الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء القنوت في صلاة الفجر.. أسباب اختلاف الفقهاء في حكمه

دعاء القنوت في صلاة
دعاء القنوت في صلاة الفجر

دعاء القنوت في صلاة الفجر.. المقصود بالقنوت هو الدعاء واختلف الفقهاء في حكم القنوت في صلاة الفجر، فيرى الأحناف وجوب القنوت في الوتر، ولا يقنت في الفجر ولا غيره إلا في النوازل فيقنت في الفجر الإمام ويؤمن من خلفه ولا يقنت من يصلي منفرًدا في النازلة عند الشدائد، أما المالكية يرون أنه لا قنوت إلا في صلاة الفجر ويستحب أن يكون قبل الركوع ، والشافعية فيرون أن القنوت في صلاة الفجر مستحب، ولا قنوت في الوتر إلا في النصف الأخير من رمضان ولا قنوت في غيره من الصلوات إلا في النوازل ويكون بعد القيام من الركوع،  أما الأحناف فيرون أن القنوت في الوتر ولا يقنت في غيره إلا في النوازل ويكون القنوت بعد الركوع.. من هذا المنطلق نعرض في السطور المقبلة أحكام القنوت في صلاة الفجر بالتفصيل.

دعاء القنوت
"اللهم ربنا لك الحمد، أنت قيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق، ولقاؤك حق، وقولك حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق.. اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ماقدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت ولا إله غيرك".

اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت.

دعاء القنوت 
من صيغ دعاء القنوت في صلاة الفجر ما يأتي: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُنا دُعاءً نَدعو به في القُنوتِ من صلاةِ الصُّبحِ اللهمَّ اهدِنا فيمَن هدَيتَ وعافِنا فيمَن عافَيتَ وتوَلَّنا فيمَن توَلَّيتَ وبارِكْ لنا فيما أعطَيتَ وقِنا شَرَّ ما قضَيتَ إنَّك تَقضي ولا يُقضى عليكَ إنَّه لا يَذِلُّ مَن والَيتَ تَبارَكتَ ربَّنا وتَعالَيتَ).[٩] (اللهمَّ إنَّا نستعينُكَ ونستغفرُكَ ونُثْنِي عليكَ الخيرَ كلَّهُ ونشكرُكَ ولا نَكْفُرُكَ ونخلَعُ ونترُكُ من يفجرُكَ اللهمَّ إيَّاكَ نعبُدُ ولكَ نُصلِّي ونسجُدُ وإليكَ نسعى ونَحْفِدُ نرجو رحمتَكَ ونخشَى عذابَكَ إنَّ عذابَكَ بالكفارِ مُلْحِقٌ).

وقت صلاة الفجر
يبدأ وقت صلاة الفجر بطلوع الفجر الثاني أو ما يسمى بالفجر الصادق وهو الوقت الذي يبدأ فيه أول ظهور للنهار وذهاب الليل وعتمته، ويكون وقتها سواد الليل خليط مع بياض النهار فينتشر الضوء في الأفق.

حكم القنوت في صلاة الفجر
القنوت في صلاة الفجر من الأمور المستحبة وهو سُنة مؤكدة عنه صلى الله عليه وسلم فى الوتر، وكذلك فى صلاة الصبح أو فى الفجر وليس واجبًا، لما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: "ما زالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يقنتُ في الفجرِ حتَّى فارقَ الدُّنيا".

القنوت عند النوازل
روي عن أنس - رضي الله عنه - : أن النبي- صلى الله عليه وسلم -أتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان؛ فزعموا أنهم قد أسلموا، واستمدوه على قومهم «فأمدهم النبي- صلى الله عليه وسلم - بسبعين من الأنصار»، قال أنس: كنا نسميهم القراء، يحطبون بالنهار ويصلون بالليل، فانطلقوا بهم، حتى بلغوا بئر معونة؛ غدروا بهم وقتلوهم، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وبني لحيان.

ويُستفاد من الحديث مشروعية القنوت في النوازل، حيث إن النبي- صلى الله عليه وسلم- قنت في النوازل في الصلوات كلها، والمشروع في ذلك أن يقتصر الناس في قنوتهم على وقت النازلة، فإن زالت تركوا القنوت.

وقنوت النوازل ليس له صيغة معينة ؛ وإنما يدعو المسلم في كل نازلة بما يناسب تلك النازلة، ولو قنت كل إمام جماعة أو كل مصلٍّ منفرد أو جماعة لم تبطل صلاتهم؛ لأن القنوت من جنس الصلاة.

فضل صلاة الفجر
فضل صلاة الفجر والصلاة عمومًا أنها تَنهى العبد والإنسان المسلم عن الفحشاء والمنكر والآثام الكبيرة؛ لقوله تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ»؛ فيجب على كل إنسان مسلم أن يُحافظ على جميع الصّلوات المكتوبة التي أمر بها الله - سبحانه وتعالى- -وخاصةً صلاة الفجر-؛ وذلك امتثالًا لقوله – تعالى-:«حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ»؛ والصلاة الوسطى كما قال العلماء هي صلاة الفجر، وتقدم لكم« صدى البلد» فضل صلاة الفجر ونصائح مجربة للاستيقاظ عليها..

فضل صلاة الفجر
صلاة الفجر أو صلاة الصبح هي أوّل الصلوات الخمس المفروضات على جميع المسلمين، وهي صلاة جهرية تتكوّن من ركعتين مفروضة وركعتين سنة قبلها وتسمّى سنة الفجر أو ركعتا الفجر وهي سنة مؤكّدة واظب عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وقد سُمّيت صلاة الفجر بهذا الاسم نسبةً إلى وقتها من الصبح الذي ينجلي فيه الظلام وينتشر الضوء في جميع الآفاق فقد سٌمّي فجرًا لانفجار الضوء وزوال العتمة والليل.

صلاة الفجر
صلاة الفجر في وقتها لها فضل كبيرٌ جدًا؛ فقد وردت كثير من الأحاديث النبوية الشريفة الدالّة على ذلك ومن هذه الفضائل:

- من صلّى الفجر فهو في ذمّة الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله»، رواه مسلم.

- المداومة على صلاة الفجر علامة فارقة بين المنافقين والمؤمنين فهي دليل للبرء من النفاق، قال -عليه السلام- :« أثقلُ الصلاةِ على المنافقينَ صلاةُ العشاءِ وصلاةُ الفجرِ ولو يعلمونَ ما فيهما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا».

- من صلى الفجر فكأنما قام الليل كله.

- يكون للمداوم على صلاة الفجر أجر حجّة وعمرة؛ إذا بقي يذكر الله حتى تطلع الشمس قال -عليه السلام- «من صلى الغداة في جماعة، ثمّ قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمره»؛ وصلاة الغداة هي صلاة الفجر،رواه الترمذي.

- صلاة الفجر غنيمة لا تعادلها غنائم الدنيا وكنوزها.

- النجاة من النار والبشارة لهم بدخول الجنة قال – صلى الله عليه وسلم-« لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل مغربها»، رواه مسلم.

- شهود الملائكة والثناء على من صلى الفجر حاضرًا، قال -عليه السلام- : «تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر»، رواه البخاري ومسلم.

- بشارة بنورٍ تام يوم القيامة، فقد روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قوله:«بَشِّر المَشَّائين في الظلمات بالنور التام يوم القيامة»؛ وهي إشارة إلى صلاة العشاء وصلاة الفجر في وقتها لوجود العتمة.

أحكامٌ مُتعلِّقةٌ بالقنوت

 موضع دعاء القنوت اختلف العلماء في مَحلّ القنوت في الصلاة، وذهبوا في ذلك إلى قولَين، هما: القول الأول: قال الشافعيّة والحنابلة بأنّ القنوت في الصلاة يكون بعد الاعتدال من ركوع الركعة الأخيرة، بعد قول: "ربنا ولك الحمد". القول الثاني: قال الحنفيّة والمالكيّة بجواز القنوت قبل ركوع الركعة الأخيرة، أو بعده، وأفضليّته قبل الركوع، وبعد القراءة، دون التكبير. الجهر بالقنوت اختلف العلماء في حُكم الجهر بالقنوت، وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوالٍ، وبيانها فيما يأتي: الرأي الأول: قال المالكيّة والحنفية بعدم استحباب الجهر في القنوت؛ استدلالًا بقول الله -تعالى-: (ادعوا رَبَّكُم تَضَرُّعًا وَخُفيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُعتَدينَ)

 الرأي الثاني: قال الشافعيّة وبعض الحنفيّة باستحباب الجهر في القنوت للإمام دون المنفرد؛ إذ إنّ الأفضل في الذِّكر أن يكون بصورةٍ خفيّةٍ، ولا يُشرَع الجهر إلّا للإمام؛ ليؤمّن المُصلّون على دعائه. الرأي الثالث: قال الحنابلة باستحباب الجهر في القنوت للإمام والمنفرد؛ استدلالًا بفعل عمر بن الخطاب، وأُبَيّ بن كعب؛ إذ كانا يجهران بقنوتهما في صلاة الوتر. رفع اليدَين عند القنوت اختلف العلماء في مسألة رفع اليدَين عند القنوت، وذهبوا في ذلك إلى قولَين، بيانهما فيما يأتي: القول الأول: قال المالكيّة بعدم استحباب رفع اليدَين حين دعاء القنوت؛ قِياسًا على الدعاء في التشهُّد، والسجود؛ إذ لا يرفع المُصلّي يدَيه فيهما. القول الثاني: قال الشافعيّة، والحنابلة باستحباب رفع اليدين حين دعاء القنوت؛ ويكون ذلك برفعهما إلى مستوى الصدر، ثمّ جعل باطنهما نحو السماء.

 القول الثالث: اختلف الحنفيّة في مسألة رفع اليدَين عند القنوت؛ فقال أبو حنيفة بإرخاء اليدَين وعدم رفعهما، وقال أبو يوسف ببَسطهما نحو السماء، ورُوِي عن محمدٍ وضع اليمين على الشمال. مسح الوجه بعد الانتهاء من القنوت تعدّدت أقوال العلماء في مسألة مسح الوجه بعد الانتهاء من القنوت في الصلاة، وذهبوا في ذلك إلى رأيَين، بيانهما فيما يأتي:

 الرأي الأول: قال الحنابلة باستحباب مسح الوجه بعد دعاء القنوت؛ استدلالًا بفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ كان يمسح وجه بعد الانتهاء من الدعاء، وقال المالكيّة باستحباب مسح الوجه بعد الدعاء المُطلَق، ولم يتعرّضوا لحُكمه بعد القنوت.[٣٤]. الرأي الثاني: قال الحنفيّة والشافعيّة بعدم مسح الوجه بعد دعاء القنوت؛ لعدم ورود أي دليلٍ ينصّ على ذلك، وقياسًا على سائر الأدعية في الصلاة؛ حيث لا يُشرَع فيها مسح الوجه بعد الانتهاء منها.