EN 
قالت دار الإفتاء إن الإنسان الذي يؤمن بفكرة الوطن بمعناه الشامل يشعر بحب وطنه وبالانتماء إليه والعمل لصالحه وفدائه بالروح والدم والنفس والمال، والذي يؤمن بفكرة الجماعة والولاء لها والسمع والطاعة لقادتها لا يهمه مصلحة وطنه ولا يهتم بما يصلحه ولا يسعى أبدا للمشاركة في نهضة بلاده وإنما يتركز فكره فقط في السمع والطاعة العمياء لكل ما يأمره به قادة الجماعة ولو كان في غير مصلحة وطنه.
وأوضحت الدار عبر الفيسبوك، أن الانتماء إلى الوطن شرف وإصلاح والانتماء إلى الجماعة على حساب الوطن يؤدي إلى الإفساد في الأرض.
وفي نفس السياق قال الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا في القرآن الكريم ما ينص على أن التمسك بالمواطنة يخالف للشريعة والدين، مشيرا إلى أن هؤلاء الإرهابيين الذين يشوهون الإسلام هم في الحقيقة يصدون الناس عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف وسام ، أن حب الوطن من القيم الإنسانية التي يزيدها الإسلام تأكيدًا وثباتًا ، والدليل على ذلك ما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم من قومه وإخراجه من مكة التي كانت وقتها دار كفر بإجماع المسلمين فنظر إليها النبي باكيًا وقال: " أَمَا وَاللَّهِ لأَخْرُجُ مِنْكِ ، وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلادِ اللَّهِ إِلَيَّ وَأَكْرَمُهُ عَلَى اللَّهِ، وَلَوْلا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مَا خَرَجْتُ ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ إِنْ كُنْتُمْ وُلاةَ هَذَا الأَمْرِ مِنْ بَعْدِي ، فَلا تَمْنَعُوا طَائِفًا بِبَيْتِ اللَّهِ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ وَلا نَهَارٍ ، وَلَوْلا أَنْ تَطْغَى قُرَيْشٌ لأَخْبَرْتُهَا مَا لَهَا عِنْدَ اللَّهِ ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهُمْ وَبَالا، فَأَذِقْ آخِرَهُمْ نَوَالا".
وأشار إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يخاطب النبي أرضا صماء وهذه الحالة توجد نتيجة الحب الشديد والانجذاب الإنساني الراقي إلى وطن الإنسان، فحب الوطن والولاء له جائز ومطلوب.
