EN
دائما ما يحرص الأفراد علي توثيق لحظات أفراحهم بالتصوير كنوع من تسجيل الذكريات، ويكون ذلك في عدد من الأحداث مثل مراسم الزواج والتخرج الجامعي وإحتفالات أعياد الميلاد بإعتبار هذه الأحدث كانت الأهم لديهم، أما الأونة الأخيرة أصبح توثيق الحدث بالصورة سلاح ذو حدين إما لإنقاذ الأفراد وإثبات جرائم كالسرقة وغيرها أو بـ إنتهاك خصوصية الأفراد وتصويرهم دون إذن وهذا ما جرمه الدستور والقانون.
وفي واقعة ليست الأولي من نوعها، قام عدد من سكان مدينة التجمع بتصوير سيدة أجنبية من شرفتها كانت تنظر منها بملابسها الداخلية، وتم تحرير محضر ضدها بحجة التعدي علي القيم الأخلاقية والعادات المصرية.
تحقيق النيابة العامة
وباشرت النيابة العامة التحقيق مع سيدة أجنبية بحضور ممثل عن سفارتها لاتهامها بالفسق والفجور على أثر خروجها من شرفه منزلها بالملابس الداخلية، ما آثار هلع السكان وقاموا بتصويرها وتسليم صورها لجهات التحقيق .
وكان تلقي قسم شرطة التجمع الأول بلاغا من الأهالي بوجود سيدة عارية الجسد بشرفة منزلها بدائرة القسم.
على الفور انتقل رجال الأمن لفحص البلاغ، وتبين أن السيدة أجنبية الجنسية وتم اقتيادها لقسم الشرطة بعد الإطلاع على صور قام السكان بالتقاطها وهى بالملابس الداخلية بشرفة شقتها .
وتم عرض الواقعة على النيابة العامة ، فيما تم إخطار سفارتها لحضور ممثل قانوني عنها لحضور جلسة التحقيق.
وقررت السيدة إنها لم تقصد إحداث إثارة أو فجور كما تم توجيه التهمة لها، وقررت أن ذلك الأمر اعتيادى في بلادها.
وعقب ذلك تم القبض علي مصور الفيديو بتهمة انتهاك خصوصية السيدة وتصويرها دون موافقتها.
الإعتذار ضروري
وفي هذا السياق علق الدكتور خالد منتصر، على واقعة فيديو سيدة التجمع الأجنبية في البلكونة، قائلا : «بعد غزوة بيكيني التجمع جاء لي معلومات أخرى، بأن سيدة التجمع هي أوكرانية أو أرجنتينية، وجاءت لتصوير محتوى إعلاني، ولكن في كل الأحوال أنها ليست مصرية.
وقال «خالد منتصر»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج «الحكاية»، عبر فضائية «ام بي سي مصر»، أن واقعة تصوير سيدة التجمع الأجنبية غير مقبول، خاصة أنه يعد تدخلا في حياة الأشخاص، وهذا قد يزعج بعض الأجانب لزيارة مصر، موضحا أنه كان يجب التعامل مع الواقعة في سرية من خلال مكتب من وزارة السياحة حفاظا على السياحة.
وأضاف «خالد منتصر» أن الدولة تقوم بمجهودات من أجل تدعيم السياحة، وهو ما ظهر في موكب المومياوات الملكية وافتتاح طريق الكباش، ولكن ما يحدث الآن على أرض الواقع سلوكيات بشرية لا تحترم الحياة الخاصة كما شاهدنا من الجيران في واقعة سيدة التجمع، قائلا «لازم نعتذر لها لان احنا معملناش حاجة مع اللي صورها، ولازم نقلل الحشرية شوية لان اللي صور كان مُصر».
وأشار «خالد منتصر» إلى أن السائح في مصر يستمتع بالحرية الشخصية، موضحا أنه كان لا بد للجارة التي قامت بالتصوير أن تنبه السائحة الأوكرانية، بدلا من تصويرها، لأنها كانت في شقتها الخاصة، أنها لا تعرف كل شئ عن العادات والتقاليد الشعب المصري.
ولفت «خالد منتصر» إلى أن الفعل الفاضح الحقيقي هو أطنان القمامة الموجودة في الشوارع أو مسئول مرتشي، أو زواج الأطفال، أو نسبة التحرش، وليس سيدة التجمع المرتدية للبكيني، وما حدث لها هو اقتحام لحياتها الشخصية لذلك لا يحق لأحد تصويرها باي شكل من الأشكال ونشرها على السوشيال ميديا.
رأي لنجوم الفن
وعلق الفنان مراد مكرم على واقعة ظهور سيدة أجنبية بدون ملابس في بلكونة شقتها بمنطقة التجمع ، وذلك من خلال نشره تدوينة عبر صفحته بموقع فيسبوك.
وكتب مراد مكرم: “ سؤال بس يا جماعه، هو مين الي نشر الفجور؟ البنت الي خرجت البلكونه بملابسها الداخليه، لان ده عادي عندهم، وما شافهاش ٣ افراد علي بعض ،ولا الي صور و عمل زوم و نشر و خلي الملايين يشوفوها؟؟؟؟؟؟ ”.
الدستور يجرم إنتهاك خصوصية الأفراد
وجرم الدستور المصري إنتهاك حرمة الحياة الخاصة فى ضوء المادة 45 من الدستور المصري، فإن لحياة المواطنين الخاصة حرمة يحميها القانون وللمراسلات البريدية والبرقية والمحادثات التليفونية وغيرها من وسائل الاتصال حرمتها وسريتها مكفولة، ولا يجوز الإطلاع عليها أو رقابتها إلا بأمر قضائي مسبب ولمدة محدودة وفقا لأحكام القانون.
عقوبة مصور سيدة التجمع
ونصت المادة ( 309 مكرر) من قانون العقوبات على أن :" يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة كل من اعتدى على حرمة الحياة الخاصة للمواطن وذلك بأن ارتكب أحد الأفعال الآتية في غير الأحوال المصرح بها قانونًا أو بغير رضاء المجني عليه:
(أ) التقط أو نقل بجهاز من الأجهزة أيا كان نوعه صورة شخص فى مكان خاص.
(ب) استرق السمع أو سجل أو نقل عن طريق جهاز من الأجهزة أيًا كان نوعه محادثات جرت في مكان خاص أو عن طريق التليفون.
كما نصت المادة (25) من قانون الجرائم الإليكترونية، تنص على يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه، ولا تجاوز 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أى من المبادئ أو القيم الأسرية فى المجتمع المصرى، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته، أو منح بيانات شخصية إلى نظام أو موقع إلكترونى لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته، أو نشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات معلومات أو أخبارًا أو صورًا وما فى حكمها، انتهاك خصوصية أى شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أو غير صحيحة.
