بهزيمة ثقيلة أمام الأردن ودع منتخبنا الوطني كأس العرب بعد أن قام بواجبه كاملاً بحرق دم الجالية المصرية في قطر والملايين خلف الشاشات داخل الوطن وخارجه....حرق الدم هو العمل الوحيد الذي يتقنه المسئولين عن إدارة كرة القدم المصرية....وإلا فبماذا نفسر ما نراه من نتائج مخيبة ومستويات متردية من جميع المنتخبات في كل الفئات السنية لدرجة أننا وصلنا تقريباً لمرحلة إدمان الفشل...
لا أدري على وجه التحديد ما سبب هوان مشاعر الجماهير المصرية على متخذي القرار في لعبة شعبية يتابعها قطاع كبير من الشعب المصري....رغم ما يبدو للجميع من أن القرار ربما يكون سهلاً ويؤتي نتائج مثمرة ببعض من الإخلاص والتخطيط السليم سواء على المدى القصير أو الطويل....لكن الظاهر لنا هو أن كل شئ يبدو صعبا .... التخطيط صعب التفكير صعب اتخاذ قرار سليم صعب....أما ما يبدو سهلاً فهو العشوائية والفوضى والتخبط....
وعلى كثرة المشاكل التي تحيط بالوسط الكروي المصري ....فقد كان من الممكن ببعض الخطوات البسيطة أن تكون النتائج أفضل مما شاهدنا ....فعلى سبيل المثال كان من الممكن أن يتولى تدريب هذا المنتخب الذي يعلم الجميع أنه منتخب مؤقت تشكل لبطولة واحدة أن يتولى إدارته الفنية مدير فني مصري مؤهل مثل أيمن الرمادي أو علي ماهر الذي يتصدر فريقه بطولة الدوري أو محمد الشيخ المدرب الشاب الذي يتولى تدريب وادي دجلة ويقدم مستويات جيدة أشاد بها الجميع....مع احترامنا لتاريخ الكابتن حلمي طولان والذي روى بنفسه قصة اختياره لهذا المنصب حيث صرح بأنه كان في جلسة للتشاور مع بعض زملائه في اللجنة الفنية باتحاد الكرة من أجل اختيار المدير الفني للمنتخب الثاني وتصادف دخول رئيس الاتحاد الذي سأل عن مضمون الجلسة وطلب سيادته من الكابتن حلمي أن يقوم بهذه المهمة ثم قاموا بقراءة الفاتحة ....هكذا بمنتهى السهولة تتم إدارة الكرة المصرية ...ويبدو أن قراءة الفاتحة كانت على روح الكرة المصرية !!!!!!!
كان من الممكن أن يكون هناك تنسيق يقوم به الاتحاد بين المدير الفني للمنتخب الأول والمدير الفني للمنتخب الثاني من أجل اختيار عناصر من المنتخب الأول لتجهيزها لكأس الأمم الأفريقية....لكن كيف يحدث تنسيق بين جهازين فنيين يعلم الجميع ما بينهما من صدامات وخلافات....حتى أن الكابتن حلمي قد صرح ذات مرة عن حسام حسن بأنه " مبيعرفش يدرب ومبيعرفش يتكلم "....هكذا قال ....ناهيك عن ما قام به مدير المنتخب الثاني ومدرب حراس المرمى من " تلقيح بالكلام " عبر إحدى المنصات على حسام ....هل بعد هذا كله من الممكن أن يحدث تنسيق لأجل مصلحة الوطن ؟.... أعتقد الإجابة معروفة .
لكن ما يبدو عجيباً هو ما سبب اعتبار كأس العرب مجرد بطولة شرفية أو كما صرح السيد الوزير أنها غير موجودة في أجندة الفيفا....وأن المشاركة لمساندة الأشقاء في قطر !!!!!!!
أما بالنسبة لمشاعرنا نحن وخيبة أمل وحسرة المواطنين المصريين في قطر أو الخليج عموماً فليست في الاعتبار عند مسئولي الاتحاد المصري لكرة القدم....كلها أيام وسيعود كابتن حلمي وكابتن أحمد حسن وكابتن حضري لمقاعدهم الوثيرة في القنوات الفضائية كي يحدوثنا عن مشاكل وأزمات الكرة المصرية وممارسة التنظير على الغير بكل سلاسة ....
عموماً لم يتبق إلا كأس الأمم الأفريقية التي ستبدأ بعد أيام قليلة.....وبدون الإغراق في التشاؤم فالنتيجة المنطقية لمعطيات الفوضى والتخبط هي بطبيعة الحال هي الفشل الذريع إلا إذا أراد المولى عز وجل أن يمن على هذا الشعب العظيم بقدر من الفرحة على سبيل الاستثناء....
محمد ماهر يكتب: من خارج الخط