الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإيكونوميست: أساطيل الظلام تنهب الثروة السمكية في المحيطات

صيد الاسماك
صيد الاسماك

حذرت منظمات دولية غير حكومية من احتمال نفاد أنواع مختلفة من الأسماك نتيجة عمليات الصيد غير الشرعية والجائرة قبالة الجزر الواقعة بالمحيطين الهادي والهندي وسواحل الدول المطلة على هذين المحيطين في مناطق متعددة.


جاء ذلك في تقرير لمجلة "الإيكونوميست" البريطانية عن عمليات الصيد الجائرة التي تقوم بها أساطيل صيد غير شرعية تعمل تحت جنح الظلام، وأصبحت توصف بأساطيل الظلام.


وذكرت مجلة "الإيكونوميست" في تقريرها أن أساطيل الظلام تقوم بنهب الثروة السمكية في المحيطين الهادي والهندي، وحذرت من العواقب التي يمكن أن تترتب على ذلك، وعلى رأسها تناقص المخزون السمكي في مياه الدول التي تنتهكها هذه الأساطيل تحت ستار الليل.


وقالت المجلة البريطانية إن منظمة "جلوبال ووتش" لمراقبة عمليات الصيد عبر أنحاء العالم "تستخدم أجهزة لالتقاط إشارات من أجهزة الإرسال بالسفن أثناء تشغيلها وتلتقط صورا بالأشعة تحت الحمراء من الأقمار الصناعية تحدد أماكن السفن التي تعمل أثناء الليل".


وأوضحت "الإيكونوميست"  أن منظمة "جلوبال ووتش" استنتجت من خلال تلك الصور تواجد أسطول من أساطيل الظلام يضم حوالي ألف مركب صيد صيني من مراكب الصيد ذات الأحجام الصناعية، ويقوم بسحب سمك الحبار من المياه داخل المنطقة الاقتصادية لكوريا الشمالية التي تبلغ مساحتها 200 ميل بحري سنويا.


وأضافت أن الحبار يحظى بشعبية عبر أنحاء شرق آسيا، ويتزايد عليه الطلب في أماكن أخرى وتستورد منه أمريكا 80 ألف طن سنويا، ويجري جلب معظم هذه الكمية من الصين.


وأشارت "الإيكونوميست" إلى أن عمليات الصيد الجائرة أدت إلى انخفاض حصيلة صيد كوريا الجنوبية واليابان من سمك الحبار في المحيط الهادي بما يزيد على أربعة أخماس الحصيلة منذ عام 1983، ويجعل ذلك المخزون المتبقي أكثر قيمة، ومن المرجح أن سفن الأسطول التي توصف بالسفن الأشباح وتضم نحو 260 مركبا، تتواجد في مياه كوريا الشمالية بدون تصريح وتبدو وكأنها في "غزوة صيد".


وقالت منظمة "جلوبال ووتش" إن أسطول الظلام الصيني يتسبب في حدوث أضرار بمنطقة المحيطين الهادي والهندي، ويتزامن نضوب الثروة السمكية في المياه الساحلية اليابانية خلال الأعوام القليلة الماضية مع حدوث زيادة حادة في المراكب الأشباح في المياه اليابانية، وذلك بالاضافة إلى دخول آلاف من المراكب الكورية الشمالية المتهالكة إلى المياه الروسية بطريقة غير مشروعة.


وذكرت منظمة "جلوبال ووتش" ومنظمة "تريج مات" النرويجية لاقتفاء آثار السفن، والتي تقدم معلومات استخبارية لدول أفريقية عن مصائد الأسماك، أن أسطول الظلام الصيني يعتبر أكبر أسطول في العالم، لكنه ليس الأسطول الوحيد، حيث تم اكتشاف حوالي 200 مركب صيد إيراني تستخدم الشباك لصيد سمك التونة قبالة سواحل الصومال واليمن.


وأكدت المنظمتان أن الجرائم التي ترتكبها مثل هذه السفن تتضمن عمليات صيد غير مشروعة وغير منظمة دون الإبلاغ عنها، وأن أجهزة وطنية وإقليمية ومتعددة الجنسيات تكافح من أجل إصلاح الأضرار التي يسببها الصيد الجائر للنظم البيئية البحرية.


وجاء في دراسة دولية أنه تمت إزالة 82% من 1300 نوع من الأصناف التجارية للأسماك واللافقاريات البحرية، وأن مراكب الصيد غير الشرعية لا تقوم فقط بالصيد بدون ضوابط، بل إنها تحرم الحكومات من مليارات الدولارات من بيع حق الوصول إلى المصائد، كما تهدد سبل معيشة عشرات الملايين من صغار الصيادين الشرعيين في إندونيسيا وغرب أفريقيا وجزر المحيط الهادى ودولا ساحلية أخرى، بحسب تقرير "الإيكونوميست".


من ناحية أخرى، ذكرت البحرية الإكوادورية أنه جرى رصد أسطول صيد صيني قبالة المنطقة الإكوادورية الاقتصادية الخاصة حول جزر جالاباجوس.


وأشارت إلى أن شركة "هوك آي" الأمريكية استخدمت إشارات راديو خافتة لتحديد هوية سفن بالقرب من الأسطول الصيني الذي دخل المنطقة الاقتصادية الاكوادورية تحت جنح الظلام، لكنها ذكرت أن من المستحيل إثبات أن هذه المراكب مراكب صيد صينية؛ لأن الأسطول لم يبدو في صورة تشكل أي انتهاك للقوانين نظرا لوجوده في المياه الدولية.


ونبهت "الإيكونوميست" إلى أنه على الرغم من أن الاتفاقيات الدولية هدفها تنظيم مخزون الأسماك الرئيسية، خاصة أنواع التونة التجارية، إلا أنه لا يوجد تنظيم خاص بصيد الحبار، وتستغل المراكب الصينية هذه الميزة.


وتقول منظمة "تريج مات" إنها رصدت أساطيل صينية تقوم بتوسيع نطاق صيدها للحبار في منطقتين شاسعتين، لكنها لم تتمكن من توثيق ذلك في المحيط الهندي، وأن الحبار يستخدم كطعم هام لكثير من الأنواع الأخري، من بينها التونة التي ترغب أساطيل محلية في صيدها.


وعلى الرغم من أن أساطيل الظلام تعمل تحت ستار الليل أو خارج النطاق القانوني، إلا أن مارك زيمرينج، عضو منظمة الحفاظ على الطبيعة، يقول إن معظم عمليات الصيد غير الشرعية تقوم بها أساطيل مرخصة، وإنها مسئولة عن أكثر من 90% من الانتهاكات بجنوب منطقة المحيط الهادي.


ولفتت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية في تقريرها إلى أن حالة الكثير من السفن ليست جيدة، كما أن العديد من العاملين عليها غير مدربين، خاصة في الدول الفقيرة بغرب وشرق أفريقيا وجنوب شرق آسيا والمحيط الهادي، وأدى تفشي وباء كورونا إلى تفاقم الوضع، ويتم استغلال الصيد كغطاء لعمليات تهريب المخدرات والأسلحة وغسيل الأموال.


واختتمت بأن الصيد كان دائما حرفة خطيرة، وعلى الرغم من أنه يكون مربحا في بعض الأحيان، إلا أنه لا يكون كذلك في كثير من الأحوال. 

 

وأشارت "الإيكونوميست" إلى أن محللين اقتصاديين يقترحون على الحكومات ضرورة قطع الدعم عن أساطيل الصيد؛ لأن أكثر من 35 مليار دولار من هذا الدعم تتجه سنويا إلى عمليات صيد غير شرعية في أنحاء العالم.