الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الانتخابات الإيرانية بين العمالة والخيانة .. مناظرة السبت فضحت الجميع

الانتخابات الإيرانية
الانتخابات الإيرانية

حالة من الفوضى تشهدها إيران قبل بدء الانتخابات الإيرانية الرئاسية المقررة لها الـ 18 من يونيو الجاري، بين 5 مرشحين، 1 مستقل وآخر إصلاحي، و3 محافظين ينتمون إلى التيار المتشدد.

وفي ظل انشغال كل منهم ببرنامجه الانتخابي، لم يتوقفوا عند هذا الحد وأخذ كل منهم يتهم الآخر بالخيانة والافتقار إلى الكفاءة العلمية اللازمة لإدارة اقتصاد إيران وإصلاحه بالتزامن مع العقوبات الأمريكية التى لا تتوقف والموقعة على طهران منذ 3 سنوات.

اختلاف في جميع القضايا واتفاق واحد

استمر الهجوم المتبادل بين المرشحين في ظل الخلاف القائم بينهم على اختلاف واتفاق التيارات التي ينتمون لها، إلا أنهم اتفقوا جميعا على شئ واحد، وهو الانتقاد الذي وصل حد الهجوم والاتهام بالخيانة للرئيس الإيراني المنتهي ولايته حسن روحاني، والذي استمر في الحكم لمدة 8 سنوات، وأداء حكومته التي أدت إلى زيادة التوتر مع الدول الغربية مما زاد العبء على الاقتصاد الإيراني.

 

الانتخابات الإيرانية وذروة التوترات

وظهرت ذروة التوترات خلال أول مناظرة من سلسلة مناظرات مقرر عقدها بين المرشحين الخمسة، على أن تكون المناظرة الثانية يوم الثلاثاء القادم.

 

رضائي يتهم عبد الناصر همتي بالخيانة

وخلال المناظرة التي استمرت 3 ساعات ونقلها التلفزيون الإيراني، اتهم رئيس الحرس الثوري السابق والمرشح في الانتخابات الرئاسية محسن رضائي كلا من المرشح المعتدل عبد الناصر همتي، والرئيس الحالي حسن روحاني بالرضوخ للعقوبات الأمريكية وهو ما يعد خيانة لإيران، لافتا أنه "إذا أصبح رئيسا فإنه سيفرض حظر على (همتي) وعدد من المسؤولين في حكومة روحاني ويمنعهم من مغادرة البلاد لأنهم خانوا إيران.


رد عبد الناصر همتي على الاتهامات

بعد تصريحات رضائي توجه همتي بسؤال للمرشح الأبرز والأقرب للفوز بالإنتخابات الرئاسية الإيرانية إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية الإيرانية، طالبا منه ضمانات بعدم اتخاذ أي إجراءات قضائية ضده بعد المناظرة.

وعبد الناصر همتي هو رجل محسوب على تيار هشيم وكان محافظا للبنك المركزي وفقد كل نفوذه بعد أن عزله (حسن روحاني) الأسبوع الماضي من رئاسة البنك المركزي الإيراني.

 

إبراهيم رئيسي والانتخابات الإيرانية 

قال الدكتور محمد أبو النور رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إن الانتخابات الإيرانية 2021، تجري بين 5 مرشحين، أحدهما مستقل، والآخر إصلاحي، (عبد الناصر همتي)، و3 محافظين (ابراهيم رئيسي - سعيد جليلي -محسن رضائي)، كان هناك 7 مرشحين أجازهم مجلس صيانة الدستور يوم 25 مايو الماضي، لكن أعلن مرشحان انسحابهما لصالح إبراهيم رئيسي.


الأوفر حظا للفوز بـ الانتخابات الإيرانية 

وأوضح أبو النور في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية، يتمتع بحظوظ وافرة بين المرشحين في الانتخابات الإيرانية، وله شعبية كبيرة ويحظى بثقة ودعم المرشد العام، والحرس الثوري، ومؤسسات الدولة.

ولفت "قبل أن يتولى إبراهيم رئيسي السلطة القضائية في 2019، كان له منصبا مهما وكبيرا عند الشيعة في إيران، وهو منصب سادن العتبة الرضوية، وهي بمثابة الكعبة في الإسلام، "قبر الإمام علي الرضا" وهذا يعني إنه رجل يتحكم في النذور والذكاء والأموال التي تدار لصالح العتبة الرضوية.

وأضاف رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن إبراهيم رئيسي كان رجل يتحكم في ثورة الشيعة الإثنا عشرية، ثم تولى رئاسة السلطة القضائية، وكان قبلها قاضي مشهور في الثمانينات والتسعينات، وكان مساعداً لـ آية الله صادق خلخالي قاضي محاكم الثورة الإيرانية في الثمانينات، وينسب له أنه أعدم 60 ألف معارض، كما أنه شخصية لها وزن في الحياة السياسية الإيرانية؛ لأنه يتحكم في أموال كثيرة ويتحكم في السلطة القضائية وله علاقات وطيدة  بالحرس الثوري.


الانتخابات الإيرانية محسومة مسبقا

وأشار أبو النور إلى أن إبراهيم رئيسي سوف يفوز من الجولة الأولى في ظل الوضع الذي نراه الآن، وأن عبد الناصر همتي هو رجل محسوب على تيار هشيم، وكان محافظا للبنك المركزي، وفقد كل نفوذه بعد أن عزله (حسن روحاني) الأسبوع الماضي من رئاسة البنك المركزي الإيراني، وهذا يوضح أن الانتخابات الإيرانية محسومة هذه المرة لصالح إبراهيم رئيسي، لأن كل المرشحين الموجودين ليسوا بالثقل والحجم الذي يتمتع به إبراهيم رئيسي.

 

سياسة إيران الخارجية والانتخابات

وتابع أبو النور من المؤكد أن الانتخابات تؤثر على السياسة الخارجية الإيرانية، لأنه في حال انتخاب إبراهيم رئيسي، فإن إيران ستتجه إلى سياسة خارجية أكثر تشدداً مع القوة الإقليمية ومع المجتمع الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

واختتم أبو النور قائلا: "كما نرى في عام 2019، تم تعيين ابراهيم رئيسي رئيس للسلطة القضائية وفي فبراير 2020، تم بشكل مباشر جعل البرلمان الإيراني بالكامل في يد المحافظين، ويرى الخُميني أن الرئيس القادم يجب أن يكون رئيسا محافظا أو متشددا؛ لأنه يريد توحيد السلطات الثلاث في يد المحافظين، كل هذه الأمور توضح أن النظام الإيراني حسم أمره تماما بإن يكون إبراهيم رئيسي هو رئيس إيران المقبل في الانتخابات الثالث عشر التي ستجري في الثامن من هذا الشهر".