الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

3 عقود من قتل الأبرياء.. هل ينتشل قانون حيازة الأسلحة أمريكا من العصور الوسطى؟

قانون حيازة الأسلحة
قانون حيازة الأسلحة

 

تحتل الولايات المتحدة الأمريكية، أعلى معدل وفيات بالأسلحة النارية بين الدول الغنية في العالم، وتسعى خلال عقود طويلة لضبط قوانين حيازة الأسلحة، وهي الهجوم التي يقف في طريقها النواب المنتمين لجبهة الجمهوريين، فيما قاد الديمقراطيون سبل تعزيز قوانين مراقبة الأسلحة الأمريكية، ولكن منذ أكثر من عقد من الزمان، فشلت محاولات تشديد قوانين السيطرة على الأسلحة في الولايات المتحدة.

2012 عودة القانون للمناقشة

ولكن ما سلط الضوء على أهمية هذا القانون، هو حادثة إطلاق النار، على مدرسة ساندي هوك في ولاية كونيتيكت، في 14 ديسمبر 2012، والتي قتل فيها 20 طفلا وستة بالغين، واعتبرت هذه الحادثة، هي ثاني أكبر حادث إطلاق نار في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، بعد مذبحة جامعة فرجينيا عام 2007، والتي راح ضحيتها 32 شخصا.

ومنذ هذا التاريخ، والصراع دائر تحت قبة الكونجرس الأمريكي، لإقرار مشروع ضبط حيازة الأسلحة، والذي تزيد أهميته، نتيجة المذابح التي تحدث في الولايات المتحدة يوميا، وكان آخرها عمليات القتل الجماعي الشهر الماضي في سوق تجاري في مدينة بوفالو بولاية نيويورك، وكذلك حادث مدرسة ابتدائية في يوفالدي بولاية تكساس.

وعلى مدار 3 عقود من المذابح التي راح ضحيتها آلاف المواطنين الأمريكيين، نجح مجلس الشيوخ، الخميس 23 فبراير، في إقرار التشريع بأغلبية 65 عضو مقابل 33، لتأتي بعدها موافقة الكونجرس، أمس الجمعة 24 يونيو، بإقرار تشريع ضوابط حيازة الأسلحة الفردية للمرة الأولى، وذلك بأغلبية 234 عضو، مقابل 193 عضو، وتم إحالة القانون إلى الرئيس جو بايدن.

الأسلحة.. قاتل الأطفال الرئيسي في أمريكا

نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب، أكدت أن التشريع الجديد، يتضمن عدة خطوات قوية لإنقاذ الأرواح، من المجازر اليومية لجرائم حمل السلاح والانتحار والحوادث المأساوية، مشيرة إلى أن الأسلحة أصبحت "القاتل الرئيس للأطفال في أميركا"، وبالتالي تعين على الكونجرس الآن أن يذهب إلى أبعد من ذلك وأن يسن المزيد من التغييرات بشأن التحريات المتعلقة ببيع الأسلحة والقيود المفروضة على "حيازة أسلحة ذات قدرات فتاكة".

قانون حيازة الأسلحة

  • يضع القانون قيودا على مبيعات الأسلحة للمشترين المدانين بارتكاب أعمال عنف منزلي.
  • يوفر القانون تمويلا اتحاديا جديدا للولايات التي تطبق القوانين الهادفة إلى مصادرة الأسلحة من الأشخاص الذين يعتبرون خطرين على أنفسهم والآخرين.
  • وصفت مجموعة برادي المؤيدة للرقابة على الأسلحة التشريع بأنه "أقوى قانون لمنع العنف باستخدام الأسلحة النارية في الثلاثين عاما الماضية".

البيت الأبيض: بايدن يوقع على القانون

البيت الأبيض أعلن اليوم السبت، 25 يونيو، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، سوف يوقع على قانون ضبط حيازة الأسلحة، بعدما أجازه الكونجرس ليصبح قانونا نافذا.

إن جرائم القتل الجماعي بالأسلحة النارية في الولايات المتحدة، أصبحت أمرا طبيعيا، وتظهر الاحصائيات المتعلقة بمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، أن معدل جرائم القتل بالأسلحة النارية وصل إلى أعلى مستوياته منذ عام 1994، وأن نسبة الوفيات الأكبر التي سجلت لدى الشباب كانت من ذوى البشرة السمراء.

أرقام مذابح الأسلحة النارية

مركز السيطرة على الأمراض

سجل مركز السيطرة على الأمراض في تقريرها المنشور في 12 مايو الماضي، الإحصائيات التالية:

  • ارتفاع معدل الوفيات الناجمة عن الأسلحة النارية إلى 35% عام 2020
  • الأمريكيين من أصل أفريقي كانوا عرضة للقتل بالسلاح الناري أكثر بأربعة أضعاف عن باقي السكان.
  • الأمريكيين من أصل أفريقي أكثر عرضة للقتل بنسبة 12% من أصحاب البشرة البيضاء.
  • وقعت 19350 جريمة قتل بالأسلحة النارية عام 2020، يمثل الأميركيون من أصل أفريقي 62% منها والبيض 21%.
  • بلغ إجمالي حالات الانتحار بالأسلحة النارية 24245 حالة عام 2020.

مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI

في 3 فبراير أظهرت بيانات مكتب التحقيقات الفيدرالي، الإحصائيات التالية:

  • سجلت أمريكا أكثر من 21,500 جريمة قتل في 2020، ما يعادل 59 جريمة يوميا.

أرقام البنك الدولي

  • سجلت شيكاغو، ثالث أكبر المدن الأمريكية، أكبر عدد من جرائم القتل العام الماضي بلغ 836 جريمة.
  • ترتكب ثلاثة أرباع جرائم القتل في أمريكا بأسلحة نارية.
  • تستمر مبيعات المسدسات والبنادق وسواها من الأسلحة النارية في الارتفاع.
  • بيعت أكثر من 23 مليون قطعة سلاح في 2020، وهو عدد قياسي.
  • بيعت أكثر من 20 مليون قطعة في 2021، وفق بيانات جمعها موقع (Small Arms Analytics).

ولا يشمل هذا الرقم الأسلحة "الشبح" التي تباع قطعا منفصلة وتخلو من الأرقام المتسلسلة وتلقى رواجا في أوساط الجريمة.

أسباب جرائم القتل في أمريكا

صحيفة وول ستريت جورنال، الأميركية، ذكرت أن علماء الجريمة ومسؤولي إنفاذ القانون يختلفون بشأن تحديد أسباب الزيادة في جرائم العنف، وفيما يستشهد البعض بالإجهاد الناجم عن جائحة كورونا، يشير آخرون إلى ما يعتبرونه علاقات متوترة بين أجهزة إنفاذ القانون ومجتمعات البشرة السمراء بعد سلسلة من عمليات القتل التي ارتكبتها الشرطة، مثل مقتل جورج فلويد في مينيابوليس.

ونقلت وول ستريت، عن د. ديبرا هوري، نائبة مدير مركز السيطرة على الأمراض، بأن أمريكا تعيش أسوأ معدل جرائم القتل منذ 20 عامًا.