الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية السهرة| تحطيم الأسطورة الصهيونية.. 10 أغاني وطنية زلزلت النفسية الإسرائيلية

صدى البلد

الأغنية الوطنية.. ذلك السلاح الكبير الذي لم تستطع إسرائيل اختراقه، أو تحاول إبطال مفعوله، أو تحد من انتشاره بين الجنود المصريين، واستطاع فنانو مصر تلقين العدو الإسرائيلي درسا قاسيا في الوطنية والعزيمة القوية وقوة التحمل في الشدائد.

ورغم حالة الانكسار التي انتابت الشعب المصري بعد هزيمة 67، إلا الأغاني الوطنية التي ظهرت خلال هذه الفترة اعتبرت بمثابة قنابل بعيدة المدى حولت الهزيمة إلى انتصار، وأصابت إسرائيل بضربات موجعة وجعلتها تعترف أمام العالم بالهزيمة وقوة الجيش المصري.

 

عدى النهار.. الأبنودي يكشر عن انيابه

 

جاءت نكسة 67 وانصرف الشعب المصري عن سماع الراديو والتلفزيون، فأصبحت الأغاني الوطنية وقتئذ أكذوبة كبيرة للشعب المصري، فأصيب عبد الحليم حافظ بصدمة كبيرة عندما علم بخبر النكسة، فجاء عبدالرحمن الأبنودي ليكشر عن أنيابه ويطلق قذيفة مدوية بعنوان ''عدى النهار'' ليكسر بها حاجز الخوف واليأس في نفوس المصريين والجنود على الجبهة.


واختار الأبنودي الموسيقار بليغ حمدي، ليضع لحنا يواكب الظروف القاسية التي كانت تعيشها البلاد، وبعدما انتهى بليغ من وضع اللحن المناسب للأغنية رفضت الإذاعة تسجليها خوفا من رد فعل الأغنية على الشارع والجنود، ولكن مع إصرار الثلاثي وحكمة الإذاعي وجدي الحكيم تم تسجليها، ونجحت في استعادة الشعب للاستماع للإذاعة من جديد وبثت الروح القتالية للجنود على الجبهة.


وتقول كلماتها ''عدّى النهار والمغربية جايّة، تتخفّى ورا ضهر الشجر، وعشان نتوه في السكة، شالِت من ليالينا القمر، وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها، جانا نهار مقدرش يدفع مهرها، يا هل ترى الليل الحزين، أبو النجوم الدبلانين، أبو الغناوي المجروحين، يقدر ينسيها الصباح، أبو شمس بترش الحنين، أبدا بلدنا للنهار بتحب موال النهار''.

 

فدائي.. شرارة الجندي المصري

جاءت أغنية ''فدائي'' بمثابة الشرارة الكبيرة للجندي المصري في القتال والتضحية بروحة من أجل الوطن، وقد أطلقها الشاعر محمد حمزة ولحنها الموسيقار بليغ حمدي، وترجمها بصوته العذب العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.


وحفزت الأغنية جنود الجبهة وأربكت الجنود الإسرائيليين، وعلى إثرها قاموا بعمليات انتحارية كبيرة كانت لها الفضل في النصر الكبير بأكتوبر، وقد تم انتاجها عام 1967.


وجاء مطلعها ''فدائي فدائي فدائي، أهدى العروبة دمائي، وأموت أعيش مايهمنيش، وكفاية أشوف علم العروبة باقي، وسط المخاطر هناك مكاني، والنصر عمره ما كان أماني، جوه المواقع بين المدافع، وسط القنابل امسك أقاتل، لو مت يا امي ماتبكيش، راح أموت علشان بلدي تعيش، افرحي ياما وزفيني، وفي يوم النصر افتكريني، وأن طالت ياما السنين، خاللي اخواتي الصغيرين، يكونوا زيي فدائيين''.

 


خلي السلاح صاحي.. بث الروح للانتصار
 

في عام 1968 كان الجيش المصري بحاجة إلى بث الروح فيه من جديد بعد نكسة 67، واتفق عبد الحليم حافظ مع الشاعر أحمد شفيق كامل والملحن كمال الطويل على تنفيذ أغنية ''خلى السلاح صاحي''، ونجحت الأغنية وكان مفعولها كالسحر الذي أذاب روح الهزيمة وحولها إلى نصر كبير، وظلت الأغنية يرددها الشارع والجنود  حتى تمت مفاوضات السلام المصرية الإسرائيلية، وتقول كلماتها ''خلى السلاح صاحي صاحي، لو نامت الدنيا صاحي مع سلاحي، سلاحي في ايديا نهار وليل صاحي، ينادى يا ثوار عدونا غدار''.

 

مدد مدد.. محمد نوح ينتفض
 

يبدو أن نكسة 67 أظهرت العديد من المصريين الأوفياء للوطن، فلم يتحمل الشاعر إبراهيم رضوان الهزيمة، وكتب أغنيته الشهيرة ''مدد مدد'' ولحنها وغناها الفنان الكبير محمد نوح، وأصبحت الأغنية النشيد الرسمي لكل الشهداء، كما غنتها أيضا فرقة ''أولاد الأرض'' في الخنادق وعلى خط النار، من أجل شد أذر الجنود خلال معارك الاستنزاف.


وتعتبر هذه الأغنية أحد الأيقونات الغنائية في أوقات المحن، حتى في ثورة 25 يناير كانت من أوائل الأغاني في ميدان التحرير، وتقول كلماتها ''مدد مدد مدد، شدي حيلك يا بلد، إن كان في أرضك مات شهيد، فيه ألف غيره بيتولَد، بُكره الوليد جاي من بعيد، راكب خيول فجره الجديد، يا بلدنا قومي واحضنيه، ده معاه بشاير ألف عيد، قومي انطقي وسيبك بقا، من نومه جوا في شرنقة، ده النصر محتاج للجَلَد، ومدد مدد مدد''.

 

ابنك يقولك يا بطل.. تحفيز الانتصار

كان عبد الرحمن الأبنودي يريد كتابة أغنية خاصة للجنود المصرية تحفزهم للانتصار، فطلب من الملحن كمال الطويل تلحين أغنية ''ابنك يقولك يا بطل''، وبعد تنفيذ اللحن، أسندت الأغنية إلى المطرب عبد الحليم حافظ، وبعد تسجيلها وإذاعتها، استقبلها الجنود على الجبهة بسعادة بالغة وبدأت تدب في نفوسهم روح الانتصار والعزيمة القوية.

وتقول كلماتها ''ابنك يقولك يا بطل هاتلي نهار، ابنك يقولك يا بطل هاتلي انتصار، ابنك يقول أنا حواليا الميت مليون العربية، ولا في مكان للأمريكان بين الديار''.

 

أحلف بسماها وبتربها.. عندما يبدع الابنودي
 

كتب الشاعر عبد الرحمن الأبنودي أغنية ''أحلف بسماها وبتربها''، ولحنها الموسيقار كمال الطويل وقدمها عبد الحليم حافظ، ليؤكد أن الشمس لن تغب عن مصر والأمة العربية، فبرغم نكسة عام 1967 فالنصر قادم، كما حرص العندليب في تلك الفترة في بداية كل حفلاته على ألقاء هذه الأغنية، وتقول كلمات الأغنية ''أحلف بسماها وبترابها، أحلف بدروبها وأبوابها، أحلف بالقمح وبالمصنع، أحلف بالمدنة وبالمدفع، بأولادي بأيــامي الجاية، ما تغيب الشمس العربية، طـول ما أنا عايش فوق الدنيا''.

 

المسيح.. العندليب لم يبال بالتهديد

 

غنى عبد الحليم أغنية ''المسيح'' من كلمات الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي ولحنها الموسيقار بليغ حمدي ووزع موسيقاها على إسماعيل.


وفي أثناء وجود العندليب في إحدى الحفلات في قاعة ألبرت هول في مدينة لندن؛ وصلته تهديدات بعدم إلقاء تلك الأغنية، ولكنه لم يبد اهتماما وقدمها أمام أكثر من 8 آلاف متفرج وتبرع وقتها بأجره لصالح المجهود الحربي.


وتقول كلمات الأغنية ''يا كلمتي لفي ولفي الدنيا طولها وعرضها، وفتحي عيون البشر للي حصل علي أرضها، على أرضها طبع المسيح قدمه، على أرضها نزف المسيح ألمه، في القدس في طريق الآلام، وفي الخليل رنت تراتيل الكنايس''.

 

بسم الله.. تحطيم خط بارليف

 

استيقظ بليغ حمدي على أصوات وزغاريد تأتي من سكان العمارة ومن البيوت المحيطة به ومن المارة بالشارع، يهتفون ''الله اكبر الله اكبر مصر انتصرت انتصارنا''.


وعرف من الإذاعة نجاح قواتنا المسلحة في عبور أكبر مانع مائي وتحطيم خط بارليف، وتمكنت بعد عملية اقتحام ناجحة بدأت الساعة الثانية ظهرا من الاستيلاء علي الجزء الأكبر من الشاطئ الشرقي لقناة السويس، وسقطت في أيدي قواتنا، وبمجرد أن سمع بليغ البيان الصادر من القوات المسلحة، انطلق مسرعا وفي يده العود وبعض الأوراق إلي مبني الإذاعة، واتصل تليفونيا بالشاعر عبد الرحيم منصور ليلحق به.


وفي الطريق كان بليغ يسمع هتافات الناس في الشارع وهم يرددون ''الله اكبر الله اكبر بسم الله الله اكبر''، الأمر الذي جعله يلتقط هذه الكلمات وبدأ بها مقدمة الأغنية، وعند وصوله إلى مبنى الإذاعة كان في استقباله الشاعر عبد الرحيم منصور، ووجدوا إجراءات أمنية مشددة منعتهم من دخول مبني الإذاعة والتليفزيون، لكن بليغ أصر علي دخول المبنى بعد صراخ وتهديد بكسر زجاج الأبواب، كما رفض تهديدات مسئول الموسيقي والغناء وجدي الحكيم ورئيس الإذاعة وقتها بابا شارو، واستمرت محاولات بليغ لدخول مبنى الإذاعة حتى الخامسة مساء، وتم إبلاغ الدكتور عبد القادر حاتم وكان وزير الإعلام، فقدر حماس بليغ وإحساسه كفنان بفرحة النصر وفرحه كل المصريين فسمح لهم بالدخول.


وكان بابا شارو قد أعطى تعليماته إلي مهندس الصوت زكريا عامر لتجهيز أستوديو64 لبليغ بأمر من الوزير عبد القادر حاتم، ثم أكمل الشاعر عبد الرحيم منصور المقدمة التي لحنها بليغ، وأخذ المخرج محمد سالم أول من أخرج فوازير رمضان للتليفزيون، نسخة من الأغنية وانطلق مسرعا ليعرضها بالتلفزيون مع لقطات حية مصورة من عبور قواتنا المسلحة بالزوارق المطاطية لخط بارليف، وبصوت عدد من موظفي التليفزيون، الذين دربهم بليغ في دقائق.


ونجحت الأغنية ورددها الملايين في الشوارع، وجاء مطلعها ''بسم الله.. الله أكبر بسم الله بسم الله، بسم الله.. أذن وكبر بسم الله بسم الله، نصرة لبلدنا بسم الله بسم الله، بإدين ولدنا بسم الله بسم الله، وأدان على ألمدنه بسم الله بسم الله، بيحى جهدنا بسم الله بسم الله''.

 

ع الربابة.. بليغ حمدي يستغل وردة

استغل بليغ وجود المطربة الكبيرة وردة في ماسبيرو، واتفق مع الشاعر عبد الرحيم منصور على كتابة أغنية وطنية لها، فانطلق عبد الرحيم وقدم لهم أغنية ''ع الربابة''.


وفي أثناء تسجيل الأغنية تصادف وجود الإذاعي حمدي الكنيسي في ماسبيرو وقتها، وكان عائدا من الجبهة مرتديا ملابس الحرب، وطلب منه بليغ أن يقف بجوار وردة في الأستوديو أثناء تسجيل الأغنية، من أجل أن تتفاعل وردة مع الأغنية وترى إمامها صورة حية من المعركة، وتعيش جو مشاهد الانتصار.


وبالفعل تم تسجيل الأغنية، وبمجرد إذاعتها أصبح الشارع والجنود يرددونها في كل وقت، وتقول كلماتها ''حلوة بلادي السمرا بلادي الحرة، وانا على الربابة بغنى غنوة الحرية قول معايا يا شعب''.

 

صباح الخير يا سينا.. بعد النصر

 

بعد نصر أكتوبر 1973 قام الفنان عبد الحليم حافظ بالاتصال بصديقه الشاعر عبد الرحمن الأبنودى وطلب منه أغنية عن النصر العظيم، فكتب الأبنودى أغنية ''صباح الخير يا سينا'' ولحنها الموسيقار كمال الطويل.


وسجلها عبد الحليم حافظ برغم مرضه الشديد، وبعد التسجيل قال للأبنودي'' أعذرني يا عبد الرحمن فقد غنيتها بدون إعادة لأني متعب جدا، فقال الأبنودي يا عبد الحليم أنت قدمتها في غاية الجمال''.


وتقول كلمات الأغنية ''في ألأوله قلنا جيِّنلك وجينالك، ولا تهنا ولا نسينا، والثانية قلنا ولا رملاية في رمالك، عن القول والله ما سهينا، والتالتة أنتي حملي وأنا حمالك، وصباح الخير يا سينا، رسيتي في مراسينا، تعالي في حضننا الدافي، ضمينا وبوسينا يا سينا''.