الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بوتين يزور الشرق الأوسط بعد أيام من جولة بايدن ..ماذا يحمل في جعبته؟

فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين

يستعد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للتوجه في رحلة إلى الشرق الأوسط وتحديدا إيران، غدا الثلاثاء، بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن إلى المنطقة.

ويحمل بوتين في جعبته خلال زيارته إلى إيران، العديد من الملفات، أهمها ملف الطاقة، والسلاح، وإقامة تحالفات إقليمية، في ظل العقوبات والضغط الغربي الذي تتعرض له روسيا، منذ بدء عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

وتعد روسيا وإيران، العدوين الرئيسيين للمعسكر الغربي، فإيران من ناحية تخضع لعقوبات من جانب الغرب بسبب برنامجها النووي، وروسيا تخضع لعقوبات أخرى بسبب عملياتها العسكرية في أوكرانيا، وهو ما دفع البلدين إلى التعاون معا وتعزيز العلاقات العسكرية والاقتصادية بينهما.

ومن المقرر أن يلتقي بوتين خلال زيارته إلى طهران غدا، نظيره الإيراني، إبراهيم رئيسي، وسينضم إليهما الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي تلعب بلاده دورا مهما في المفاوضات بين موسكو وكييف، حول أزمة صادرات الحبوب، وكذلك دورا مهما في الساحة السورية.

ماذا يحمل بوتين في جعبته؟

إن أهم ما يحمله بوتين على أجندته خلال زيارته إلى طهران، هو ملف الطاقة، والسلاح، والتحالفات، وسوريا، لكن الأهم من ذلك كله، هو الحاجة إلى تحويل النظرة العالمية للمنطقة، بعيدا عن تلك التي دفع بها الرئيس الأمريكي بايدن خلال جولته الأخيرة في الشرق الأوسط.

ويقول رئيس مجموعة "أوراسيا جروب" الإعلامية الدولية، كليف كوباتشان، إن سبب اجتماع بوتين ورئيسي واضح جدا، وهو دخول روسيا في حرب مع إيران على أسواق النفط، حيث ترغب الأخيرة في وقف هذه الحرب.

ويضيف كوباتشان "عندما يتعلق الأمر بالمحادثات حول الطاقة، فمن المتوقع إصلاح بعض النقاط، فمنتجو النفط في روسيا تم حظرهم في الأسواق الغربية بفعل العقوبات، وهو ما جعل موسكو تبيع النفط بأسعار زهيدة إلى الصين والهند ومشترين آخرين في آسيا، وهم في الواقع عملاء عملت إيران بعناية على مدار السنوات الماضية على العمل معهم عندما كانت تخضع لعقوبات مماثلة.

وتابع قائلا: "الإيرانيون غير سعداء باضطرارهم خفض أسعار النفط الخاص بهم بسبب الروس، فصادرات النفط تشكل نصف دخل صادرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

السلاح وأوكرانيا

قبل أيام، زعمت واشنطن بأن إيران أرادت أن تبيع لروسيا طائرات مسيرة يمكن استخدامها في أوكرانيا، ومع ذلك نفى الإيرانيون الاتهامات، رغم وجود تقارير تفيد بأن مسؤولين روس أجروا زيارة إلى إيران للتحقق من برنامج الطائرات بدون طيار المتقدم هناك.

وقال بروس ريدل، الزميل البارز في معهد "بروكينجز": "في النهاية ستذهب الأسلحة الروسية إلى الإيرانيين، والطائرات المسيرة الإيرانية ستذهب إلى روسيا".

سوريا

ومن المقرر أن يناقش بوتين وأردوغان ورئيسي الملف السوري، حيث تدعم روسيا وإيران الحكومة السورية بشدة، بينما تدعم تركيا الجماعات المتمردة المعارضة.

وتدخلت روسيا عسكريا في الحرب الأهلية في سوريا في عام 2015، مستخدمة القوة الجوية لتحويل دفة الصراع ومساعدة الحكومة السورية.

وفي طهران، سيؤكد بوتين لنظيريه التركي والإيراني أن موسكو لا تزال لاعبا رئيسيا في سوريا على الرغم من الحملة في أوكرانيا، وفقا لما ذكره فيودور لوكيانوف، رئيس المجلس الاستشاري للكرملين المعني بالسياسة الخارجية والدفاعية، لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وعلى الرغم من تكريس أكثر من 100 ألف جندي للحرب في أوكرانيا، تمكنت روسيا من الحفاظ على بصمتها العسكرية في سوريا وليبيا، وهما دولتان استخدمت فيهما موسكو تدخلات مسلحة منخفضة التكلفة نسبيا لتطوير نفوذ كبير في المنطقة.