أكد د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، أن هناك أمرين أضرَّا بالخطاب الديني بل بصورة المجتمعات المسلمة ، هما الجهل والمغالطة ، أما الأول فداء يجب مداواته بالعلم ، وأما الآخر فداء أخطر يحتاج إلى نصاعة الحجة والبرهان لتعرية أصحابه وتفنيد أباطيلهم وبيان متاجرتهم بالدين أو تكسبهم به ، إفراطًا وتفريطًا ، إذ يجب أن نواجه التسيب والانحلال كما نواجه التشدد والغلو ، موقنين بأن كلا طرفي النقيض ذميم وأن كلا منهما يتغذى على الآخر وينمو بنموه ، فديننا قائم على الوسطية دون إفراط أو تفريط.
وأوضح وزير الأوقاف، خلال كلمته بالمؤتمر العلمي الدولي الأول لكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة تحت عنوان: "دور العلوم الشرعية والإنسانية في خدمة الدعوة الإسلامية"، أنه تأتي أهمية دراسة العلوم الشرعية والإنسانية دراسة دقيقة واعية متخصصة ، فهي الميزان الدقيق الذي تستقيم به حياة الناس عقيدة وأخلاقًا وقيمًا، ألم يلخص نبينا (صلى الله عليه وسلم) الهدف الأسمى لرسالته العظيمة بقوله (صلى الله عليه وسلم) : "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ" .
وأشار إلى أنه أما عن أوجه الالتقاء بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية ، مؤكدا أن أحدًا لا يستطيع فهم العلوم الشرعية فهما دقيقا دون إلمام بالعلوم الإنسانية والاجتماعية القائمة على رصد وتحليل الواقع الإنساني وثبر أغوار النفس الإنسانية وعاداتها وتقاليدها ، ومن هنا فإنني أوصي بالتوسع في دراسة العلوم الإنسانية وبخاصة علم النفس وعلم الاجتماع والحضارة الإنسانية كمكونات أساسية لبناء الأئمة والخطباء وهذه غاية العلوم الشرعية والإنسانية ، شريطة أن تؤخذ من أهلها المتخصصين غير المتاجرين بالدين.