الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

برعوا في الصيدلة وصناعة العقاقير.. تعرف على أِشهر البرديات الطبية للمصريين القدماء

صدى البلد

كانت ومازالت تُبهر العالم، الحضارة المصرية القديمة، التي لم تقتصر في ابداعاتها على بناء الأثار الحجرية كالأهرامات والمعابد والمقابر فقط، لكن برعوا أيضًا في الطب والصيدلة والجوانب الحياتية الأخرى.

مازلنا حتى الأن نسعى لاكتشاف ما برعوا فيه القدماء المصريين، في مجال الصيدلة والطب من خلال فك رموزهم، فعلى الرغم من إفال الفراعنة عن تسجيل الكثير من أسرار حياتهم، أو ربما سجلوها ولم نكتشفها بعد، فإن أجدادنا القدماء كانوا يعيرون الطب والصحة عناية خاصة، حيث تشارك الأطباء مع السحرة في الحفاظ على صحة المصريين القدماء ورعايتهم الطبية.

بدأ تاريخ الصيدلة المداواة بالأعشاب مع الحيوان فتعلم الإنسان القديم منه عندما لاحظ أن الكلاب عندما كانت تعتل صحتها كانت تأكل أعشابا فتهدأ وتشفى وكانت القطط عندما تشعر بآلام بمعدتها تبحث عن نبات النعناع وتأكله ليساعدها على طرد الغازات من بطونها، فاكتشف الإنسان أن النعناع يحتوي على زيوت طيّارة طاردة للرياح، وبدأ الإنسان في انتقاء دوائه من الأعشاب وخلال السنين أصبحت لديه الخبرة العلاجية مستعينا بما يحيط به في بيئته. 

ومن هنا بدأ الإنسان القديم في محاولاته لصناعة العلاج من الأعشاب والنباتات، وممارسة توليف الأدوية وصناعتها عبر العصور، وكانت الصيدلة وممارسة الطب تمارس في المعابد من قبل الكهنة لهذا كان علاج المرضى بالدواء والتعاويذ الدينية في مطلع التاريخ الإنساني. 

يكشف العديد من البرديات القديمة صراع المصري القديم مع المرض، وتبدو وكأنها معركة مستمرة بين الخير والشر، أكثر منها معركة بين القوة والضعف أو الصحة والمرض، وجاءت البرديات الطبية معربة عن الأمر.

أشهر البرديات الطبية

بردية إيبرس:

 أطول وأشهر المستندات التاريخية الطبية، فيصل طولها إلى 20.23 مترًا، النصوص موزَّعة على 108 أعمدة، كل منها بين20 و22 سطرًا، وكتِبت هذه البردية باللغة الهيراطيقية وكانت واضحة تمام الوضوح، وكانت رءوس الموضوعات وما شابهها مكتوبة بالحبر الأحمر.

وجدها فلاح مصري عام 1861، في مدينة الأقصر مدفونة في بعض كفان المومياوات وموضوعة في خزانة من المعدن، وهي عبارة عن ملف واحد من البردي، ومن أحسن أنواع القراطيس البردية صناعةً. تحوي البردية مجموعة كبيرة من الوصفات لكثير من الأمراض، لا زالت هذه البردية مجالًا واسعًا للبحث العلمي مما قد يستغرق عشرات السنين.

 اشتراها العالم إيبرس عام 1872م وسُمِّيت باسمه، محفوظة الآن في جامعة ليبزج، تحوى كثير من التذاكر الطبية وبعض التعاويذ السحرية، يُظن أن هذا المستند الطبي المصري القديم قد كتب في بداية الأسرة 18، يكاد يكون من المقطوع به أنها نسخت من مخطوط قديم، طبع جورج إيبرس عنها مجلدين عام 1875.

بردية هيرست: 

وجدت البردية هيرست في دير البلاص من صعيد مصر عام 1899م، وهي محفوظة الآن في متحف كاليفورنيا، وكانت الطبقات الخارجية من هذا الملف البردى بالية، وأما الطبقات الداخلية فكانت في حالة جيدة.

 ويرجع تاريخ هذه البردية إلى ما بعد بردية إيبرس، كما يظهر من كتابتها أن تاريخها يرجع إلى السنة التاسعة لحكم الملك أمنيوفيس الأول.

 بردية أدون سميث الجراحية: 

تحتوي بردية أدون سميث  على علاج الحالات الجراحية، كما تحوي بعض التعاويذ السحرية، كشف لنا هذا المستند عن مدى ما وصل إليه العقل البشري الجبَّار، إذ قد بدأ يتطلَّع إلى خفايا الجسم الإنسانى، كما يرينا مدى ما وصل إليه قدماء المصريين من ترتيبٍ في دراسة الحالات الجراحية بوصفها والكشف عليها وتشخيصها، ووصف الدواء وطريقة صناعته، وطريقة استعماله.

وتم حفظ بردية ادون سميث الجراحية في الجمعية التاريخية بنيويورك، نقلها وترجمها وعلَّق عليها العلَّامة برستد.

 بردية كاهون: 

وُجِدت بردية كاهون في اللاهون من أعمال مديرية الفيوم عام 1889 ميلادية، تُعتبَر أقدم بردية طبية يرجع تاريخها إلى عصر الدولة المتوسطة بين الأسرتين 12 و13، وهى بردية خاصة بأمراض النساء، وفيها كثير من الوصفات التي تشبه ما جاء في بردية إيبرس وأدون سميث، مما يدل على أن هاتين البرديتين قد أخذتا الكثيرَ من البرديات السابقة لهما في العصور التاريخية، كما تحوى هذه البردية على كثير من الوصفات الطبية السحرية.