتراق المسجد النبوي الشريف، فأعاد السلطان قايتباي بناءها بالآجر عام 892هـ، ثم ظهرت بعض الشقوق في أعاليها فعمل لها بعض الترميمات، وجعلها في غاية الإحكام.

واوضح عضو هيئة كبار العلماء ، أنه في عام 974هـ أصلح السلطان سليمان القانوني العثماني رصاص القبة الشريفة ووضع عليها هلالًا جديدًا، وفي عام 1228هـ جدَّد السلطان محمود الثاني العثماني القبة الشريفة، ودهنها باللون الأخضر، فاشتهرت بالقبة الخضراء، بعد أن كانت تعرف بالبيضاء أو الزرقاء أو الفيحاء.

وواصل المفتي السابق: ثم كانت التوسعة السادسة للمسجد النبوي، وقد جمعت هذه التوسعة بين التوسعة، وبين إعادة الإعمار، فقد حصل الحريق الثاني للمسجد النبوي عام 886هـ فتمت الكتابة بذلك للسلطان الأشرف قايتباي، فحزن حزنًا شديدًا، وأرسل بالأموال والصناع والمواد اللازمة، وأمر بإعمار المسجد، وقد امتدت العمارة حتى رمضان 888هـ، وجرى زيادة على مساحة المسجد الأولى مقدارها : 120م2، وأصبحت المساحة الكلية للمسجد : 9010م2.

وأردف أنه بلغ ارتفاع الجدران: 11م، وعدد الأروقة 18 رواقًا، وسدت معظم أبواب التوسعة العباسية، وبقي للمسجد 4 أبواب فقط، وزيدت مئذنة في المسجد فصار عدد المآذن خمسًا. وأحدثت شرفات ونوافذ وطاقات في الأجزاء العليا من الجدران للتهوية والإضاءة، وبقي للمسجد ساحة داخلية واحدة. أما الإنارة فهي كالسابق بقناديل الزيت الموزَّعة في أنحاء المسجد.

واسترسل أنه بعد انتهاء البناء، حضر السلطان الأشرف إلى المدينة، وأوقف بعض الأوقاف على المسجد النبوي الشريف، ومنها: رباط، ومدرسة، وطاحون، وسبيل، وفرن، وغير ذلك، مبينًا: « التوسعة السابعة كانت في عهد السلطان العثماني عبد المجيد، وأهم ما أضيف في تلك المرة هو الإنارة الكهربائية كانت الإنارة عن طريق  600 مصباح زيتي، ثم أدخلت الإنارة الكهربائية، وأضيء المسجد لأول مرة في 25 من شعبان 1326هـ.

وبين أنه زادت مساحة المسجد في هذه المرة حيث أصبحت المساحة الكلية للمسجد: 10303م2، وارتفاع الجدران: 11م، وعدد الأروقة: 19 رواقًا، والأبواب: 5 أبواب، والمآذن 5 مآذن، يتراوح ارتفاعها بين 47.50 و 60م، وأصبح عدد الأعمدة: 327 عمودًا، والقباب: 170 قبة. وبقي للمسجد ساحة داخلية واحدة، وبني في أقصى الجهة الشمالية من المسجد كتاتيب لتعليم القرآن الكريم، وفتح لها طاقات بشبابيك من حديد خارج المسجد وداخله، وتمت إنارة المسجد بوضع: 600 مصباح زيتي، موزعة في أنحاء المسجد.


وأشار الدكتور على جمعة، في وقت سابق، إلى أن المسجد النبوي مر بعشر توسيعات بعد توسعة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومجموع التوسيعات التي حدثت للمسجد إحدى عشرة توسعة، وكانت الأولى منها في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، والباقية على امتداد التاريخ منذ عهد الخلفاء حتى هذه الأيام.

وأفاد «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أن التوسعة الخامسة للمسجد النبوي كانت في عهد الخليفة المهدي العباسي (161 - 165هـ)،  تركزت الزيادة على الجهة الشمالية للمسجد، واستمر البناء فيها حتى عام 165هـ، وكان مقدار الزيادة: 2450م2، وأصبحت المساحة الكلية للمسجد: 8890 م2. وبلغ ارتفاع جدران المسجد: 12.50م، وعدد الأروقة: 19 رواقًا، وعدد الأبواب: 24 بابًا.

وأبان أنه بلغ عدد النوافذ في المسجد: 60 نافذة، منها : 19 نافذة في كل من الجدارين الشرقي والغربي، و11 نافذة في كل من الجدارين الشمالي والجنوبي. وبذلك تحققت الإضاءة الطبيعية، والتهوية الجيدة للمسجد، وأما الإنارة ليلًا فكانت تتم -كالسابق- بواسطة قناديل الزيت الموزعة على أنحاء المسجد.

ولفت إلى أن الخليفة المهدي العباسي زار المسجد النبوي الشريف سنة 160هـ، فرأى الحاجة إلى توسعته وإعادة إعماره، فأمر بذلك، ولما عاد إلى مركز الخلافة في بغداد أرسل الأموال اللازمة لذلك، ثم توقفت التوسيعات فترة من الزمن بسبب ما أصابها من عدوان خارجي، وبسبب ما أصاب المسجد النبوي من حوادث أدت إلى الاتجاه إلى ما يسمى بإعادة إعمار المسجد.

وواصل: حصل الحريق الأول للمسجد النبوي أول رمضان سنة 654هـ في عهد الخليفة العباسي المستعصم، ولما علم الخليفة بذلك بادر سنة 655هـ بإصلاح المسجد وإعادة إعماره، وأرسل الأموال اللازمة لذلك، ولكن البناء لم يتم بسبب غزو التتار وسقوط بغداد سنة 656هـ، فتولى الأمر بعد ذلك السلاطين المماليك في مصر، فتمت عملية البناء والترميم سنة 661هـ، وعاد المسجد إلى ما كان عليه قبل الحريق.

وأكمل أنه كان ممن ساهم في بناء المسجد وتأثيثه ملك اليمن المظفر الذي أرسل منبرًا جديدًا بدلًا من المنبر المحترق. وأرسل الظاهر بيبرس سنة 665هـ مقصورة خشبية لتوضع حول الحاجز المخمس المحيط بالحجرات الشريفة، ثم بنى السلطان المملوكي المنصور قلاوون سنة 678هـ القبة التي فوق الحجرة الشريفة، وأصبحت منذ ذلك الحين علامة مميزة للمسجد النبوي. وفي عام 706هـ، أمر السلطان محمد بن قلاوون ببناء المئذنة الرابعة (مئذنة باب السلام التي هدمت في العهد الأموي)، منوهًا: «كانت تلك الحوادث التي أصابت المسجد النبوي الشريف سببًا في تلك الجهود التي انصبت في إعادة إعماره».