لا شك أن الفنان محمد رمضان يتمتع بنجومية طاغية، كونه واحدا من أنجح أبناء جيله، ولاسيما بعد تقديمه لأكثر من عمل درامي ناجح، قرر بعدها أن يتجه للغناء والذي حقق خلاله - بالأرقام - نسب مشاهدة استثنائية لممثل محترف.
صحيح ان رمضان لم يحقق - حتى الآن - نجاحا موازيا فى السينما، ولكنه يظل محط أنظار الجميع، من بين الأعلى أجرا، مستعينا بمعرفته وفريقه بمفاتيح مواقع التواصل الاجتماعي، وكيفية إحداث ضجة بين حين وآخر تزيد من شعبيته وترسخ لقيمته التسويقية.
الهجوم على محمد رمضان ليس الأول من نوعه، ولكنه الاشرس ربما، حيث اصطدم هنا بمشاعر الملايين من رافضي فكرة التطبيع مع اسرائيل، حتى ممن لم يكونوا يهتمون بشأنه من قبل، فالأمر يتعرض هنا لقضية غاية في الحساسية بالنسبة لجموع الشعب المصري.
ظهور رمضان مع عدد من الشخصيات الإسرائيلية أثار موجة عارمة من الغضب، حاول بيان من نقابة المهن التمثيلية امتصاصها، بالتأكيد على أن تصرف "نمبر وان" جاء فرديا، ولا يعبر عن جموع فناني مصر.
واختار بيان الدكتور أشرف زكي بعض المصطلحات الحازمة للتأكيد على احترام حقوق الشعب الفلسطيني، سعيا لتهدئة الرأي العام الغاضب، وكسب الوقت لاستبيان القوانين المنظمة واللوائح لمثل هذه التصرفات.
ما اقترفه رمضان يمثل حصان طروادة لتسلسل "التطبيع" للفن المصري، عن طريق أحد أشهر نجومه المعاصرين، ولهذه القضية عدة سيناريوهات متوقعة.
اعتذار محمد رمضان
في ضوء المتاح من المعطيات ربما السيناريو الأقرب هو خروج بيان اعتذار من الفنان محمد رمضان، يقدم خلاله كل ما يملك من براهين على وطنيته، وجهله بمعرفة من يلتقط الصور بجانبه، وهو الامر الذي بدأ الترسيخ له منذ انطلاق الأزمة.
وقف وهمي
ربما يرى أعضاء اتحاد النقابات الفنية أن الامر لن يرضى الغاضبون بمجرد اعتذار "الأسطورة" وتقديم تبريراته، وقد يصدر قرار بوقف لبضعة أسابيع لتهدئة المناخ، خاصة ان محمد رمضان له الكثير من الأعداء داخل الوسط الفني، ولن يجد من التضامن اللازم.
تسويف الأزمة
قلق العديد داخل الاوساط الثقافية ينبع من معرفتهم بقوة علاقة نقيب المهن التمثيلية بـ محمد رمضان، وبالتالي تساؤلات مشروعة حول تسويف الأزمة إلى المجهول، وهو الاحتمال الأبعد، في ظل ما قد ينتج عنه من غضب وشحن مضاعف، وفتح نافذة رحبة للتعاون مع الكيان الصهيونى" على نطاق أكثر وضوحا.