الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد وفاة أشهر "مجذوب" فى السيدة زينب.. من هم المجاذيب؟

المجذوبين
المجذوبين

أفنى عمره في خدمة المقام وزواره بتقديم الطعام والدعاء لهم، فلم ينس أحد من محبي آل البيت وأتباع الطرق الصوفية ابتسامته المميزة وأدعيته المشهورة بجانب جلبابه الصعيدي المعهود وشاله الأخضر، وغيرها من الأمور التي جعلته رمزا من رموز مقام السيدة حتى عُرف بكونه أشهر "مجذوب" بمسجد السيدة زينب، ليترك المقام والحياة ويرحل عن عالمنا عم محمد السماك. 


لم تكن هذه الرحلة الأولى لـ"السماك" لكنها كانت الأخيرة، فقد سبق ورحل عن عالمنا الدنيوي مرات عديدة ليسبح في ملكوته الخاص، فلم يكن حاضرا إلا بجسده لكن قلبه كان غائبا عما يجري من أحوال الدنيا، لانشغاله بالحق سبحانه، وتغشاه غبطة شاملة، يكون فيها أقرب إلى العالم العلوي، وهذا ما يطلقون عليه "الجذب" وفقا لموسوعة التصوف الإسلامي، لوزارة الأوقاف.


مدد يا ستنا
"يا ميه العطشان يا ست يا كريمة يا بنت السادة الكرام واللي وقف أمام جنابك عمره ما انضام".. لن تكون هذه الكلمات غريبة عليك إذا كنت من زائري مقام السيدة زينب أو من محبي آل البيت، فدائما ما كان يرددها عم محمد في حضرة المقام حتى حفظها الزوار وأصبحت من الشعارات الخالدة التي تتردد في الاحتفاليات الصوفية والأمسيات الدينية.

كما اشتهر المجذوب الراحل بمقولات آخرى ظهرت في نعي محبيه ومنها: "محروسة مصر بيهم لولا هما ما بقت الأمة، هم أهل الشفاعة..شفاء من كل داء..دول أحياء دول أهل البيت من تعلق بهم نجا ومن تخلف عنهم هلك".


وزاد في عشق المقام جودا بقوله: "الفاتحة لحضرة السيدة زينب أم النور بحر النور والله نور مولاتي من نور سيدنا الرسول، نور حضرتها من نور حضرة ستنا البتول يا نور من أنوار سيدنا النبي يا ست".


من هو المجذوب؟
قد يتسائل البعض عن ماهية "المجذوب" وصفاته، حيث الجذب في التصوف بأنه حال من أحوال النفس يغيب فيها القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق ويتصل فيها بالعالم العلوي 

مجذوب وفي اصطلاح الصوفية يُعرف بكونه: "من جذبه الحق إلى حضرته وأولاه ما شاء من المواهب بلا كلفة ولا مجاهدة ولا رياضة".


أنواع الجذب


وينقسم الجذب إلى 3 أنواع منهم نوع واحد فقد حقيقي، يحدث نتيجة اختطاف رباني يحدث من غير تكلف ولا عناء ولا مشقة، يكون فيه الفرد بعيدا عن مكاسب الحياة المادية وغارقا في حياة الزهد.


أما النوعان الآخران منهم ما هو تصنُعي وصاحبه يتصنع الجذب، هروبا من طلب المعيشة ومسئولياتها ليستريح ويتواكل وهذا من الخطأ العظيم، والثاني "جذب خيالي" تكون فيه الأفكار التي ترد على العبد من هموم الدنيا بحيث تحدث اضطرابًا في قلبه فيعتريه حال الجذب.


لا تسألهم شيئا


"المجاذيب قوم أخذهم الله من أنفسهم، فليسوا من الناس، وهم ناجون، لكنهم لا ينفعون الناس لأن الذي ينفع في طريق الله هم العلماء بربهم، العاملون بالكتاب والسنة، الجامعون للحقيقة والشريعة"، هكذا قال عنهم العالم الصوفي الشيخ أحمد رضوان الأقصري، محذرا من طلب البركة والدعاء منهم.


ويأتي سبب التحذير لكونهم لا يدعون إلى بدعائين وهما الفقر والمرض لأن الله يدخل المسلمين الجنة بهاتين الصفتين -وفقا لمعتقدهم- لذلك يدعي بهما المجذوب، كما لا يقبل المال أو اللبس لأنهما لايعنيان له شيئا في حياته الزاهدة.