الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل عقاب الدنيا يعفي من عقاب الآخرة؟ الإفتاء توضح

صدى البلد

"هل عقاب الدنيا يعفي من عقاب الآخرة؟ هل إقامة الحد أو تطبيق العقاب في الدنيا على القاتل أو السارق أو الزاني أو غير ذلك يعفيه من عقاب الآخرة؟"، سؤال أجاب عنه الدكتور صبري عبد الرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وذلك خلال إجابته عن سؤال ورد إليه فى برنامج "السائل والفقيه" المذاع عبر موجات إذاعة القرآن الكريم.


وأوضح أن هذا الأمر جاء فيه نص صريح في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وَمَن أَصَابَ مِن ذَلِكَ شَيئًا فَعُوقِبَ فِي الدنيَا، فَهُوَ كَفارَةٌ لَهُ"، فمن عوقب في الدنيا فقد أخذ جزاءه.


وأضاف أن الله سبحانه وتعالى أكرم من أن يعاقب الإنسان على معصية مرتين، ولكن يُشترط أن يلي العقاب الندم على ما فعل وأن يعمل الإنسان عملًا صالحًا حتى يقبل الله توبته.


الحكمة من تأخير عقوبة الظالمين
قال تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ" سورة إبراهيم - آية 42 - مكية.


يخبرنا الله تعالى فى هذه الآية الكريمة، أنه تعالى لا يتغافل ولا ينسى ما يفعله الظالم ولكنه يتركه ويمهله حتى تكثر عليه ذنوبه ثم بعد ذلك إذا جاء وقت الحساب سيحاسبه على كل أفعاله وأقواله وسيجزيه بما يستحقه من عقاب على ظلمه.


معنى الآية: أي لا تظن - من الحُسبان وهى نسبة كلامية غير مجزوم بها ولكنها راجحة- أن الله غافل- فالغفلة التي ينفيها الله عنه هي السهو عن أمر لعدم اليقظة أو الانتباه - وهنا يخاطب الله سبحانه رسوله والمؤمنين معه أن الذي يفعل ظلما سيتلقى عقابا عليه وحين يتأخر العقاب يتساءل الذين رأوا فعل الظلم هل تم نسيان الظلم الذي ارتكبه فلان؟ هل هناك غفلة في الأمر؟ وهم في تساؤلاتهم هذه يريدون أن يعلنوا موقفهم من مرتكب الذنب وضرورة عقابه.


وتوضح الآية الكريمة أنه ليست هناك غفلة ولكن هناك تأجيل للعقوبة لهؤلاء الظالمين، ذلك أن الظلم يعني أخذ حق من صاحبه وإعطاءه للغير أو أخذه للنفس، وإذا كان الظلم في أمر عقدي، فهو الشرك وهو الجريمة العظمى وإن ظلمت في أمر كبيرة من الكبائر فهذا هو الفسق، وإن ظلمت في صغيرة فهو الظلم.


وقوله: "عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ" نجد أن هناك فَرْقًا بين عمل وفعل فالفعل هو أحداث كل الجوارح، فإن الذي يكب الناس على مناخرهم في النار إنما هو حصائد ألسنتهم والفعل والقول يجمعهما كلمة (عمل)، وهنا يقول الله "يَعْمَلُ" ذلك أن المشركين الذين استقبلوا القرآن كانوا يرجفون بالإسلام وبالرسول (صلى الله عليه وسلم) بالكلام وكل الأفعال التي قاموا بها نشأت عن طريق تحريض بالكلام، فإن هذه الآية تؤكد أن الله يُمكّن لهم الذنوب ليُمكن لهم العقوبة، وقوله: "تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ" يعني تفتح بصورة لا يتقلب بها يمنة أو يسرة من هول ما يرى.


ما يستفاد من هذه الآية الكريمة أنه يجب على كل مؤمن أن يكون على يقين بأن الله تعالى لن يترك مظلوم إلا وسيأخذ له حقه سواء أكان فى الدنيا أو فى الآخرة، وأنه لا يجب أن يغتر الظالم بظلمه فلابد أن يأتى يوم ويلقى نتيجة ظلمه.


كفارة من وقع فى فاحشة الزنا
قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من أعظم الكبائر التى يقابل الإنسان بها ربه هو أن يقع فى فاحشة الزنا ، حيث وصف المولى الزنا أنه فاحشة وقال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}.


وأضاف "ممدوح"، عبر صفحة دار الإفتاء المصرية، أثناء إجابته عن سؤال سائلة تقول فيه: "ما حكم الزانى والزانية؟ وما كفارتهما فى زمننا هذا؟"، أن كفارة من وقع فى فاحشة الزنا هى التوبة فى زمنًا هذا وغيره من الأزمان ، فيجب على من فعل هذه الفاحشة أن يتوب الى الله توبة نصوحة صادقة وتبع هذا الفعل الشنيع بالأعمال الصالحة فإن رأى المولى تعالى منه الصدق والتوبة غفر له وأبدل سيئته حسنات.


وتابع قائلًا: "يجب على من وقع فى فاحشة الزنا أن يستر على نفسه ولا يخبر بها أحدًا لا على سبيل المصارحة ولا الفضفضة ولا حتى على سبيل التندم فهو ذنب بينك وبين الله".