الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اغتصب 100 جثة.. قصة شخص اعتدى جنسيًا على الموتى لعقود

ديفيد فولر
ديفيد فولر

جرائم القتل والاغتصاب، والتعدي الجسدي بطرقه المختلفة، التي بات نعاني منها بشكل مبالغ في الآونة الأخيرة، لكن هذا لا ينفي وجوده في الماضي، لكن المثير للاشمئزاز كون أن الموتى لم يسلموا من الأمر، ففي صدمة نجد أشخاص يعتدوا جنسيًا على الموتى.

في رواية مفجعة بدأت من السكن المشترك في بلدة صغيرة في مقاطعة كينت الإنجليزية، كانت إحدى السكان فتاة تُدعى «ويندي كنيل» بلغت من العمر عام 1987، 25 عام فقط، انتقلت لهذا السكن المشترك بعد فشل زواجها، ووفقًا لرواية إحدى صديقاتها أنها كانت عازمة على الزواج وإنجاب الأطفال وبناء أسرة، رغم من كونها مستقلة وتعمل بجد.

جثة عارية مغطاه بالدماء

في إحدى الليالي، وكعادتها كانت «ويندي» تعمل في متجر صور، وبعد ذلك أوصلها صديقها إلى المنزل المشترك الذي كانت تقيم فيه، وفي اليوم التالي تم اكتشاف جثتها عارية، مغطاه بالدماء، التي أغرقت السرير الذي كانت تستلقي عليه، وتعلى الرغم من تعرضها للضرب والاعتداء الجنسي والخنق إلا ان الجيران لم يسمعوا شيء عبر الجدران.

اكتشاف جثة عارية بعد 3 أسابيع 

في غموض أخر، وفتاة تُدعى «كارولين » في العشرينات من عمرها أيضًأ، كانت تعمل في مطعم شهير في مدينة تونبريدج ويلز، وجدت جثتها في ساقية تصريف في أرض زراعية، بعد مرور 3 أسابيع من مقتلها منتفخة وعارية – باستثناء جوارب ضيقة كانت ترتديها-.

كل ما ورد عن اختفائها، أن الجيران سمعوا صراخها عند باب بيتها في الليلة التي اختفت فيها فقط، وعند اكتشاف الجثة، لم يرها سائق جرار إلا صدفة بسبب موقعه في أعلى كابينة الجرار.

لغز الجثث العارية 

في فترة الثمانينيات، لم تكن هناك هواتف ذكية لتتبعها، أو كاميرات مراقبة، وكان تحليل الحمض النووي في بدايته، حيث تم إنشاء قاعدة البيانات الوطنية للملفات الشخصية للجناه بعد ثماني سنوات من تلك الحوادث، حيث كانت إصابات كارولين مشابهة لإصابات ويندي، وكان المحققون متأكدين من أن عمليات القتل المعروفة باسم «جرائم قتل السكن المشترك» مرتبطة ببعضها.

كانت الأدلة الجنائية التي تم تجميعها فقط.. «بصمة دموية على حقيبة تسوق، وبصمة قدم على بلوزة بيضاء في شقة ويندي»، ووصلت التحقيقات في تلك الآونة إلى حائط مسدود، وتم تقليص حجم التحقيق، دون غلقه.

أخيرا في عام 2019، كان خبراء الطب الشرعي قد طوروا تقنيات جديدة لجمع الحمض النووري من عينة الحيوانات المنوية التالفة، مثل تلك الموجودة على جوارب كارولين الضيقة، بالإضافة إلى تطبيقهم لتقنية «الحمض النووي العائلي»، والتي تسمح بتحديد ما إذا كان شخص ما له صلة قرابة بشخص تم اكتشاف الحمض النووي الخاص به في مسرح الجريمة.

أدله جنائية 

اكتشاف الجاني

بالفعل من خلال تقليص عدد المشتبهين بهم من خلال صلة القرابة بالحمض النووي، تم التركيز على أحد الأقارب، يُدعى «ديفيد فولر»، من مواليد الخمسينيات من القرن الماضي، تلقي تدريبة كـ كهربائي ورجل صيانة أثناء عمله في أحواض السفن البحرية، وأتضح ارتكابه لسلسلة من عمليات سرقة السيارات.

وفي العام الماضي 2020، داهمت قوات الشرطة منزل الجاني ديفيد فولر، الذي كان يسكن مجهز جيدًا بشكل ملحوظ بكاميرات المراقبة، ويعيش فيه مع زوجته الثالثة وابنه المراهق، وعند استجوابة نفى معرفته بأماكن الجرائم المذكورة، وأن غير متورط في جرائم قتل.

الجاني ديفيد فولر

اكتشاف دلائل ضده

كان ديفيد يحتفظ بأكوام من أجهزة الكمبيوتر القديمة، والأقراص الثابتة والهواتف المحمولة، 34 ألف صورة مطبوعة، سجل خلالهم حياته بحرص شديد، اكتشفت الشرطة من خلالها اعمال له قرب مواقع الجريمة، للفتاتين، ومن إحدى الصور كان مستلقي فيها بطنه، تمت مطابقة أسفل حذاءة مع أثار الأقدام التي وُجدت في موقع جريمة «ويندي»، وبعد ذلك تم مطابقة حمضه النووي مع السائل المنوي الذي عثرت الشرطة عليه قبل عقود على جوارب كارولين. ليتم بذلك إيجاد القاتل بعد 33 عام.

تطابق أسفل الحذاء مع الادلة في مسرح الجريمة

اغتصاب الموتى في المشرحة

فاجعة أكتشفها المحققون عندما كانوا يفحصون أجهزة الكمبيوتر التي خزنها ديفيد منذ الثمانينيات، وأقراص التخزين، عُثر على 30 هاتف محمول وبطاقة هاتف، و 4 أقراص تخزين مخفية، كان في أحدها مقاطع فيديو صورها داخل مشرحة مستشفى، أتضح فيما بعد أنه كان يعتدي جنسيًا على الموتى داخل المشرحة.

ديفيد فولر في المشرحة

كانت ثلاجات الموتى لها بابين، باب في كل طرف أحد الأطراف مزود بكاميرات مراقبة والطرف الاخر لا يوجد كاميرات حيث يتم اجراء فحوصات عليهم، لذا لم تعثر الشرطة على لقطات له من المستشفى، لكن المقاطع التي كان يصورها بنفسه هي التي كشفته، وكان يوضح خلال مقاطع الفيديو تفاصيل الاسوار التي كانت في معاصم الموتى، ووقت تعديه الجنسي على الموتى في الثلاجة.

وصل عدد ضحاياه 100 ضحية تتراوح أعمارهم ما بين أقل من 18 عام إلى أكثر من 85 عام، وبعد عرض ملفه على الطبيب، أوضح أن ما حدث هو نمط سادي – مازوخي، ما يعني عدم قدرته على التعامل مع المشاكل الخاصة إلا من خلال السلوك المنحرف، الذي تطور في حالة ديفيد من عمليات سرقات السيارات، تصاعد تدريجيًا إلى جرائم القتل، وبعدها الاعتداء الجنسي على الموتى.