الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

75 عامًا من الصمت المطبق.. معاناة الفلسطينيين تفضح معايير الغرب الزائفة |تقرير

المستوطنون اليهود
المستوطنون اليهود

كشف الصراع الدائر في أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي، عن ازدواجية في المعايير والكيل بمكيالين من قبل الدول الكبرى، خاصة تجاه قضايا الشرق الأوسط وتحديدا القضية الفلسطينية.

ازدواجية العالم تجاه الفلسطينيين 

وعقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - عن عملية عسكرية داخل أوكرانيا قبل أربعة أشهر، سارع العالم كله وتحديدا القوة الغربية بإعلان التكاتف والتضامن والدعم الكامل لأوكرانيا والشعب الأوكراني في مواجهة روسيا، في خطوة وصفها المراقبون بأنها تعكس ازدواجية المعايير الغربية التي تتجاهل تماما معاناة الفلسطينيين.

وانتفض العالم الغربي بأكمله لأجل أوكرانيا في اليوم الخامس من العملية العسكرية الروسية وفرض العقوبات على روسيا، بينما ظل صامتا يغمض عينيه طيلة 74 عاما عن فلسطين وما تفعله إسرائيل بشعبها، وتعامل الغرب مع الفلسطينيين كعِرق أدنى شأنا، فطرحت هذه الازدواجية في التعامل والمعايير سؤالا هل الدم الفلسطيني بالنسبة إلى المجتمع الدولي والغربي من الدرجة الثانية؟ وهل الإنسانية تصف وفقا للعرق واللون؟

ويعاني الفلسطينيون الويل جراء الاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية المستمرة ليل نهار ضد أهالي المدن والبلدات الفلسطينية المختلفة على مرأى ومسمع من العالم الذي يغض الطرف ويغمض عينيه عن فلسطين، ويرفض أن يجرم أو يدين أي اعتداء على الفلسطينيين خاصة العُزّل.

وتشهد الأراضي الفلسطينية موجة من التصعيد والعنف من قبل القوات الإسرائيلية تجاه المرابطين في المسجد الأقصى وفي المدن والبلدات المجاورة.

وأصدر ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الإنسان اليوم الإثنين، تقريرًا بعنوان (الكيل بمكيالين.. ما بين الحرب في أوكرانيا والقضية الفلسطينية).

وقارن التقرير بين الاستجابة الغربية للأزمة الأوكرانية والقضية الفلسطينية، حيث سلط التقرير الضوء على المعايير المزدوجة في رد الفعل الغربي.

وقوبلت أوكرانيا بحسب التقرير بدعم من وسائل الإعلام والدول والمنظمات الدولية لم تحظ به فلسطين المحتلة منذ أكثر من 75 عامًا، بل وتقابل بالإدانة أوفي أحسن الأحوال بالحياد. وذلك على الرغم من أن القانون الدولي ينص على حقها في تقرير المصير والدفاع عن النفس، إلا أن الغرب لا يمنحها تلك الحقوق.

صمت غربي مطبق في وجه المعاناة

وتناول التقرير عدداً من المحاور  جاء فيها:

التغطية الإعلامية

أكد التقرير، أن هناك اختلافا صارخا في التغطية الإعلامية فيما يتعلق بالكلمات والعناوين الرئيسية المستخدمة، حيث كشفت الكلمات المستخدمة في وسائل الإعلام الغربية لمناقشة كلتا الأزمتين النقاب عن المعايير المزدوجة لوسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية وادعاءاتها بالحيادية.

وتم إلقاء حيادهم ببساطة من النافذة عند تغطيتهم للحرب في أوكرانيا ويظهرون في الغالب إيجابيون في تغطيتهم للمقاومة الأوكرانية.

أما عند تغطيتهم للمقاومة الفلسطينية فهم إما تغطية سلبية، أو قلما تكون "موضوعية" في أحسن الأحوال، هذا على الرغم من أن كلا الحالتين تعبران عن مقاومتين ضد الاحتلال غير القانوني.

وعلاوة على ذلك، تعتبر تغطيتهم الإعلامية إيجابية بشدة إزاء الإدانة والجزاءات المفروضة على الاتحاد الروسي وحذرة في أحسن الأحوال من أي عقوبات أو مقاطعة للدولة الإسرائيلية، فيتم تصوير معظم أعمال الدعم لفلسطين من قبل المشاهير على أنها "معادية للسامية".

الحكومات الغربية

قوبل الهجوم الروسي على أوكرانيا بموقف سريع وواضح للغاية من قبل الحكومات الغربية، فقد أدانوا الهجمات بالإجماع وبوضوح، وهم محقون في ذلك، ومع ذلك، فإن ردهم على العدوان الإسرائيلي على فلسطين دائمًا ما يكون مترددًا وغامضًا في أحسن الأحوال، حيث يدعون إلى ضبط النفس من "جميع الأطراف".

وفي أحيان أخرى يدينون فلسطين وينتقدونها صراحة لدفاعها عن نفسها وعن حقها في تقرير المصير.

المنظمات الدولية

ذكر التقرير أنه لطالما أصرت المنظمات الدولية على موقفها غير السياسي عندما يتعلق الأمر بمقاطعة إسرائيل.

ومع ذلك، فإنه يعتبر الآن ردًا أخلاقيًا مشروعًا وضروريًا على الانتهاك الروسي للقانون الدولي وحقوق الإنسان في أوكرانيا.

كما أظهرت منظمات حقوق الإنسان الدولية مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش (HRW) تحيزها.

مجتمعات غربية تعاني الخلل

بالإضافة لذلك، يتم تشجيع الشركات متعددة الجنسيات على مقاطعة روسيا ووقف جميع عملياتها في روسيا.

 من ناحية أخرى، هذه الشركات نفسها ليس لديها مشكلة في المشاركة في الفصل العنصري الإسرائيلي.

وأوضح التقرير أن حجم الازدواجية والكيل بمكيالين الذي كشفت عنه الأزمة الأخيرة صارخ، وأن معاملة ضحايا عنف الحرب تتوقف على لون بشرتهم أو أصل الضحايا والتحالفات السياسية للجناة.

وأظهر أن القانون الدولي وحقوق الإنسان مجرد أدوات يستخدمها الغرب عندما يجدها مناسبة.

واختتم التقرير بالتأكيد على إن حقوق الإنسان عالمية، ولا تقبل التجزئة في الأزمات الإنسانية، ولا التمسك بها من أجل المصالح الفردية لبعض الدول على حساب الأخرى تمثيلاً لقدرات الأقوى سياسياً وعسكرياً في المجتمع الدولي.