الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حديث الروح.. لماذا اختفت العظة الدينية الأشهر في التليفزيون المصري ؟ "نوستالجيا"

حديث الروح
حديث الروح

حديث الروح.. مع دقات التاسعة إلى ربع مساءً، تذهب الأرواح إلى حيث نداء يومي لم يكل أو يمل أحد عن متابعته، فهو حديث صادق ومعتدل وهادف تمت صياغته بعناية كي لا يتجاوز دقائقه الـ 6، ليكون الأمر أشبه بـ"كبسولة روحية ودينية" يتناولها المسلم قبل أن يخلد إلى نومه الهادئ تعينه على أن يستيقظ نشيطاً لأداء صلاة الفجر. 

 

حديث الروح

وقد تشتاق الأمة الإسلامية اليوم لتراثها فهو مجد عظيم لا يمكن أن تنطلق نحو حاضرها ومستقبلها إلا من خلاله، خاصة إن كان في ذلك التراث كنز من الكنوز الثمينة التي يصعب تكرارها بما حوته من كلمات راقية وموسيقى هادئة ترافق عظة و خرجت من فم قامة علمية نادرة لتغرس في الأرواح بحق المعاني التي أراد العنوان تحقيقه فهو حديث من الروح للروح يغذيها ويقومها ويدفع بها إلى الحياة لتحقق رسالتها وتقوم غيرها وكيف لا وقد تربت وتهذبت على يد كوكبة من العلماء الأفاضل والأجلاء. 

 

وبرنامج "حديث الروح" من البرامج الدينية التي تعود إلى حقبة الثمانينيات وتناوب على تقديمه قامات علمية يأتي في مقدمتها شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي، وإمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي والدكتور عبدالله شحاته والشيخ عطية صقر والدكتور أحمد عمر هاشم وآخرين ربما لا يتسع المجال لذكرهم، واحد من البرامج التي نشتاق لأن تكون بيننا اليوم بمثل ما كانت عليه من إجابات لأصعب وأكثر الموضوعات الشائكة جدلاً في حينها ولازالت قائمة بيننا، فأنت حينما تستمع للدكتور محمد كمال جعفر رحمه الله تعالى وهو يجيبك عن معنى الحياة، وللدكتور عبدالله شحاته وهو يبين لك المفهوم الصحيح للعبادة أو كيفية صلة الرحم، وخاطرة من خواطر عن الروح لإمام الدعاة الشيخ الشعراوي، أو بيان لإمام الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي وهو يبين فضائل الصبر والصدق فأنت بهذا في غنى عن شهور وسنوات.

 

ومن أشهر مقدمي برنامج حديث الروح:

1- الدكتور عبدالله شحاته

الدكتور عبد الله محمود شحاته، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقاً، ولد بقرية نادر بمحافظة المنوفية شمال القاهرة العام 1930م، أكمل دراسته في القاهرة حيث حاز علي ليسانس اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية من كلية دار العلوم جامعة القاهرة وعلي درجة الماجستير في التفسير من نفس الكلية العام 1960 م، والدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن عام 1968م.

 

تفرغ عبد الله شحاتة في سنواته الأخيرة في تفسير القرآن، كما قدم برنامجين دينيين علي القناة الفضائية المصرية منذ أواخر التسعينيات وحتي وفاته، وعرف عنه أسلوبه الهادئ والبسيط في الحديث والبعيد عن التطرف والحدة. من أبرز مؤلفاته "الإمام محمد عبده ومنهجه في التفسير"، "الإعلام الديني والدعوة الإسلامية" وكتاب "تفسير القرآن" و"رؤية الدين الإسلامي في الحفاظ على البيئة" الذي صدر في 2001، وتوفي في 20 يونيو 2002.

2- إمام الدعاة 

ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره.

في عام 1922م التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغًا منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.

 

تخرج عام 1940م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م، بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة في جامعة أم القرى.

وفي نوفمبر 1976م أسندت إليه وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م، ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983 وعام 1988، ووسام في يوم الدعاة.

3- الدكتور محمد سيد طنطاوي

ولد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل في 28 أكتوبر 1928 بقرية سليم الشرقية في محافظة سوهاج، وتعلم وحفظ القرآن في الإسكندرية.

حصل "طنطاوي" على الإجازة العالية «الليسانس» من كلية أصول الدين جامعة الأزهر عام 1958، وعمل "إماما وخطيبا ومدرسا بوزارة الأوقاف عام 1960"، ثم حصل على الدكتوراه في الحديث والتفسير العام 1966 بتقدير ممتاز، ليعمل مدرسا في كلية أصول الدين جامعة الأزهر عام 1968، ثم أستاذا مساعدا بقسم التفسير بكلية أصول الدين بأسيوط عام 1972، وانتدب للتدريس في ليبيا لمدة 4 سنوات.

 

وفور عودته عمل كأستاذ بقسم التفسير بكلية أصول الدين بأسيوط عام 1976، وعين بعد ذلك عميد كلية أصول الدين بأسيوط عام 1976.

وانتقل إلى السعودية في عام 1980، وعمل في المدينة المنورة كرئيس لقسم التفسير في كلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، وعين مفتيًا للديار المصرية في 28 أكتوبر 1986، وكان قبلها أستاذا جامعيا، وفي 27 مارس 1996 عين شيخًا للأزهر.

توفي الإمام الأكبر يوم الأربعاء 24 ربيع الأول 1431 هـ الموافق 10 مارس 2010 في الرياض عن عمر ناهز 81 عاما إثر نوبة قلبية تعرض لها في مطار الملك خالد الدولي، عند عودته من مؤتمر دولي عقده الملك عبد الله بن عبد العزيز لمنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام للفائزين بها عام 2010.