الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السماء تحنو على يوسف.. من سايس عربيات لأشهر ناشىء في مصر.. فيديو

الطفل يوسف
الطفل يوسف

إنها الأقدار يا صديقي، عندما تفتح لك السماء أبوابها لترفع عنك ظلمات الحياة وتقول لك قد يوجد في رحلتك جانب مظلم لكن لا داعي للقلق لأن هذا يعني وجود جانب أخر مشرق بالأمل ودعوات ودعم الطيبين من أهل الأرض.

لم يكُ يعلم يوسف ابن الـ 11 ربيعا "سايس السيارات" إن السماء قد تحنو عليه بالأمل بعد إن مزق اليأس طفولته، فبينما هو يلهو غير مهتم بما يدور حوله سوى بما يفعله أقرانه الذين وقف سورا من الأسلاك عائقا بينه وبينهم كانت السما قالت كلمتها وجادت بمن يسجل لحظات لهو يوسف وتقليده لأقرانه وهم يتدربون خلف السور لينقلها إلى الفضاء المحدود "السوشيال ميديا" الذي جعل منه أيقونة تعاطف وحب.

تحولت لحظات يوسف النابعة من براءة طفل خلف سور إحدى أكاديميات كرة القدم الخاصة بمدينة الشروق إلى إيقونة حب وتعاطف من الطيبين في الأرض الذين هبوا لمساعدته ووضع حدا ليأسه وتغير مجرى حياته للأفضل ولو قليلا.

صدى البلد، قابل يوسف، بعد إن ابتسمت له السماء وحققت أمنيته في أن يلتقي محبوبته "كرة القدم" وينضم لأحد الأندية بعد أن بادر القائمون على النادي بمساعدته وضمه للبراعم بفريق كرة القدم الخاص بهم ليضعوا بذلك حدا لمأساته وينفضوا عن كاهله تراب الأيام وأجواعها.

يقول يوسف مصطفى البالغ من العمر ١١ عاما، لطالما كنت أهوى كرة القدم ولكن الحاجة وقفت بيني وبينها، يصمت قليلا ثم يعاود الحديث بعيون يملأها الحزن، أمي وشقيقتي كانا بحاجة ماسة للمال فقررت العمل "سايس" لتوفير احتياجاتهم، ولم يكن هناك ما يكفي للانضمام لإحدى الأكاديميات لتحقيق شغفي بلعب كرة القدم.

يحكي يوسف وكله أمل، أنه كان يجمع ما بين 20 إلى 30 جنيها في اليوم وهي لا تسمن ولا تغني من جوع فهو يقبع بمنطقة ترتفع فيها أسعار الأقامة والتي لم يقدر عليها مما اضطره لترك المدرسة وهو في المرحلة الرابعة من التعليم الأساسي والعودة لمسقط رأسه.

توقف حلم يوسف في التعليم، لكن لم يتوقف قلبه وعقله عن حب كرة القدم وشغفه بها فكانت الصدفة والحظ حيث استرق له أحدهم هذه اللقطة التي حولته لحالة إنسانية استحوذت على قلوب الجميع.

ويضيف أحد العاملين فى المكان لصدى البلد عن حالة الطفل يوسف أنه موجود منذ سنتين فى الشروق ويقضي يومه فى غسيل السيارات و يمر على المحلات على أمل أن يعطيه احد طعام ليومه.

ويؤكد أنه شاهده في العديد من المرات وهو يشاهد اللاعبين المتدربين فى تدريباتهم و تقليدهم من وراء السور و لكنه يتابع ان اللقطة التي أحزنته أنه لم يقم اى كابتن بالنظر له بعيون رحيمة و يقوم بادخاله و السماح له بالتدرب مع باقى اللاعبين.

وينهى يوسف حديثه أنه يتمنى ويترجى المسئولين بالتكفل بحالته والحاقة بنادى ليحقق حلمه في الاحتراف فى لعب الكرة.