كشف تقرير لموقع "مونيتور" المتخصص في شئون دول الشرق الأوسط، عن السبب الذي دفع تركيا لمعارضة اتفاق السلام بين الإمارات والبحرين من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.
وقال التقرير إن الاتفاق التاريخي بين إسرائيل والإمارات والبحرين أثار ضجة ودعم من دول العالم، إلا أن رد فعل تركيا - والتي تعتبر أول دولة ذو غالبية مسلمة تعترف بالدولة اليهودية – أثار مزيجًا من السخرية وعدم التصديق.
وأضاف التقرير، أنه في أغسطس الماضي، عندما ظهرت أنباء تتحدث عن أن دولة الإمارات تنوي تطبيع العلاقات مع إسرائيل، خرج الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ليقول إن أنقرة يمكنها أن تعلق العلاقات مع أبوظبي، زاعما أنه يقف بجانب الشعب الفلسطيني.
وعندما أعلنت البحرين الأسبوع الماضي أنها ستطبع العلاقات مع إسرائيل أيضًا، ادعت تركيا إن هذا سيعد تشجيعًا إضافيًا لإسرائيل للاستمرار في الممارسات غير المشروعة تجاه فلسطين ومواصلة جهودها لاحتلال الأراضي الفلسطينية.
وبحسب التقرير، وجهت تركيا انتقادات أيضًا لدولة المغرب التي قررت في وقت سابق فتح مطاراتها أمام المواطنين للسفر إلى إسرائيل.
إلا أن هذه التصريحات ما هي إلا مزايدة من أردوغان، فبالحديث عن التطبيع مع إسرائيل، ذكر موقع "المونيتور" أن الخطوط الجوية التركية تنفذ 14 رحلة جوية إلى إسرائيل يوميًا، وذلك وفقًا لتصريح أدلى به السفير التركي السابق لدى الولايات المتحدة وإسرائيل، ناميك تان.
كما أشار التقرير إلى أن أردوغان يجعل من نفسه بطلًا بين الفلسطينيين بخطاباته المناهضة لإسرائيل، إلا أنه في الوقت ذاته لا تشكل تلك الخطابات استفادة حقيقية لـ تركيا، وأن الصداقة مع إسرائيل على الجانب الآخر تخدم مصالح أنقرة، لافتًا إلى وجود تعاون عسكري ومخابراتي بين الدولتين، والذي بلغ ذروته في التسعينيات مع الطيارين الإسرائيليين الذين كانوا يتدربون فوق الأجواء التركية.
كما ساعدت علاقات تركيا مع إسرائيل على الحفاظ على العملة التركية في العواصم الغربية بعد الحرب الباردة، وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن صداقة أنقرة لـ تل أبيب يجعلها تتلقى دعمًا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في واشنطن لمواجهة اللوبي اليوناني والأرميني من جهة، وتجنب العقوبات المحتملة بسبب سجلها السييء في حقوق الإنسان من جهة أخرى.
وأكد التقرير أن دولة الإمارات ـــ وبمساعدة كبيرة من أردوغان لتجريد تركيا من مكانتها بسبب أعماله العدائية، استطاعت أن تحصل على الطائرات الأمريكية المتطورة "إف-35"، وليس ذلك وحسب بل تم طرد أنقرة من اتفاقية شراء تلك المقاتلات ولن تحصل على الطائرات التي ساعدت في إنتاجها، وذلك بعد رفض أردوغان التراجع عن شراء أنظمة "إس-400" الصاروخية من روسيا، والتي صممت خصيصًا لإسقاط الطائرات الأمريكية.
وقالت منسقة برنامج تركيا في مشروع الديمقراطية بالشرق الأوسط، ميرف طاهر أوغلو: "من وجهة نظر السياسيين الأمريكيين الرئيسيين، فإن عداء أردوغان لإسرائيل وتواصله مع حركة حماس له دوافع أيدولوجية ويمتد لأجندة تخريبية في الشرق الأوسط".
بدوره، أكد الخبير التركي، سليم كورو لـ "المونيتور": "تركيا تعتبر حليفًا موثوقًا للولايات المتحدة، ومن المفترض أن تكون أقرب لها من أي دولة خليجية. ولكن ما يحدث في الواقع هو أن أبواب واشنطن أغلقت بوجه تركيا، ويتم فتحها لدول الخليج".