الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر الأشياء الأصيلة..

محمود الحلواني: مسعود شومان انحاز لذاكرته الشخصية بدون تزييف

صدى البلد

أقيم بمنتدى الاستقلال الثقافي، ندوة للحديث عن تجربة الشاعر مسعود شومان، أدارها الشاعر أحمد سراج، الذي قال إن شومان آمن بأن "الهواية" لا يمكن أن تقبل القسمة على اثنين، فقد ترك مسعود مجال الحقوق ليذهب إلى المدن الخربة والشعر الذي أخلص لهما كثيرا، فخطاب مسعود شومان كان دائما "شجاعا" فقد ثار على المألوف وتخطى المسلمات، إذ أراد دائما أن يبحث في التراث الشعبي الذي أخلص له كثيرا.

وتحدث في البداية الشاعر والناقد محمود الحلواني عن تجربة مسعود شومان، إذ قال إنهم أولاد جيل شعري واحد، وجمعهما الكثير من الخصال المشتركة، فهو من الشعراء المثقفين الشجعان، ودائما ما كان متمردا على ما يبدو أنه "حداثة" فقد كتب في البداية شعر التفعيلة، ثم كتب النثر بعد ذلك، إذ كانت هناك ثورة في شعر النثر لكن هذا الفن النثري لم يناسبه، فقد كتب شومان بالفعل النثر بفضل التغيرات الجذرية التي أحدثها الشاعر مجدي الجابري.

وكتب وقتها شومان ثلاث دوواوين، لكنه أحس أنه يمتلك أكثر من المعارف الشعبية التي ينتمي إليها، فهو دارس للفلكلور، وهو يحفظ هذه الثقافات الشعبية بشل جيد، ونتيجة قرب شومان من هذه الثقافات، قرر أن يرجع إلى ذاته المتسعة من خلال الجماعات الشعبية، فقد أحس من خلال النثر أنه في منفى.

واكتشف أن قصيدة النثر لم تكن "بحره" فكتب ديوانه الخامس وبدأ يكتب عن ذاته وعن مفرداته الشعبية، لأنه أدرك وقتها ضرورة حدوث هذا التحول، لأنه تكون لديه وعي نقدي استطاع من خلاله ان يكتب ديوانه "اخلص لبحرك" فقد عاد لذاته الجمعية واستعاد بالفعل مهاراته، وأحدث من خلاله "ردة" شعرية، لذلك استطاع أن يكتشف ذاته من خلال هذه الردة.

حقل شعبي

وأضاف الحلواني أنه حين أخلص لبحره استعاد مرة أخرى أدواته، واستعاد خبراته التي جاء بها من الحقل الشعبي "الواسع" فهذه الخبرات تشكل قصيدة وتشكل وجهة نظر للعالم، لذلك رأى شومان  العالم من منظور "جمعي" ومن خلال جماعته الشعبية، لذلك قدم رؤية جمعية للمشكلات. وقد انتج في هذه الاستعادة العديد من الدواوين الشعبية، التي برع في الكتابة داخلها.

ذاكرة شخصية

ويتطرق الحلواني مرة أخرى لديوان شومان "اخلص لبحرك" ويقول: استعاد شومان ذاته الاجتماعية التي ينتمي إليها بعد أن كان مبتعدا عن ذاته تلك، فقد أقام بُنى جديد للقصيدة العامية من خلال استخدام التراث "الشفاهي"، كما ظل يبحث عن البطل من خلال تقديم فرز دائم للمجتمع. كما استخدم دائما "الثنائيات" خلال كتاباته. 

فهذا الوعي الشعبي الذي أظهره شومان ظهر في وقت انتشر فيه التزييف لذلك لجأ شومان في هذه الحالة لمناصرة الأشيياء الحقيقية الأصيلة بدون أي تزييف فهو لا ينتج أوهام لكنه ينتج حقائق. كما أنه انحاز لذاكرة الجماعة، فمسعود هو شاعر بالنيابة عن "الشعب" وعن مجتمعه، وهو أيضا منحاز لذاكرته الشخصية التي تتماس بشكل كبير مع ذاكرة الجماعة، فستظل تجربة مسعود شومان تحتاج للكثير من البحث والتدقيق.


-