الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: أحوال أهل سلوك طريق الله تعالى

صدى البلد

 لله تعالى تجليات وإشراقات على قلوب أهل محبته والإقبال عليه بأنوار أسماءه وصفاته. ويمنح العبد المتجلى عليه . أنوار وعلوم ومعارف وأسرار . ومعلوم أن لله تعالى أسماء جمالية وأسماء جلالية وهي أسماء القهر  والجبروت . وصفات صمدية وأسماء كمالية وأسماء رحمانية لا تفارق إسما من الأسماء  بما في ذلك أسماء القهر والجبروت فهو تعالى رحمان في قهره وجبروته .وعلى أثر تنوع التجليات يتقلب العبد ما بين حال البسط وحال القبض وما بين الخوف والرجاء . يقول تعالى  ( يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ) .هذا ولحال القبض ثقل ومرارة على النفس لشعورها بالقهر . وقد أشار إليهما العارف بالله تعالى سيدي إبن عطاء السكندري رضي الله عنه  بالنهار والليل ..حال البسط بالنهار بما فيه من جمال وأنس ووضوح . وشبه حال القبض بالليل بما فيه من ظلام ووحشة وغموض . وأشار إلى أن حال القبض أنفع من حال البسط  بقوله ( ربما أفادك ليل القبض بما لا يفدك به نهار  البسط ) .وحال القبض رغم ثقله على النفس وشعورها بالقهر والألم إلا أنه أفيد وأنفع للعبد ففيه تأديب للنفس وإحكام لهواها وكسر لشهواتها وبه يقام العبد في مقام الصبر  ويتم له التسوية بعدما يقام في حال التسليم والرضا . وبه يتحقق العبد بحقيقة العبودية وليس مراسم وشكليات العبودية والتي تعني الإحساس بالذل والإنكسار والعجز والإفتقار لربه تعالى ومولاه .ومعلوم أن في الذل لله تعالى يكمن العز الكامل وفي الإفتقار إليه سبحانه يكمن الغنى الكامل والإستغناء عن كل غير وسوى ..وبالقبض يدرك العبد حقيقة ضعفه وعجزه وعوزه لله تعالى مما يجعله في حال لجوء دائم إليه سبحانه ويقيمه في الدعاء والمناجاة والذكر . فيقام على أثر ذلك في معية الله تعالى ويكن موضع نظره سبحانه وتعالى . هذا وأما عن مقامي الخوف والرجاء فهما مقامان وحالان ملازمان للعبد لا يفارقاه حتى يتم له الإستخلاص والإجتباء والإصطفاء الكامل من الله تعالى وعند ذلك يرتقي العبد عن الحالين . فلا خوف ولا رجاء . وقد عبر سيدي عمر بن الفارض المكني بسلطان العاشقين رضي الله عنه عن ذلك فقال ( لا الوصل يحييني ولا الهجر قاتلي .ولا الموت يأتيني ولا أنت تحجب ) . هذا وللخوف درجات ومنازل بحسب حال العبد ودرجة إيمانه فهناك الخوف من سوء الخاتمة ومن عذاب النار والخوف من الفقر  والمرض والعوز وعذاب القبر والحرمان والنار في الآخرة وهذا هو حال غالبية المؤمنين . وهناك الخوف من الحرمان من جوار المحبوب عز وجل وجوار الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى آله وهذا هو حال خاصة أهل الإيمان من عامة أهل الولاية  .وهناك خوف من الحرمان من أنس الله تعالى والتمتع بالنظر إلى وجهه تعالى الكريم . وهذا هو حال خاصة أهل ولايتة الله تعالى.  وهو أسمى مقامات الخوف وأرقاها . هذا وللرجاء منازل ودرجات . منها رجاء رحمة الله تعالى وفضله  وعفوه ومغفرته وهو حال عامة المؤمنين  . ومنها رجاء جوار الله تعالى في الآخرة ومعايشة الأنس به سبحانه وهو حال أهل القرب والمحبة وهم خاصة الخاصة من المؤمنين .