الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تاريخ الكنافة والقطايف.. الأولى صنعها طبيب لسحور معاويةوالثانية تغنى بها ابن الرومي

صدى البلد

شهر رمضان له رونقه الخاص وجماله، وارتبطت الشعوب العربية في هذا الشهر بحلويات رمضان مثل الكنافة والقطايف، وجميع أصناف الحلويات الشرقية، وهو طبق له تاريخ طويل، صنع خصيصًا ليتناوله الأمراء والملوك، ويرجع تاريجه إلى العهد الأموى وربما أبعد من ذلك.

أصل الكنافة.. معاوية بن أبي سفيان 

بداية كانت الكنافة زينة لموائد الملوك والأمراء، وكان الجميع يتهافتون عليها، خاصة أنها ألذ ما تتزين به موائد رمضان، نظرا لمذاقها وفوائدها، وستظل الكنافة نجم شباك رمضان، خصوصًا مع إقبال الصائمين على تناولها بكثرة خلال شهر رمضان.

وتعددت الروايات حول بداية ظهورالكنافة، فقيل إن صانعي الحلويات في الشام هم من اخترعوها وابتكروها وقدموها خصيصًا إلى معاوية بن أبي سفيان، وهو أول خلفاء الدولة الأموية، كطعام للسحور، لتمنع عنه الجوع الذي كان يشعر به في نهاررمضان، فقد كان معاوية يحب الطعام، فشكا إلى طبيبه من الجوع الذي يلقاه في الصيام، فوصف له الطبيب الكنافة لتمنع عنه الجوع، وقيل بعدها أن معاوية بن أبي سفيان أول من صنع الكنافة من العرب، حتى أن اسمها ارتبط به وأصبحت تعرف بـ«كنافة معاوية». 

كنافة سليمان الأموي

في رواية أخرى، قيل إن الكنافة صنعت خصيصا لسليمان بن عبد الملك الأموي، كما قيل أن تاريخ الكنافة يرجع إلى المماليك الذين حكموا مصر فى الفترة من 1250- 1517م ، وأيضا إلى العصر الفاطمي، إلا أن أساتذة التاريخ الإسلامي يذهبون إلى أن تاريخ الكنافة يعود إلى العصر الفاطمي الذي امتد من عام (969- 1172 م) وقد شمل حكمهم مصر والمغرب وبلاد الشام.

وقد عرفها المصريون قبل أهل بلاد الشام، وذلك عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة، وكان وقتها شهر رمضان، فخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار ويتسارعون في تقديم الهدايا له، ومن بين ما قدموه الكنافة، على أنها مظهر من مظاهر التكريم، ثم إنها انتقلت بعد ذلك إلى بلاد الشام عن طريق التجَّار.

تطور الكنافة

ابتدعت كل بلد في طريقة صنع الكنافة وحشوها، كما تفنن بها المصريون، فأهل الشام يحشونها بالقشطة، وأهل مكة المكرمة يحشونها جبنا بدون ملح، وهي المفضلة لديهم على باقي الأنواع، وأهل نابلس برعوا في كنافة الجبن أيضا، حتى اشتهرت وعرفت بـ«الكنافة النابلسية»، وتبقى بلاد الشام هي الأشهر في صنع أشكال مختلفة للكنافة، فهناك المبرومة والبللورية والعثمالية والمفروكة.

واتخذت الكنافة مكانتها بين أنواع الحلوى وأصبحت من العادات المرتبطة بشهر رمضان في العصور الأيوبي والمملوكي والتركي والحديث والمعاصر، باعتبارها طعاما لكل غنى وفقير، مما أكسبها طابعها الشعبي.

القطائف وتاريخ عريق

أما القطائف فيرجع تاريخ نشأتها واختراعها إلى نفس تاريخ الكنافة وقيل أنها متقدمة عليها؛ أي أن القطايف أسبق اكتشافًا من الكنافة، حيث تعود إلى أواخر العهد الأموي وأول العباسي، حيث بدأ العصر الأموي عام 41هـ بسيطرة معاوية بن أبي سفيان على الدولة الإسلامية، ثم انتهى سنة 132هـ بسقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، وفي روايات أخرى أنها تعود الى العصر الفاطمي. 

وقيل بأنه يرجع تاريخ صنعها إلى العهد المملوكي؛ حيث كان يتنافس صنَّاع الحلوى لتقديم ما هو أطيب، فابتكر أحدهم فطيرة محشوة بالمكسرات وقدمها بشكل جميل مزين، ليقطفها الضيوف ومن هنا اشتق اسمها «القطايف».

ابن الرومي يتغنى بالكنافة والقطائف

كما ذكر فى الثقافة العربية، تغنى شعراء بني أمية ومن جاء بعدهم بالكنافة والقطائف، ومنهم ابن الرومي الذي عُرف بعشقه لهما، وسجَّل جانبا من هذا العشق في أشعاره، كما تغنى بها أبوالحسين الجزار أحد عشاق الكنافة والقطايف فى الشعر العربي إبان الدولة الأموية.

كما حظيت الكنافة والقطايف بمكانة مهمة فى التراث العربى والشعبى، وكانت ولا تزال من عناصر فولكلور الطعام فى مائدة شهر رمضان، ومنذ يوم العيد يصبح هذا الطبق نوعا ما غريبا عن موائدنا العربية، ويبدأ موسم القطايف بالانحسار والزوال فى انتظار عودة الشهر الكريم.