الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاده.. فؤاد دوارة فارس الكلمة الصادقة الشريفة

فؤاد دوارة
فؤاد دوارة

برز الكاتب والناقد المسرحي فؤاد دوّارة، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده في النقد المسرحي، وشكل دراساته المسرح بشكل عام والمصرى بشكل خاص، «كان يستند دائما إلى معايير النقد الواضحة التي تواكب الحركة المسرحية، ويضع مصر وبنية المسرح فوق كل اعتبار»، وقال عنه توفيق الحكيم «إن الصفة البارزة التى عرف بها دوارة هى صفة الناقد الجاد والجدية عنده قد بلغت حدا يمكن وصفه بالفدائية، ففى دنيا الأدب جماعة من الفدائيين يكرسون حياتهم وجهودهم في سبيل عمل وهدف مما يرونه ضروريا ونافعا بصرف النظر عما يأتى لهم بالفائدة التى يسعى إليها أكثر الناس».

 

ويظل اسم الناقد المسرحي فؤاد دوارة يتردد كثيرا بين الأجيال من وقت لآخر، كونه أحد علامات النقد المسرحي في الوطن العربي، وساهم بدوره في إثراء الحركة المسرحية من خلال مقالاته الجادة والصادقة، التي لا يشق لها غبار.

 

ويعد أحد فرسان الكلمة الصادقة الشريفة، حيث تميزت مقالاته بالنزاهة والدفاع عن الجدية والأمانة، وتوقف عن كتابة مقالاته النقدية الأسبوعية لمدة عامين في التسعينيات، نظرا لحالة الكساد المسرحي، وفي هذا الصدد قال عبارته الشهيرة:"من الصعب أن تكتب مقال نقديا جيدا عن عرض رديء دون المستوى". 

 

زامل "دوارة" جيلا من كبار الأساتذة والنقاد الجادين، أصحاب القضية من بينهم: "الدكتور على الراعي، عبدالقادر القط، سهير القلماوي، رشاد رشدي، الدكتور إبراهيم حمادة، جلال العشري، رجاء النقاش، فاروق عبدالقادر"، وغيرهم، ليعمل كل منهم على نشر القيم وتربية النشء، وغرس كل ما هو أصيل وجدير، لمواجهة الانحدار النقدي الذي انتشر في حياتنا الثقافية والفنية خلال الأعوام الأخيرة، بسبب افتقار الحركة النقدية، ورحل "دوارة" في الأول من مارس 1996، منذ نحو ربع قرن، تاركا إرثا أدبيا ونقديا كبيرا يظل باقيا رغم رحيله.

 

ولد فؤاد محمود دوّارة في 15 نوفمبر 1928،  بحي كوم الدكة بالإسكندرية، ونشأ بها، كان أخوه محمد يكثر من شراء الكتب والمجلات العربية والأجنبية، فكان يتفرّج على صورها في البداية ثم يقرأ بعض الكلمات إلى أن تعلمّ القراءة.

 

تعلم في مدرسة سعيد الأول الابتدائية بالإسكندرية بين 1937-40، فالمدرسة العباسية الثانوية 1940-46، ثم دخل كلية الآداب بجامعة الإسكندرية سنة 1954 حتى 1957، وحصل على ماجستير الأدب العربي من كلية الآداب بجامعة القاهرة سنة 1977.

 

عمل أمينًا لمكتبة في جامعة الإسكندرية، ومدرّس للغة العربية في المدارس الثانوية، ومدير تحرير مجلة «المجلة» في وزارة الثقافة، ومدير المطبوعات في دار الكتب المصرية ومدير مركز إعداد الروّاد الثقافيين بالثقافة الجماهيرية، وأستاذ أدب المسرح والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، ومستشار الثقافة الجماهيرية في وزارة الثقافة. كان عضوًا في اتحاد الأدباء المصريين، وعيّن مستشارًا لوزير الثقافة من 1986 حتى 1988 حتى تقاعد.

 

وبلغت خزانة الراحل الأدبية ثلاثين كتابا، وسبع عشرة مترجمة، إلى جانب الدراسات والأبحاث النقدية، من بين هذه الكتب "سقوط حلف بغداد" في 1958، وطبعة ثانية مزيدة بعنوان "أحلاف العدوان الأمريكية" الصادرة عن دار الكاتب العربي في 1967، "في النقد المسرحي" الصادر عن الدار المصرية للتأليف والترجمة والنشر في 1965.

 

و"العبور" مسرحية من وحي حرب أكتوبر، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في 1976، "صلاح عبدالصبور والمسرح" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في 1982، "نجيب محفوظ من القومية إلى العالمية" الصادر عن هيئة الكتاب 1989، "تخريب المسرح المصري في السبعينيات والثمانينيات" الصادر عن كتاب الهلال في أبريل 1989، "محمد مندور شيخ النقاد"عن سلسلة نقاد الأدب، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 1996، وغيرهم.

 

أما المترجمات من بينها: "الحضيض" مسرحية مكسيم جوركي، والصادر عن دار الطباعة الحديثة بالإسكندرية قي 1953، "ثورة الموتى" مسرحية إروين شو، الصادر عن المؤسسة المصرية للتأليف والنشر في 1962، "الأدب والحياة" مختارات من كتابات مكسيم جوركي، "الإنسان والسلاح" مسرحية برنارد شو، الصادران عن الدار المصرية للتأليف والنشر في 1965، "الحياة الشخصية" مسرحية نويل كوارد، الصادر عن وزارة الإعلام الكويتية في 1971، "الفنان في عصر العلم" ومقالات أخرى، الصدار عن وزارة الإعلام العراقية في 1978، وطبعة ثانية منه في 1985، وغيرها من المترجمات.