الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم من مات بفيروس كورونا.. وهل يعد شهيدا؟

حكم من مات بفيروس
حكم من مات بفيروس كورونا وهل يعد من شهيدا؟

حكم من مات بفيروس كورونا ، قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن مَن مات بفيروس كورونا فإنَّا نحتسبه عند الله شهيدًا، له أجر شهداء الآخرة؛ لقول سيدنا رسول الله ﷺ: «الشُّهَداءُ خمسةٌ: المَطعونُ، والمَبطونُ، والغَريقُ، وصاحبُ الهدمِ، والشهيدُ في سبيلِ اللهِ» [مُتفق عليه]، والمطعون أي الذي أصابه داء الطاعون، ومثله كل من مات جراء الوباء. 

هل المتوفى بفيروس كورونا يكون شهيدا
واستشهد مركز الفتوى، بقول النبي الكريم: «ما تعدُّونَ الشَّهيدَ فيكُم؟» قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، قالَ: «إنَّ شُهَداءَ أمَّتي إذًا لقليلٌ»، قالوا: فمَن هم يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: «مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، ومن ماتَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، ومَن ماتَ في الطَّاعونِ فَهوَ شَهيدٌ، ومَن ماتَ في البَطنِ فَهوَ شَهيدٌ»، وزَادَ في روايةٍ «والغَرِقُ شهيدٌ». [صحيح مسلم]
ولقوله ﷺ: « فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ». [صحيح البخاري]

فمَن مات بفيروس كورونا دخل في حكم من مات بالطاعون، وقد عَرَّف ابن منظور في (لسان العرب) الطَّاعون بأنه: «الْمَرَضُ الْعَامُّ وَالْوَبَاءُ الَّذِي يَفْسُدُ لَهُ الْهَوَاءُ فَتَفْسُدُ لَهُ الأَمْزِجَةُ وَالأَبْدَانُ».

أنواع الشهداء
واستشهد مركز الفتوى، بقول النبي الكريم: «ما تعدُّونَ الشَّهيدَ فيكُم؟» قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، قالَ: «إنَّ شُهَداءَ أمَّتي إذًا لقليلٌ»، قالوا: فمَن هم يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: «مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، ومن ماتَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، ومَن ماتَ في الطَّاعونِ فَهوَ شَهيدٌ، ومَن ماتَ في البَطنِ فَهوَ شَهيدٌ»، وزَادَ في روايةٍ «والغَرِقُ شهيدٌ». [صحيح مسلم]
ولقوله ﷺ: « فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ». [صحيح البخاري]
وذكر أنَّ الشهداء نوعان: شهيد الدنيا والآخرة، وشهيد الآخرة، فشهيد الدنيا والآخرة هو من مات في قتال أعداء الدين والوطن، وحكم هذا الشهيد أنه لا يُغسَّل ولا يُصلَّى عليه؛ بل يدفن على حالته.

أما النوع الثاني وهو شهيد الآخرة فهو من مات بسببٍ معين من مجموعة الأسباب التي ذُكرت في الحديث الشَّريف والتي منها الموت بسبب وباء كفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)؛ ولكنه يُغسَّل ويُكفَّن ويُصلَّى عليه صلاة الجنازة، ولا يُشترط المسجد لصحّة صلاة الجِنازة، وتجوز صلاتُها في المشافي، وفي الخلاء، وعلى المقابر.

هل الميت بكورونا شهيد
قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق عضو هيئة كبار العلماء: لا أدري سببا لانشغال الناس بالحكم على من مات بسبب من الأسباب هل هو شهيد أو لا؟ فمن مات فقد انتقل إلى ربه ووصفنا له بالشهيد من عدمه لن ينفعه أو يضره، فالله وحده هو من يفصل في أمره، وإذا تحدثنا عنه فإنما هو من باب فهمنا للنصوص التي وصلتنا في كتاب الله وسنة رسوله، دون إسقاط للحكم على شخص بعينه أو القطع بأنه شهيد أو لا.

وأضاف شومان عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك، قائلا: "نقول من مات بكذا كما علمنا من النصوص فهو شهيد أما عن فلان بذاته فالله أعلم بكونه من الشهداء أو لا، ومن خلال استقراء النصوص الواردة في شرعنا نفهم أن من مات بجائحة عامة فهو من الشهداء.

واستشهد شومان بما روي أن أم المؤمنين عائشة سألت رسول الله عن الطاعون فأعلمها "أنأَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ» رواه البخاري، وعنه أيضا: «الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ».

وفي الحديث المتفق عليه:"الشهداء خمسة :المطعون والمبطون،والغريق، وصاحب الهدم ،والشهيد في سبيل الله"وهذه النصوص الصحيحة وغيرها توجب علينا من باب البشير للناس والمواساة لأهل الميت القول: بأن من مات بجائحة تشمل الطاعون وغيره فهو شهيد بإذن الله.

وتابع: لا داعي لهذا الجدل الدائر بين البعض، فكما قلت الأمر في النهاية لله وليس للبشر ووصفنا له بالشهيد أو نفي الشهادة عنه لن يثبت أو يسلب عنه حكمه عند الله، والأولى من ذلك أن تتوجه جهود العلماء لحث الناس على ضرورة الالتزام بالتعليمات الوقائية الصادرة عن جهات الاختصاص وبيان أنها ملزمة كأنها طلبت بنص شرعي، وأن مخالفتها حرام، وإلقاء بالنفس في التهلكة وقد نهينا عنه{...ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة...} حفظكم الله من كل سوء ورفع عن بلادنا الوباء والبلاء.

أفادت دار الإفتاء المصرية، بأن موت المسلم بسبب فيروس كورونا يدخل تحت أسباب الشهادة الواردة فى الشرع الشريف؛ بناءً على أن هذه الأسباب يجمعها معنى الألم لتحقق الموت بسبب خارجي، فليست هذه الأسباب مسوقة على سبيل الحصر، بل هي منبهة على ما في معناها مما قد يطرأ على الناس من أمراض".

وأضافت في إجابتها عن سؤال: "هل من مات بفيروس كورونا شهيد ؟"، أن هذا المرض داخل فى عموم المعنى اللغوى لبعض الأمراض، ومشارك لبعضها في بعض الأعراض، وشامل لبعضها الآخر مع مزيد خطورة وشدة ضرر، وهو أيضًا معدود من الأوبئة التي يحكم بالشهادة على من مات من المسلمين بسببها، فمن مات به من المسلمين فهو شهيد؛ له أجر الشهادة في الآخرة؛ رحمةً من الله تعالى به، غير أنه تجري عليه أحكام الميت العادي؛ من تغسيلٍ، وتكفينٍ، وصلاةٍ عليه، ودفنٍ.

هل المتوفى بمرض السرطان يعد شهيدا
قال الشيخ أحمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن الميت الذي توفي بمرض السرطان يعد شهيدًا لأنه مات مبطونًا، مستشهدًا بقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: «الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل الله» متفقٌ عليهِ.

وأوضح الشيخ أحمد وسام، في فيديو بثته دار الإفتاء على "يوتيوب"، ردًا على سؤال: هل المتوفى بمرض السرطان شهيد؟»، أن للشهادة من حيث الدنيا والآخرة أنواع منها: أولًا: شهيد الدنيا والآخرة، وهو المقتول من المسلمين فى الحرب، وكان يبتغى بذلك وجه الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن شهيد الدنيا يٌغسَّل ولا يصلى عليه، وأن مقتضى الشهادة فى الآخرة أن له الأجر العظيم الذى قال الله فيه «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» (سورة آل عمران: 169).

وأضاف ثانيًا: شهيد الدنيا فقط، وهو المقتول فى الحرب المذكورة ولم يقصد بذلك وجه الله تعالى، فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه، ولكن يحرم من ثواب الآخرة، لافتًا إلى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم أن أعرابيًا قال للنبى صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر-أى للشهرة-والرجل يقاتل ليرى مكانه - فمن فى سبيل الله ؟ فقال: "من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله".

وتابع: ثالثًا: شهيد الآخرة فقط: وهو الذى لم يمت فى الحرب المذكورة، كالغريق والمبطون، فهو يعامل فى الدنيا معاملة أى ميت آخر من وجوب غسله والصلاة عليه، ولكن الله يعطيه فى الآخرة ثواب الشهداء، لحديث "ما تعدون الشهداء فيكم؟ قالوا: يا رسول الله من قتل فى سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتى إذًا لقليل، قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: من قتل فى سبيل الله فهو شهيد، ومن مات فى سبيل الله فهو شهيد، ومن مات فى الطاعون فهو شهيد، ومن مات من البطن فهو شهيد" رواه مسلم.

واختتم حديثه قائلًا: «ومن هؤلاء من يقتل دفاعا عن نفسه ، فقد روى الترمذى بسند حسن صحيح "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد"، وكل ذلك فى موت المسلم، أما غيره فلا نصيب له من الشهادة عند الله».