بلد الفحم والبطاطا وليفاندوفسكي ..تاريخ بولندا وجهة الفارين من الحرب الروسية الأوكرانية

تسببت الحرب الروسية - الأوكرانية التي دخلت يومها السابع - في فرار آلاف اللاجئين من كييف وباقي المدن الأوكرانية إلى المعابر الحدودية ومن بينها المعبر مع بولندا على الحدود الغربية.

ودخل حوالي 350.000 لاجئ من أوكرانيا إلى بولندا منذ بدء الهجوم الروسي، الخميس الماضي، حيث برز اسم البلد الأوروبي بقوة على الساحة الدولية كمعبر حدودي مهم لإنقاذ آلاف الفارين من المعارك المشتعلة داخل المدن الأوكرانية المختلفة.

بولندا والحرب الروسية الأوكرانية 

وتعرضت بولندا لسيل من الانتقادات بسبب الإجراءات المشددة والتعامل الذي وصفه الكثير من أبناء الجاليات العربية والإفريقية ودول أمريكا الجنوبية بغير الإنساني وتركهم بالساعات على الحدود وتفضيل اللاجئين الأوروبيين عليهم.

وعلق الاتحاد الإفريقي على التفرقة التي يتعرض لها أبناء القارة السمراء، معربا عن انزعاجه من التقارير التي تفيد بأن المواطنين الأفارقة على الجانب الأوكراني من الحدود يُحرمون من حق عبور الحدود الدولية الآمنة.

وأكد الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي ورئيس جمهورية السنغال ماكي سال، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، في بيان لهما أن لجميع الأشخاص الحق في عبور الحدود الدولية أثناء النزاع، مشددا على ضرورة أن "يتمتعوا بنفس الحقوق للعبور إلى الحدود الدولية الآمنة بغض النظر عن جنسيتهم أو هويتهم العرقية".

وذكر البيان، أن التقارير التي تفيد باستهداف الأفارقة بمعاملة مختلفة غير مقبولة وتمثل عنصرية بشكل صادم وتنتهك القانون الدولي، داعيا الجميع لاحترام القانون الدولي وإبداء نفس التعاطف والدعم لجميع الأشخاص الفارين من الحرب بغض النظر عن هويتهم العرقية.

من جهتها أوضحت  المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية، إيلفا جوهانسون، أن الحدود كانت مفتوحة أيضا لأشخاص من دول ثالثة يعيشون في أوكرانيا ويريدون السفر إلى بلدانهم الأصلية، مؤكدة: "يجب مساعدة هؤلاء الناس".

تاريخ بولندا وأهميتها في أوروبا

وتقع بولندا في وسط أوروبا ويصل عدد سكانها لـ 40 مليون نسمة - في حين أن مساحتها تقدر بـ 312 ألف كم²، وهي بذلك سادس أكثر الدول اكتظاظا بالسكان في الاتحاد الأوروبي، وينمو اقتصادها بمعدل 3% سنويا، كأحد أفضل المعدلات في القارة.

وتم تقسيم جمهورية بولندا أو ما تسمى ببولونيا ثلاث مرات أولها كان في العام 1772، وثانيها في العام 1793، وأخيرا 1795، واستمر البولنديون إثر هذا التقسيم شعبا بدون دولة إلى العام 1916، حيث إعلان قيام الجمهورية البولندية في العام 1918، وفي العام 1990 انضمت لحلف شمال الأطلسي، وفي العام 2004 أصبحت عضوا بالاتحاد الأوروبي.

وتعد مدينة وارسو أكبر مدن بولندا وعاصمتها، وتحتل المركز الثامن ضمن دول الاتحاد الأوروبي في المساحة، حيث أن مساحتها تبلغ ما يقارب 517 كم²، كما يصل عدد سكانها ما يقارب 1,711 مليون نسمة.

السفير صلاح عبدالصادق: سفارتنا برومانيا بذلت مجهودًا كبيرًا في عودة المصريين من أوكرانيا|فيديو

وزيرة خارجية ألمانيا: دبابات روسيا تحمل الموت والدمار.. فيديو

ومن المعروف أن وارسو تتواجد على ضفاف نهر فيستولا، وقد أطلق عليها الكثير من الأسماء منها: المدينة العنقاء، والمدينة العنيدة، وقد تم إطلاق هذه المسميات عنها لتدل على قوتها.

وتتعدد محافظات بولندا المعتمدة إدراريّا لتصل إلى 16 محافظة، ومن أشهر ما بها من مدن مدينة وارسو العاصمة بالإضافة إلى مدينة كركوف، التي تعد ثاني أكبر المدن من حيث المساحة ويطلق عليها أشهر ميناء رئيسيا للدولة.

مقومات تتمتع بها الدولة البولندية 

وبولندا من أشهر الأماكن السياحية التي زاد الإقبال عليها؛ نظرًا للمناخ المعتدل ولكن ليس على الأغلب طوال العام؛ لأن بولندا تطل على البحر والذي يؤثر بدوره على مناخها.

والمجتمع البولندي يشتهر بطيبة أخلاقه مع كافة العناصر الأخرى القاطنة بها ولا فرق بين الأشخاص بها على اختلاف الجنس أو الديانة وتشكل المساواة بين أفرادها نظاما عاما لا يتعداه أحد، وقد انعكست المساواة بين أفرادها على مدى استقرارها وعدم التسبب في دخول أي مستعمر بها نظرا لاستقرار أفرادها الدائم.

وتتمتع بولندا بثامن أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، وكان اقتصادها الوحيد في الاتحاد الذي تجنب الركود خلال الأزمة الاقتصادية في العام 2008، حاليا يقدر الناتج المحلي للبلاد بـ 526 مليار دولار، ونصيب الفرد من الناتج بـ 15 الف دولار.

وتعد الزراعة من أكبر الصناعات في بولندا، بحيث أنها تمثل 3.8% من الناتج الإجمالي للبلاد، كما أنها مسؤولة عن 12% من القوى العاملة، وحاليا تشكل الأراضي الزراعية حوالي 60% من مساحة البلاد.

وتشكل المزارع الخاصة 90% من إجمالي الأراضي الزراعية، ورغم أن حجم المزارع الخاصة أصغر من الأراضي المملوكة للدولة إلا أن الإنتاج من المزارع الخاصة يكون أكبر، والحبوب هي أهم المحاصيل التي تنتجها بولندا، وخاصة القمح والشوفان والشعير، كما أن بولندا تمتلك ثاني أكبر إنتاج للبطاطا في العالم، وأكبر إنتاج للشعير في الاتحاد الاوروبي، وسادس أكبر إنتاج للحليب في العالم.

أكبر دولة إنتاجا للفحم في العالم 

وتعد بولندا أكبر منتج للفحم في العالم، ويتم استهلاك معظم كميات الفحم المستخرج في بولندا محليا، لكونها ثاني أكبر مستهلك للفحم في أوروبا بعد ألمانيا.

كما يتم اسختدام الفحم في توليد الكهرباء، بحيث يتم الحصول على 143 تيراواط ساعة من كهرباء بولندا من محطات توليد الطاقة القائمة على الفحم، وهي موطن محطة Belchatow، التي تعد أكبر محطة طاقة للفحم البني في أوروبا، وهي محطة مسؤولة عن توليد 20% من الطاقة المستهلة في بولندا.

ويوظف قطاع الصناعة في بولندا 30% من القوى العاملة، وتعد الصناعات الكيماوية أكبر صناعة في بولندا من حيث الإيرادات، كما أنها تتمتع بشعبية هائلة في صناعة الأجهزة التلفزيونية، وخلال السنوات الـ9 الماضية، كانت بولندا قد أنتجت أكثر من 30% من أجهزة التلفزة في القارة الأوروبية.

وفي العام 2009 - كان معدل نمو الإنتاج الصناعي في بولندا بشكل عام يقدر بنحو 8%، ومن أهم أسباب نجاح القطاع يكمن في انخفاض الأجور التي يحصل عليها العمال، بحيث أن متوسط الأجور يقدر بنحو 16 ألف دولار سنويا، مقارنة بنحو 40 ألف دولار في ألمانيا.

ويمثل إنتاج السيارات 11% من إجمالي النتاج الصناعي في بولندا، وحوالي 4% من الناتج المحلي الإجمالي، وحاليا تحتل بولند المركز 23 في العالم من حيث إنتاج السيارات، وينمو قطاع السيارات في بولندا بشكل سريع للغاية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، ولكنه شهد أكبر نمو له بعد أن أصبحت بولندا جزءا من الاتحاد الأوروبي في عام 2004.

صادرات قطاع السيارات البولندي

وتقدر قيمة الصادرات السنوية من قطاع السيارات بأكثر من 15.7 مليار يورو، أي حوالي 16% من إجمالي صادرات البلاد.

مجموعة السبع: فرض عقوبات اقتصادية إضافية على روسيا خلال أيام

بعد غزو أوكرانيا.. كندا تغلق موانئها ومياها الإقليمية أمام سفن روسيا

ويعد قطاع السياحة مؤثر للغاية في الاقتصاد البولندي، فلطالما كانت البلاد من أهم نقاط جذب السياح في المنطقة خصوصا بعد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وحاليا تعد بولندا من بين أكثر 20 دولة في العالم جذبا للسياح، بشكل سنوي تستقطب نحو 17 مليون سائح.

وأهم نقاط الجذب في البلاد هي المواقع التاريخ والمناطق التي تشتهر بالمناظر الطبيعية، وتشمل جبال تاترا وبحر البلطيق.

وتحتل بولندا المركز 24 في العالم من حيث الصادرات، وسنويا تصدر 212 مليار دولار وتستورد 223 مليار دولار، مما بؤدي الى عجر تجاري يقدر بنحو 11 مليار دولار، ومن أهم صادرات البلاد: قطع الغيار والتي تشكل حوالي 13 مليار دولار، والأثاث حيث تشكل حوالي 10 مليار دولار

وتعتبر بولندا من أفضل الدول التي اهتمت بالتعليم وحرصت على التحاق جميع أبنائها به والتدرج به من المدرسة حتى الجامعة ويعد هذا الإقبال ما يميزها عن أي دولة أوروبية مجاورة أخرى.

ويراعى عند التقدم في السلم التعليمي أن يبلغ الطالب السادسة من عمره كبداية في المرحلة الابتدائية، يليها عبر الترتيب الطبيعي للانتقال إلى الإعدادي ومنه إلى الثانوي كمرحلة نهائية قبل التعليم الجامعي، حيث الحصول من الجامعة على شهاداته المتدرجة المختلفة، كالبكالوريوس انتقالًا إلى الماجستير ونهاية برسالة الدكتوراه التي بها يمكنه التدريس من خلال الجامعة.

إنجازات منتخب بولندا لكرة القدم 

وأشهر بولندي في العالم هو كارول فويتيلا المعروف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، وهو أول بابا غير إيطالي منذ البابا أدريان السادس والذي خدم حتى عام 1523، وكان له دور فعال في المساعدة على إنهاء الشيوعية ليس فقط في بولندا ولكن في جميع أنحاء أوروبا.

وكان ثاني أطول مدة خدمة للبابا في التاريخ بعد أن خدم من عام 1978 إلى عام 2005 بالإضافة إلى كونه واحدًا من أكثر الباباوات شهرة والذي تم تطويبه كقديس في عام 2014.

ومن أكثر الألعاب التي تتميز بها الدولة الأوروبية كرة القدم، وهي أحد أشهر الرياضات، ويلعب مئات الآلاف من الأشخاص كرة القدم في بولندا بشكل منتظم، وتأسست أول أندية كرة القدم البولندية في أوائل القرن العشرين.

ولعب منتخب البلاد أول مباراة له في العام 1921، وحصل المنتخب البولندي لكرة القدم على المركز الثالث في نهائيات كأس العالم 1974 و1982، والميدالية الذهبية في 1972، والميدالية الفضية في الألعاب الأولمبية الصيفية 1976 و1992. وهكذا سجل يؤكد أن بولندا منتخب قوي في بطولات كرة القدم.

ويعد وروبرت ليفاندوفسكي "مواليد 21 أغسطس 1988"، أفضل لاعبي كرة القدم البولنديين ويلعب كمهاجم لنادي البوندسليجا الشهبر بايرن ميونيخ وهو قائد منتخب بولندا.