EN 
ما أجمل أن تذهب إلى رحلة بروحك قبل جسدك، فهناك أماكن تحلق أرواحنا على أعتابها، وتحنُّ النفس لمعانقتها بعيدًا عن الزحام، وكأن الشعور أشبه بالحنين إلى مسامرة الغائب للغائب أو خلوة للكتابة أو خاطرة شعرية أو مغامرة إلى طبيعة شفافة بعيدة عن ضجيج الزحام وأصوات البشر المتداخلة ورسميات العمل المعقدة وعالم لا يتوقف عن الكلام ... ولاية مدحاء بسلطنة عمان هنا الملاذ الآمن البعيد عن ضجيج الحياة .
ولاية مدحاء أشبه بسيمفونية امتزجت بمكونات طبيعة خلابة، فعند النظر إلى اليمين واليسار لطرقها ، سترى مساحة شاسعة تزينها الجبال المتدرجة اشبه بمتحف مفتوح فى الهواء الطلق،كل من وطأت قدمه أرض تلك الولاية التى تشبه فى جمالها لوحة سريالية رسمت بإحترافية لجمالها الفائق المغلف بعبق التاريخ والتراث والطبيعة فى آن واحد.
ملهمة بطبيعتها الأخاذة ومناظرها البراقة التي جعلت منها وجهة سياحية بإمتياز لكل من يرغب أن يزور بلدا خليجيا يتمتع بمقومات لا تضاهى. تجذب سنويًا عددا كبيرا من السياح، حيث يوجد بها العديد من المعالم مثل الحديقة العامة، الشلال، القرية التراثية، منطقتى أحصنة وحجر بني حميد، القري الجبلية ومزارع أشجار النخيل، الأودية.
ومن حيث الموقع فموقعها الجغرافي استثنائي ، إذ تقع ولاية مدحاء فى محافظة مسندم، تعتبر جيبا خارجيا تحدها عدد من إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة من جميع جهاتها فهى محاطة بالشارقة والفجيرة ورأس الخيمة ولا يمكن الدخول إليها إلا عن طريق المعابر البرية للإمارات، ويبلغ عدد سكانها نحو 3 آلاف نسمة .
وتتمتع بمناخ معتدل وتضاريس جبلية وطبيعية، وتتميز بالهدوء بعيدا عن ازدحام المدن، كما تعد مقصد للسياح من داخل السلطنة وخارجها، تشتهر بمواقع سياحية وترفيهية .وتتفرد المنطقة بأجواء معتدلة على مدار العام، أما في فصل الخريف فتتميز باحتضان السحاب والرذاذ لسهولها وتلالها بالاندماج مع الصخور ولعل ما يميز ولاية مدحاء عن الولايات الأخري، الطابع التراثي حيث يوجد بها العديد من الاثار القديمة، تحمل بعض جدرانها نقوشا تعود لعصر ما قبل الإسلام.
ويوجد بولاية مدحاء متحف تراثي يؤرخ للمآثر التاريخية والحضارية، فمدحاء كولاية عُمانية في الخاصرة الشمالية للسلطنة تتمتاز بموقع إستراتيجي.
