الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غير المزاج اللبناني.. إلياس رحباني وثورة الألحان المستوحاة من التراتيل| نوستالجيا

الموسيقار اللبناني
الموسيقار اللبناني الراحل إلياس رحباني

شارك الموسيقار اللبناني الراحل إلياس رحباني وابن شقيقه عاصي زياد رحباني في ألحان مسرحيات غنائية تتضمن تأثير العصبة الروسية الخمسة، أول السبعينيات ضمن أثر معلمين روس وفرنسيين وأرمنيين عن تجربتهم في نقل الموسيقى الأوروبية.


ويوافق اليوم ذكرى رحيله الأولى، وتقاسم إلياس رحباني، هذا التأثر بالموسيقى الأوروبية مع أخويه وظهر ذلك في ألحان مسرحياتهما "ناس من ورق" لعام 1972 في ألحان شعبية أرمنية وأخرى أوروبية المستقاة من سمفونية 40 لموتسارت بالتعديل للموسيقى اللبناني وظهرت في العديد من الأغاني مثل "يا أنا يا أنا" و"ناطورة المفاتيح".


ووفقا لكتاب "تغني الأرض: أرشيف النهضة وذاكرة الحداثة"، فإن إلياس وزياد قدما ألحانا مستمدة من تراتيل الطقس الأرثوذكسي مثل "بيتي أنا بيتك" و"المحطة" و"رجعت الشتوية" و"مهما تأخر جايي" و"لولو"، و"نطرونا"، و"الله معك يا هوانا" غيرها.


ولم يقف في مواجهة تلك الأغنيات وهى ما وضعها كل من فيلمون وهبي، وزياد الرحباني من أعمال اخترقت المزاج الرحباني الأرثوذكسي آنذاك بأغنيات من دائرة الطرب الرومانسي الشرقي، مثل "من عز النوم" و"يا دارة دوري فينا" و"أسامينا"، و"مش فارقة معاي".


ولم يكن زياد أو إلياس رحباني بعيدا عن التفاعل مع ألوان موسيقية وغنائية غير عربية ولكن شرقية مثل الأرمنية والكردية بينما تأثر بألوان موسيقى الجاز، وموسيقى أمريكا اللاتينية خاصة من البرازيل.


وينسب إلى هذا الأثر الرحباني ذو اللبنانة الأرثوذكسية وفد إلى ساحة الغناء العربي، فمهد لقبول موجة الديسكو والبوب في الأغنية الأوروبية، وقد مهد هذا أيضا لوفود التراث الفارسي بألوانه الأذربيجانية والكردية للأذن العربية.


وكانت هذه الموجة الغنائية هي نفسها التي اجتاحت أوروبا بأغاني وموسيقى الديسكو والبوب بين بعض دول أوروبا، ولكن مع اختلاف الاستجابات العربية بين التأثر والتعريب، وعبر هذا اللون الغنائي ظهر جيل ركز في الحقل الثقافي، وأسهم هذا الجيل في التفاعل مع تراثه وتطلعاته ومنجزات الجيل السابق مقابل تفاعله مع تيارات ثقافية من البلاد الأخرى.