الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: مجرد الحديث وعدم الإيصاء بكتمانه أمانة يجب عدم كشفها لأحد

الأمانة في الإسلام
الأمانة في الإسلام

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الأمانة هي معادلة التكليف الكبرى التي قامت من أجلها السماوات والأرض والجبال وهي من أخلاق الإسلام العظمى التي حث عليها ودعا إليها خالق الأكوان سبحانه في كتابه العزيز وفي سنة نبيه الأكرم صلوات الله عليه وسلامه.

 

وأضاف علي جمعة عبر صفحته على فيس بوك أنه قد ورد الحث على الأمانة في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا فمن الآيات التي ورد فيها الحث على الأمانة قوله سبحانه في اللوم على بني آدم في عدم مراعاة الأمانة: (إِنَّا عَرَ‌ضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) [الأحزاب:72]

 

وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى قال في الأمر الصريح بأداء الأمانات إلى أهلها: (إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ‌كُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا) [النساء:58].

 

وتابع: وفي النهي عن الخيانة وذم الخائنين قال جل وعز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّـهَ وَالرَّ‌سُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال:27] وقال سبحانه وتعالى: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) [الأنفال:58] وقال عز من قائل: (وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا) [النساء:107] وقال تعالى: (وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ) [يوسف:52] بل إن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالابتعاد عن الخائنين أنفسهم فقال سبحانه: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَ‌اكَ اللَّـهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) [النساء:105].

واستطرد: أما في سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم وسنته المشرفة فقد كانت الأمانة من أهم صفات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل كان يشهد بها أعداؤه فقد سموه الصادق الأمين وقد طمأنته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها عندما نزل عليه صلى الله عليه وسلم الوحي عندما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء وقد والله خشيت أن يكون هذا أمراً» قالت: معاذ الله ما كان الله ليفعل بك فوالله إنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث (رواه البيهقي في الدلائل).

بل قد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن المعاملة بالمثل في عدم الأمانة خاصة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك» (رواه أبو داود والترمذي والحاكم).

كما اعتبر النبي مجرد الحديث وعدم الإيصاء بكتمانه أمانة يجب حفظها وعدم كشفها لأحد فقال صلى الله عليه وسلم: «إذا حدث الرجل الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة» (المصنف لابن أبي شيبة).