أجرى المركز القومي للبحوث دراسة على نبتة الكمأ عن طريق فريق بحثي مكون من: "الدكتورة هناء على عبدالرحمن سيد، الدكتورة نعمه محمد التهامى محمد، الدكتورة سامح محمد محمد الصاوى".
وأكد الفريق البحثي بالمركز القومي للبحوث، أن نبتة الكمأة أو فطر الفقع، اكتشفه الناس منذ قرون طويلة، وعلى الأرجح أن سحر هذه النبتة الغريبة يكمن في رائحتها أو أريجها الذي لا يقاوم، ولطالما كان تاريخ هذا اللؤلؤ الأسود والأبيض من الأرض مليئا بالغموض والخرافات، كما يقول البعض، ولا يتوقف الأمر على الأريج، حيث إن الكمأة من أغلى أنواع الفطر والمآكل لعدة أسباب، أولها أنه نادر وينمو وحده وتصعب زراعته، ويصل سعر الكيلو الواحد أحياناً إلى 10 آلاف دولار.
واوضح الفريق أنه يعرف الكمأ فى مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب و موريتانيا باسم الترفاس ويسمى باسم نبات الرعد أو بنت الرعد أو العبلاج في السودان كما يطلق عليه الكمأ أو الفقع فى الجزيرة العربية، وهو نوع من الدرنيات والجذور التي لا ورق لها ولا ساق، تنمو فى باطن الأرض بدون زرع على عمق من 5 إلى15 سنتيمتر ، وتكثر في أيام المطر والرعد, وخاصة إذا كان المطر غزيراً في أوائل الشتاء, ولها رائحة عطرية، يتراوح وزن الكمأة من 30 إلى 300 جرام حسب النوع، ويعتبر الكمأ من أغلى أنواع الفطريات الصحراوية ويمتاز بطعم لذيذ.
وأشار إلى أن الكمأ ينمو بالقرب من نوع من النباتات الصحراوية قريبا من جذور الأشجار الضخمة، كشجر البلوط و شجر السَّنْط، ويتّخذ الكمأ الشكل الكُرويّ، ويكون رخواً وسطحه أملساً، وقد يكون درنيّا. ويختلف لونهُ من الأبيض إلى الأسود بإختلاف النوع، كما انه يختلف فى الحجم فقد يكون صغيرا بحجم الحمصة، أو يكون كبيرا فى الحجم ليصلَ لحجم البرتقالة.
واضاف أن القيمة الغذائية للكمأ هي أنه مصدر جيد للبروتين حيث يحتوى على نسبة تتراوح بين 9 إلى 18% من البروتين و 13% مواد نشوية و 1% دهن كما يحتوى على بعض المعادن مثل الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم. كما يحتوي على فيتامين "ب1، ب2" وهو غنى بفيتامين أ، و يحتوي على كمية من النيتروجين بجانب الكربون والأكسجين والهيدروجين، وهذا ما يجعل تركيبه شبيهًا بتركيب اللحم. وطعم المطبوخ منه مثل طعم كلى الضأن. ويحتوي على بعض الأحماض الأمينية الضرورية لبناء خلايا جسم الإنسان، كما يحتوي على نسبة جيدة من الألياف الغذائية، وتحتوى وجبة من الكمأ بمقدار مائتى جرام على 150 سعر حرارى.
وتابع : القيمة الطبية هي أنه يقي من الأمراض المزمنة، ويستخدم الكمأ لعلاج إضطرابات الرؤية، عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين"، ومفيد لنمو وتقوية العظام ويحمى من هشاشة العظام".
واستكمل: "لكن يجب تجنب تناول الكمأ للمرضى المصابين بأمراض في معداتهم أو أمعائهم كما يجب عدم أكلها من قبل المصابين بالحساسية والأمراض الجلدية، يجب عدم أكل الكمأة نيئة وعدم شرب الماء البارد عليها إذا كانت بعد الطبخ لما في ذلك من ضرر على المعدة".
واوضح أن هناك انواعا كثيرة من الكمأ مثل الزبيدي يمتاز بحجم كبير مثل حجم البرتقالة الكبيرة ولونه مائل إلى البياض ، والخلاسي وهو حجمه أصغر من الزبيدي ولونه أحمر وهو ألذ وأغلى في القيمة من الزبيدي، والجبي هو صغير جدا ولونه أسود محمر ، والهوبر وهو أردأ أنواع الكمأة ولونه أسود وداخله أبيض و يظهر هذا النوع قبل ظهور الكمأة الأصلية وهو يدل على أن الكمأة قربت على الظهور.
واردف أن أماكن تواجده يتواجد عادة في المناطق الصحراوية أو الشبه صحراوية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويعيش الكمأ معيشة تكافلية مع جذور نبات الرقروق حيث يكون متصلا بجذوره، ونبات الكمأ لا يحتوي على الكلوروفيل فلا يقوم بعملية البناء الضوئي فهو يعتمد على غذائه على البقايا الحيوية الموجودة في التربة سواء من نباتات أوبقايا حيوانات أوجيف حيث يقوم البرق بفك الرابط الهيدروجينية لهذه البقايا مما يساعد الكما على النمو. ويتكون الكمأ من مجموعات قوام كل مجموعة من عشر إلى عشرين حبة.
واضاف أنه يستدل على مكان الكمأ إما بتشقق سطح الأرض التي فوقها أو بتطاير الحشرات فوق مكان تواجده. و يوجد على سطح الكمأة تشققات تمتلئ عادة بالتراب، وإذا لم يجمع الكمأ فإنه يتحول إلى تراب، وأفضل وقت للبحث عن الكمأ هو عند الفجر حين تكشف أشعة الشمس الخفيفة أي تغير بسيط يظهر على سطح الرمال، وعند العثور عليه يجب ان نحفظه في مكان بارد مظلم ويجب وضعه في سلة وعدم وضعه في كيس بلاستيكي لتجنب فساده وتغير مذاقه.