الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسعار النفط.. توقعات بتخفيض الطلب خلال عامي 2022 و2023

أسعار النفط
أسعار النفط

حدّثتْ كلٌّ من وكالة الطاقة الدولية، وإدارة معلومات الطاقة الأميركية، ومنظمة البلدان المصدِّرة للبترول (أوبك) توقعاتها قصيرة المدى في الأسبوع الماضي تجاه أسعار النفط، حيث خفّضت اثنتان منها تقديرات الطلب لكل من هذا العام والعام المقبل، في حين خالفتهما وكالة الطاقة الدولية وزادت توقّعاتها.

وبحسب مقال عبر وكالة “بلومبرج الشرق”، فلم يكن التعديل من جانب الوكالة التي تتّخذ من باريس مقراً لها بسيطاً، بل عدّلت الطلب على النفط للأعلى لهذا العام بمقدار ضخم بلغ 520,000 برميل يومياً، مع توقّع معظم ذلك في عام 2023 أيضاً. وفي ظاهر الأمر، يُعدّ هذا صعودياً للغاية بالنسبة للنفط، لكن هناك الكثير من الأسباب التي تدعو إلى توخّي الحذر. 

وبحسب المقال فأنه أولاً، دعونا نقارن التوقعات الفعلية من المجموعات الثلاث من المحللين ونضعها في سياقها التاريخي. حيث تُحدّد مراجعة وكالة الطاقة الدولية الطلب الجديد لعام 2022 في منتصف المسافة تقريباً بين ذلك الخاص بأوبك وذلك الخاص بإدارة معلومات الطاقة الأميركية. كما أن نظرتها للأمور الآن تُشبه إلى حدٍّ كبير نظرتها في شهر مارس. لذا، على الرغم من أن مراجعة وكالة الطاقة الدولية كانت كبيرة، إلا أنها لا تتعارض مع التعديلات الأخرى.

يُشار إلى أن الميزة الأخرى الملحوظة في التوقعات هي أن نمو الطلب على النفط يختفي بسرعة، كما يُوضّح الرسم البياني أدناه. حيث نما الطلب العالمي على النفط على أساس سنوي بنحو 5 ملايين برميل يومياً في الربع الأول من العام -تتفق جميع المصادر الثلاثة على ذلك- لكن هذه الزيادة آخذة في التبخر الآن.

الجدير بالذكر أن هذا ليس غير متوقع تماماً عندما ننظر إلى المقارنات على أساس سنوي. حيث كان الطلب على النفط في بداية عام 2021 ما يزال متأثراً سلباً بجائحة كورونا، لذلك كان الانتعاش في بداية هذا العام معقولاً تماماً.

من ثم انتعش النشاط الاقتصادي والسفر في نهاية المطاف في وقت لاحق من عام 2021، لذلك نتوقّع أن يتراجع نمو الطلب في الأرباع المقابلة من عام 2022، ومن المفيد أيضاً البحث بمزيد من التفصيل عن سبب تعزيز وكالة الطاقة الدولية لتوقعاتها للطلب، حيث يستند سبب المراجعة إلى عاملين.

فهي ترى زيادة في الطلب على النفط في توليد الطاقة، لا سيما في الشرق الأوسط، حيث يرتفع الطلب على الكهرباء للحفاظ على تشغيل مكيفات الهواء بكامل طاقتها في الصيف. على غرار عام 2021، كان هذا العام حاراً، حيث بلغ متوسط ​​درجات الحرارة اليومية في الرياض بالمملكة العربية السعودية أكثر من 43 درجة مئوية (109 درجة فهرنهايت) منذ بداية يونيو ولا يُتوقّع أن تنخفض كثيراً قبل أكتوبر.

في حين أن استخدام النفط هذا في الشرق الأوسط سيدعم الطلب لفترة من الوقت، فمن غير المرجح أن يستمر في الأشهر الأكثر برودة. وقد يكون الوضع مختلفاً في أوروبا، حيث تُشير وكالة الطاقة الدولية إلى زيادة استخدام النفط في توليد الطاقة في البرتغال وإسبانيا والمملكة المتحدة، وكذلك في اليابان.

بسبب ارتفاع الأسعار..النفط وقود بديل للغاز

فضلاً عن ذلك، أصبح النفط جذاباً كوقود بديل بسبب ارتفاع أسعار الغاز، إلا أن أوروبا تعمل على تجديد مخزوناتها من الغاز الطبيعي بسرعة قبل الشتاء، حيث بدأتْ عمليات التخزين قبل تسعة أسابيع تقريباً من العام الماضي، وذلك مع تقلص التدفقات من روسيا بشدة بالفعل. كما يرى المحللون في "ستاندرد تشارترد" (Standard Chartered) أن سلاح الغاز الذي يستخدمه الرئيس فلاديمير بوتين قد ضعف بسبب زيادة المخزون، مما يشير إلى أن أوروبا يمكن أن تكون قريباً في وضع يُمكِّنها من اجتياز الشتاء "بشكل مريح" بدون الغاز الروسي.