الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف تتصرف بعد ردة فعل الزوج.. التحليل النفسي الكامل لحكاية معلمة الدقهلية

 التحليل النفسي الكامل
التحليل النفسي الكامل لحكاية معلمة الدقهلية

أثارت معلمة الدقهلية آية يوسف، ضحية انتشار فيديو الرقص الخاص برحلة تجمعها بعدد من زملائها وأفراد عائلاتهم جدلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيد لها ومعارض لتصرفها، منوهةً في آخر حديث لها بأنها لم تخطئ وأن هذا كان مجرد قضاء وقت سعيد مع زملائها لكن الضجة التي حدثت؛ تسببت في طلاقها وأذية لأبنائها الثلاثة الذين كانوا يرافقونها في الرحلة التي شملت أعضاء هيئة التدريس. 

وقال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية إن مفهوم الصح والخطأ  عملية نسبية تختلف من مجتمع لآخر، يعني ما يراه شخص بأنه صحيح وفق معايير تتعلق بثقافته وتعليمه ونشأته الاجتماعية ودرجة الضمير لديه قد يراه شخص آخر بأنه خطأ صريح أو نسبي، موضحا: «الفضيلة في مجتمع قد تكون رذيلة في مجتمع آخر، كارتداء السيدة للبكيني على الشواطئ يعد طبيعيا في مجتمعات، بينما هو أمر غير مرغوب به في مجتمعات أخرى قد يصل بها الأمر لحد تجريمه». 

وأضاف «هندي» في تصريح لموقع «صدى البلد» أنه من الواقعي عدم مقدرتنا في إصدار حكم على ما حدث مع معلمة الدقهلية؛ لأن هذا يختلف من منظور رؤية شخصية لأخرى، لكن بنظرة عامة شمولية؛ سنجد فيما حدث معها مجموعة من الأخطاء المتشابكة، أولها خطأ من اخترق خصوصية المعلمة وقام بتصويرها ونشر  الفيديو الخاص بها على منصات التواصل من أجل حصد تفاعلات وهمية وهوس الشهرة. 

الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية 

وتابع استشاري الصحة النفسية أن من منظوره الشخصي تفرض كل  مهنة عملية على صاحبها مجموعة من القيم السلوكية المهنية التي تفرض عليه الالتزام بها في كل وقت وحين حتى بعد انتهاء وقت عمله الرسمي، وانطلاقاً من أن المعلم كاد ان يكون رسولاً، فالهيبة جزء لا يتجزأ من شخصيته، فلم يكن عليها ولها كامل احترامها ألا تحافظ على ثباتها الانفعالي وتنساق وراء الأجواء من حولها بهستيرية وهذا لا ينفي عنها صفة الاحترام أو أنها على خلق، لكنه مشهد لا يتماشى مع هيبة المعلم بشكل عام. 

ولفت الدكتور وليد هندي إلى أنه إذا كان انتشار هذا الفيديو قد تسبب لها في الطلاق من زوجها فلا ينبغي عليها أو أحد أقاربها التواصل معه مبادرين بالصلح بينهما وإنما ينبغي علي الجميع تركه مع نفسه حتى يهدأ ويعود لمصالحتها من نفسه بمجرد أن يستشعر بعدها أن ما فعله هدم لبيت ظل يبنيه معها لسنوات، كما ينبغي على أبنائها دعمها نفسياً ومحاولة التواصل مع والدهم في أقرب وقت للتعجيل بالصلح بينه ووالدتهم. 

ونصح استشاري الصحة النفسية معلمة الدقهلية بعدم التعليق على الفيديو في أي وسيلة إعلامية أو حتى عبر صفحاتها على منصات التواصل، واستغلال هذه الفترة فقط في البحث عن الدعم والدفء العاطفي من أقاربها كالأم أو العمة أو الخالة، إضافة إلى بحثها عن عمل تقتات منه كالتعليم عن بعد، وهذا كله بجانب ضرورة عملها على تغيير نمط حياتها من المظهر وطرق قضاء وقت فراغها إلى غير ذلك؛ من أجل إعطاء صورة ذهنية جديدة للناس بعيداً عن أي اعتذار منها؛ انطلاقاً من عقدة الذنب والشعور بالرفض الاجتماعي ووصمة أشخاصه، فلا تتعامل أنها مدانة أو مذنبة أو مجني عليها، وإنما تتعامل مع الجميع بشكل عادي جدا، تبدأ منه نمط حياة جديدة لها، وسط حالة من الاسترخاء والتفاؤل؛ لكي تكون في نظر زوجها عند عودتهم شريكة حياته ورفيقة دربه التي يعول عليها في الكثير من الأمور كما اعتادا معاً وأكثر، ولا تعلن انكسارها أو هزيمتها.