الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الساعات الأخيرة في حياة إيفلين السويسرية.. كيف ماتت رائدة صناعة الخزف في قرية تونس بالفيوم؟

إيفلين السويسرية
إيفلين السويسرية

رصد " صدى البلد " الساعات الأخيرة للسويسرية إيفلين بوريه، رائدة  مدارس صناعة الخزف بقرية تونس بالفيوم ،  حيث تناولت وجبة الغداء فى الرابعة عصر اليوم ، ثم توجهت كعادتها الى الفراش  .

 

عقب صلاة المغرب توجه نجلها الوحيد إنجيلو ميشيل باستور للاطمئنان عليها فوجدها جثة هامدة ، فقام باستدعاء طبيب القرية الذى وقع الكشف الطبى عليها ليعلن وفاتها بهبوط حاد فى الدورة الدموية ، فاتصل بشقيقته  الكبرى  مارية وزوجها بالقاهرة اللذين حضرا منذ قليل  ، ليشاركا  فى تشييع جنازة  والدتهما.

 

كان المحاسب كمال سلومة رئيس مركز ومدينة يوسف الصديق  بمحافظة الفيوم ،  أعلن أنه سيتم ظهر غد الأربعاء دفن جثمان الفنانة السويسرية إيفلين  بوريه  الى مثواه الأخير بمقابر الإخوة الأقباط  بالقرية الثانية التابعة للوحدة المحلية لقرية قارون بمركز يوسف الصديق .

 

أضاف سلومة أن طبيب الصحة بقرية تونس قام بتوقيع الكشف الطبى على الراحلة وتأكد وفاتها  نتيجة  هبوط حاد بالدورة الدموية  ، وأنها كانت لا تعانى من أى أمراض عضوية باستثناء كسر فى الحوض تعالج منه أثناء سقوطها فى منتصف العام الماضى.

 

و أُعلن اليوم وفاة  إيفلين السويسرية   صاحبة مدارس الخزف بقرية تونس  بالفيوم  عن عمر يناهز الـ 82 عاما وسوف يتم دفنها  غدا الاربعاء الموافق 2 يونيو 2021 بمقابر المسيحيين بالقرية الثانية بمركز يوسف الصديق.

 

منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، انتقلت فتاة سويسرية تُدعى "إيفلين بوريه، للعيش مع والدها في مصر، حيث كان يعمل هناك،  تعرفت الشابة السويسرية التي درست الفنون التطبيقية في جامعة جنيف، على الشاعر الغنائي المصري سيد حجاب، فأحبته وتزوجته. 

 

رغم أنها تبلغ من العمر 82 عامًا، قضت منها 60 عامًا في مصر، إلا أن الفنانة السويسرية الأصل إيفلين بوريه، ذات الملامح الأوروبية، تعيش فى بيتها الريفى بالقرية، حياة الفلاحة المصرية البسيطة، تسير بين الناس، وتأكل الطعام الريفي، سعيدة بما قدمته، ولا تزال، تشبع هواياتها فى صناعة الفخار والخزف، وتشرف بنفسها على تعليم الراغبين، من أبناء وبنات القرية، صناعة الفخار والخزف اليدوي.

 

عشقت مصر، فتركت بلدها سويسرا، أكثر بلاد العالم تحضرا، وجاءت إلى ريف مصر، لتعيش فى منزل يغلب عليه الطابع الفني الريفى البسيط، حيث يحيط به سورٌ من الحجر والطوب اللبن، يتوسط مناظر طبيعية خلابة، من الأشجار والنخيل، ويُطل على بحيرة قارون. 

 

في البداية؛ عاشت "إيفلين" وسط فلاحات القرية كواحدة منهن، منذ 1965 ولمدة عشر سنوات، وانغمست فى الفلاحة الفيومية، وتحدثت اللغة العربية باللهجة الفيومية.. عاشت حتى 1975 بدون كهرباء أو مياه، واستخدمت لمبة الجاز فى إضاءة منزلها، وشربت من مياه الطلمبة، وعاشت سنين طويلة بدون تلفاز، ولم تشتريه إلا بعد إلحاح ولديْها؛ أنجيلو ومارية، من زوجها الحالى السويسري ميشيل باستور.

 

وماتت إيفلين  ولم تحصل على الجنسية المصرية، رغم مطالبتها بها منذ زمن طويل، ورغم إقامتها الدائمة في مصر منذ 50 عامًا، حيث تعيش بموجب إقامة مؤقتة تُجدّد بصفة دورية كل عام، وتقول: "زمان لما كنت متزوجة من الشاعر المصري سيد حجاب كان سهل أحصل على الجنسية، لكنني لم أكن مشغولة بهذا الأمر، والآن أصبح الأمر صعبًا للغاية، خاصة بعد زواجي من سويسري".