الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وفاء أبو السعود يكتب: تُرى من تكون

صدى البلد

مخلوق أن تدبرت في حيثياته، لن تستطيع أن تصل إلى أعماقه، قوي بشكل مثير يجعلك تتساءل من أين ياتي بتلك القوة وفي نفس الوقت يمثل  الضعف  في أوهن حالاته، أحيانا يظهر ما لا يبطن، وأحيانا يكون صفحة بيضاء تستطيع قرائتها بكل يسر وسهولة إن قررت اختراقه، ستدخل في نفق مظلم وبحر عميق ليس له قرار، سترهق نفسك بحثا لتخرج صفر اليدين وبدون أي  فهم، خلقه الله من ضلع أعوج، وإنْ أقمْتَه كسرْتَه، إنها حواء وقت ما أحببت فلا ترى من الدنيا سوي هذا الحبيب، وإن أخلصت له فلا تقف أمامها عوائق الدنيا بأثرها،  تضحي بكل ما هو عزيز وغالي، وهي في غاية الرضا، وقتما تقسو، يبكي قلبها وجعا وألما من عدم قدرتها علي تحمل تلك القسوة، حينما  تعطي يكون العطاء في ابهي صوره ،  ولا تنتظر مقابل لهذا العطاء تتحمل مسئوليتها أكمل وجه مهما كانت درجة شقائها، في حالة ضيق يدها  تجدها صامدة أمام  أي ظروف صمود الجبال في عزه وشموخ وإباء إن تحدثت عن حفاظها على أسرتها، فما وجدت من الكلمات ما يليق بوصفها، روح يتجمع بالقرب منها كل الأبناء ، القاصي والداني ، تنتظر الغائب حتى يعود، هي صانعة الرجال، فلا ترضي لابنائها أنصاف الحلول، هي نصف المجتمع وصانعة النصف الآخر هي قاطرة يتعلق بها كل افراد اسرتها في إنكار ذات لذاتها منقطع النظير، تطبب المريض وهي تأن من الألم ، تعطي ما في يدها حتى وإن كانت في اشد  الحاجه له، هي تلك الشمعة التي تحترق من أجل الآخرين في رضا وثبات وصمود بداخلها طاقة وحيوية لتبعث في الحياة حياة أخرى إن شعرت أن بلادها في أزمة استنهضت تلك القوة الكامنة لتكون في مقدمة الصفوف بعضُ جروحها  لا يندمل ولا تستهين بخُذْلانٍها  ، تغفر وتسامح  كثيرا ،مهما تجرعت مرارة جرحها، وتتجاوز عن الكثير والكثير مقابل حفاظها على الكيان واستمراره وقد ترد الكيل اضعاف مضاعفه عزيزي الرجل أنا لست أرضا بور تمر من فوقها، أنا من أهبك الحياة، ومن توهب الحياة لكل من حولها، أنا من تجعل خطواتك  تنبت أزهارا، ومن تدفع الدم بداخلك ليكون  أنهارا أنا ... الحياة ابتسامتي، تبدل حزنك فرحا فتتراقص الأرض من حولك  وكلماتي ، هي من تمنحك القوة  فتزلزل صمتك ليكون  اشعارا أنا من وهبتك عمري لتعيش فيه ووهبتك طاقتي لتستمد منها طاقتك وحزني يطفي أضواء الدنيا من حولك، وغضبي لهيب يحرق اغصانك انا حينما خذلتني وقفت بكل قوه لاتلقي الضربات عنك لتبقى  روحك تظلل علي من حولها  وحينما خذلتني الدنيا لم انحني وظللت مرفوعه الهامه في تحد وثبات، أنا شمس نهارك وسكون ليلك، أنا سعادتك وشقاؤك، أنا يوم رحيلي ستنطفئ كل أضواء العالم من حولك  وتستمر الحياه بلا روح، وقتها ستبحث عن روحي لتعيش فيها.

-