مما لاشك فيه ان الثروة البشرية تعد عنصرا مهما من عناصر التنمية ، وان المعادلة تقول كلما نقص عدد الأبناء كلما اختلت موازين التقدم والبناء . وعلى هذا المعيار نجد إيطاليا تعلن صراحة ان اعداد كبار السن صارت هي الأكبر والاضخم لديها وبأن الوفيات أكثر من المواليد والأكثر قلقا عزوف الشباب عن الزواج والانجاب مما حدًا بالجهات المعنية هناك الى دق ناقوس الخطر ودراسة الأسباب والتحفيز من اجل تخطى عواقب هذه الفرضية الحقيقية في إيطاليا ، وعلى بعد قريب من إيطاليا هناك النمسا المسماة ببلد العواجيز والكلاب نظرا لقلة اعداد الشباب بل وندرتهم ان شئت الدقة فأول مرة كنت هناك لفت نظري عدد كبار السن المارين في الشوارع والجالسين في الحدائق برفقة كلابهم وبعدها طالعت مقالا يحذر فيه مسئول نمساوي من تنامى ظاهرة العزوف عن الانجاب وتحول البلاد الى مكان يجمع كهول وكلاب فقط . وبين هاتين الدولتين توجد نفس المشاكل ولكن بصور أخرى فهناك دول تصرخ من عدم وجود عنصر الدولة الواحد واجتياح المهاجرين وزواجهم وانجابهم ومع الوقت تحولت هذه الدول الى وعاء يجمع اجناس أخرى غير خالصة التكوين من أبناء البلد العازفين عن الزواج والانجاب . كما ان عددا كبيرا من أبناء القارة العجوز يعانون من ضياع الهوية وفقد الانتماء الفعلي الذى أدى في النهاية الى رفض فكرة التناسل وخلق أجيال جديدة . ووسط كل هذه التداعيات تأتى الصين وتلقى بالطعم للأبناء حتى ينجبون اكثر من ابن متراجعة بذلك عن قرار اتخذته بكين منذ عقود بمنح كل العطايا للأسر ذات الطفل الواحد وحرمانهم من هذه المزايا لطفلهم الثاني وما يليه .
الصين تبدأ بدفع الأموال للأمهات مباشرة من أجل الإنجاب فقد ذكرت صحيفة جلوبال تايمز الصينية أن 25 سلطة محلية في الصين ستبدأ في توزيع "إعانات الأمومة" على النساء مباشرة في الأول من نوفمبر المقبل!. بعبارة أخرى، بعد استنفاد جميع الاستراتيجيات الأخرى لمكافحة التراجع الديموجرافي، ستبدأ الصين بدفع إعانات مالية للنساء مقابل إنجاب الأطفال.
وأشارت الصحيفة الصينية إلى أنه "منذ سبتمبر 2025 بدأت عدة مقاطعات في تطبيق مدفوعات مباشرة لبدلات الأمومة ؛ وكشفت بكين عن دعم جديد بقيمة حوالي 500 دولار سنويًا للسنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل. ولكن الشباب الصيني على مواقع التواصل قالوا إنهم سيفكرون في إنجاب المزيد من الأطفال إذا كان الدعم عشرة أضعاف المبلغ المُقدم. العالم كله صار قلقا من نفاذ المخزون البشرى من النشء الا الدول النامية التي تقوم بجهود جبارة من اجل تقليل الانجاب ومحاربة الزواج المبكر .الواقع يقول والحكومات تتخذ الإجراءات والشعوب تفعل ما تريد وبعدها تصرخ وتطلب العون والسند …!!!!