الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية الأسطى سارة.. أول ميكانيكي سيارات من الجنس الناعم في المنصورة: فخورة بشغلي.. صور

سارة أحمد أثناء العمل
سارة أحمد أثناء العمل في الورشة

حب والدها لدرجة التعلق بمهنته كان سببا في رحلة سارة أحمد دياب ابنة محافظة الدقهلية لمرافقته في "الورشة" يوميا منذ أكثر من ثمانية أعوام،  بمرور الوقت أصبحت ساعده الأيمن ومساعده الاول، حتى قررت استكمال الدراسة والحصول على "دبلوم تجاري"، حتى لا يتأثر العمل بالدراسة المستمرة،  لتصبح أول فتاة في محافظة الدقهلية حاصلة على لقب ميكانيكي سيارات.


"حبيت مهنة بابا وقررت أتعلم منه كل حاجة"، كان هذا الدافع الوحيد لسارة صاحبة الـ 23 عاما للتخصص في مجال ميكانيكا السيارات، كما قالت لـ «صدى البلد»، حيث فضلت سارة الابنة الكبرى تعلم الخبرات عن المجال من والدها صاحب الخبرة في ميكانيكا السيارات لفترة تزيد عن 35 عاما في محل العمل الخاص به في قرية أبو نبهان مركز ميت غمر محافظة الدقهلية، وتقول: "أخدت المهنة وراثة".



سار على النهج نفسه شقيقها الوحيد محمد الأصغر سنا والذي رغم حصوله على شهادة الهندسة قسم مساحة وخرائط إلا أنه قرر التخصص أيضا في نفس مجال والده وهو ميكانيكا السيارات، "إحنا التلاتة بقينا إيد واحدة في المجال"، وتوضح سارة أنها رغم انضمام شقيقها للعمل في مجال والدها أيضا إلا أن ذلك لم يمنعها من الاستمرار لتحقيق حلمها وطموحها.



تعلمت سارة العمل على الطريقة البدائية من والدها، والعمل على سيارات قديمة مثل 505، و504، و128، ولكنها لم تكتفِ بذلك حيث آثرت إعادة استغلال خبراتها وتطويعها للعمل أيضا في السيارات الحديثة، وذلك من خلال حصولها على العديد من الدورات التدريبية في مجال أعطال كمبيوتر السيارة، كذلك دورات تدريبية لمعرفة كيفية إصلاح أعطال السيارات الحديثة، وتقول: "اتخصصت في العربيات الياباني".


قدرة سارة لإثبات موهبتها في المجال، جعلتها تقرر الاستقلال في العمل واتخاذ ورشة خاصة بها في القرية نفسها "أبو نبهان"، في البداية كان عملها بدافع حب الاستطلاع، ثم تطور الأمر ليصل إلى حد الشغف المستمر، ورغم ذلك وعملها في الورشة الخاصة بها، إلا أنها واجهت بعض الصعوبات.



"ده شغل رجالة مالك بيه !"، كانت هذه الجملة الاكثر تكرارا على آذان سارة، والتي لم تقابلها يوما بغضب أو ضيق، اقتناعا بأنه لا يوجد تصنيف لأي عمل بأنه ذكوري من عدمه، وكذلك مواجهة كل شخص لصعاب في العمل، وتقول سارة: "مفيش حاجة اسمها شغل للست وشغل للراجل."، وتستخدم بنت ميت غمر أحدث التقنيات لإصلاح السيارات على الطريقة الحديثة، من خلال استخدام "كوريك متحرك".


لم يؤثر العمل على الحياة الشخصية لسارة، خاصة الارتباط والتي اتخذت قرارا بتأجيل هذه الخطوة حتى تتمكن من تحقيق كل أحلامها وهي امتلاك مركز ميكانيكا متكامل، وتقول: "أسعى أكبر ورشتي وفرحانة إن الزبون اللي بيتعامل معايا مرة بييجي تاني وبيجيب معارفه".