الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبو العربى.. سر تسمية عائلات بورسعيد أبناءهم بهذا الاسم

بورسعيد
بورسعيد

نشأت بورسعيد مع شروع الدولة المصرية فى  تنفيذ فكرة مشروع المهندس الفرنسي فيردناند ديليسبس لحفر قناة السويس المجرى الملاحي الأهم فى العالم مع بداية الحفر في 16 نوفمبر 1869.

ومع انتهاء أعمال الحفر وافتتاح المشروع فى حفل مهيب حضره ملوك وسفراء الدول بجانب ممثلى الكنيسة و الأزهر و الذ شيد لكلاهما منصة بخلاف المنصة التى جلس عليها خديوى مصر المحروسة وضيوفه من دول العالم تكون خليط من المجتمع المصري بالمدينة الذي حددت سماته ملامح الشخصية البورسعيدية.


اقرأ أيضا:

محافظ بورسعيد يصدق على قرار النزول بالسن للقبول بالتعليم الأساسي


وضم الخليط بجانب الجاليات الأجنبية مزيجا من القطر المصرى والذى تم ترحيلهم من صعيد مصر ومن محافظتي الدقهلية ودمياط والشرقية ليعملوا في حفر القناة وكان مبيتهم في حي أطلق عليه الحي العربي – العرب حاليا - ومازالت كل طائفة من الثلاث المذكورة تحتفظ بعصبيتها واتحادها ويظهر ذلك في الانتخابات .

 

واحتضنت مدينة بورسعيد الوليدة "عرب" يقيمون بالنصف الجنوبي وأجزاء من الغربي بالمدينة ، و"أجانب" بالحي الإفرنجي ، بمنطقة الشرق وبور فؤاد حاليا.


وبدأ يشعر أهل المدينة بالفرق ، فحرصوا على تسمية أولادهم في الغالب "العربي" لتعميم الكلمة في مقابل الأجنبي المحتل ، فزاد عدد الأفراد تحت مسمى "العربي" وأصبح لفظ " العربي" يطلق كاسم شهرة لاسم "السيد".


وظلت الكثير من العائلات ورحل منها الكثير تطلق اسم العربي على مولود لأب اسمه السيد ، والعكس ، وهكذا ، حتى يتم تعميم اسم العربي في مواجهة الأجنبي ، في فكرة بدأت بها بورسعيد ، تخطوا نحو كره المستعمر والظلم حتى ضربت أعظم الأمثلة في التضحية والفداء وكانت حائط صد لمصر كلها فى حروبها التي خاضتها .


واستمر الوضع في المدينة صراعًا هادئا بين ثقافات الحي العربي الذي كان للمصريين وبين – الحي الإفرنجي ( الشرق حاليا )والذي كان يقتصر على الأجانب الذين كانت تضمهم عديد من الجاليات، فكانت الأهالي بالمدينة يقاومون الظروف الاجتماعية الصعبة حيث لا مهنة إلا الصيد أو أعمال الميناء - فئة البمبوطية وتجار البحر - أو العمل لدى الأجانب ، بخلاف الموظفين وكانت أعدادهم ليست كبيرة .


وعندما دخل الإنجليز مصر عام 1881 تحولت المقاومة للظروف الاجتماعية أو صراع الثقافات بين حضارتين بشكل غير معلن أو حتى يفهمه الكثير ممن يقاومون ، إلى مقاومة سياسية بالسلاح ، بل إن النكتة والسخرية من الأجنبي كانت مقاومة ، وأصبحت بورسعيد رمزًا للنضال والكفاح

وظهرت سمات الشعب البورسعيدي عقب دخول الإنجليز مصر وبدا شعبا معجون بالوطنية .


انطلقت المدينة في تطورات متلاحقة وبرؤى مختلفة حتى عصر الانفتاح الاقتصادي ، وصدور قرار من الرئيس الراحل محمد أنور السادات يجعل المدينة " مدينة حرة " ليستثنى المدينة أكثر وبشكل متفرد في الاقتصاد فأصبحت المدينة قبلة لمدن الجمهورية وخارجها للتسوق بأرخص الأسعار.


وتحولت مع التحول الاقتصادي ثقافة المجتمع البورسعيدي لمدة زادت على الثلاثين عاما ، وتشكلت عقلية جيل بالكامل وفقا للتحول الاقتصادي الذي اختلطت ثقافته مع الثقافة السياسية التي نشأت عليها المدينة ،.


ولا ينكر أحد أن خلال ما حدث في الشخصية البورسعيدية من أجيال التحول البورسعيدي إلى الاقتصاد والمال وافتقاد أشياء والعديد من القيم النبيلة التي كان عليها المجتمع البورسعيدي قبل ذلك التحول ، واقتصارها إلى حد كبير على جيل ما قبل الانفتاح الاقتصادي ، في الوقت الذي مازالت فيه الشخصية البورسعيدية تحمل سمات الوطنية والمقاومة المكبوتة بضغط النظام وحب الحديث عن السياسة والتفاعل مع الحراك السياسي الدائر على أرض مصر.