الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دورى المعجزات يا زمالك

معتز الخصوصى الكاتب
معتز الخصوصى الكاتب الصحفى بموقع صدى البلد

لم يكن يتخيل أحد وسط كل هذه الظروف الصعبة التى مر بها والذى لم يتوافر له أى عامل من عوامل النجاح أن يفوز نادى الزمالك ببطولة الدورى المصرى للموسم الثانى على التوالى بعد أن كان بعيدا كل البعد عن المشهد نظرا لعدد كبير من الأسباب التى سنسردها فى هذا المقال.

وعلى الرغم من فوز نادى الزمالك ببطولة الدورى المصرى العام الماضى فى ظروف صعبة أيضا تمثلت فى وجود لجان معينة مؤقتة وعدم استقرار نادى الزمالك بعد حل مجلس إدارة نادى الزمالك برئاسة المستشار مرتضى منصور ، إلا أننى أرى أن الدورى الذى حصل عليه الزمالك هذا العام هو الأفضل على الإطلاق فى تاريخه وله مذاق مختلف كما أنه ظاهرة تستحق الدراسة ، ويجب أن يطلق عليه دورى المعجزات.

نعم إنه دورى المعجزات هذا الموسم لنادى الزمالك نتيجة لعدد من الأسباب أولها مروره بظروف صعبة أتحدى أن يكون مر بها أى نادى فى العالم وهى عدم استقرار نادى الزمالك فى بداية موسم الدورى الحالى فى ظل وجود لجنة مؤقتة برئاسة الكابتن حسين لبيب استمرت فى نادى الزمالك خلال الفترة التى انطلق فيها موسم الدورى الحالى فى شهر أكتوبر الماضى وحتى شهر فبراير ، ليأتى بعدها المستشار مرتضى منصور رئيسا لنادى الزمالك فى شهر فبراير بعد فوزه فى انتخابات رئاسة نادى الزمالك ، وثانى هذه الأسباب تمثلت فى إيقاف قيد اللاعبين لفترتين ، الأمر الذى حرم الفارس الأبيض نادى الزمالك لكرة القدم من ضم صفقات جديدة تستطيع حصد كل البطولات.

وثالث هذه الأسباب كانت تمرد وهروب عدد من لاعبى الزمالك الكبار وأحد أعمدته الرئيسية على النادى الذى صنع أسماءهم وسطرها بحروف من ذهب فى تاريخ الزمالك ، وعلى الرغم من كل ذلك تخلوا عنه وقت أزمته ورفضوا تجديد عقودهم  مع النادى وتمادوا فى مطالبهم المادية على الرغم من معرفتهم بظروف النادى المادية وهم محمد أبو جبل حارس مرمى نادى الزمالك وطارق حامد لاعب خط وسط نادى الزمالك ، إلا أنه يحسب للمستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك موقفه الصارم من التعامل مع هؤلاء اللاعبين المتمردين بعد رفضه الانصياع لرغباتهم واستغلال حاجة نادى الزمالك لخدماتهم ، الأمر الذى جعل فيريرا المدير الفنى للزمالك يستغنى عنهم على الرغم من أهميتهم للفريق و حاجته الشديدة إليهم.

ولم تتوقف أسباب تسمية دورى الزمالك بأنه دورى المعجزات عند هذه الأسباب فقط ، بل كان هناك سبب رابع أيضا وهو رحيل عدد من اللاعبين المؤثرين مع نادى الزمالك أثناء تواجد اللجان المعينة قبل عودة المستشار مرتضى منصور لرئاسة نادى الزمالك وهم فرجانى ساسى أحد أهم صفقات الزمالك الناجحة وأحد أبرز لاعبى خط وسط نادى الزمالك ، وفشل هذه اللجان فى تجديد عقده مع نادى الزمالك ، وإعارة عدد من اللاعبين البارزين رغم حاجة نادى الزمالك إليهم وأبرزهم محمود جنش ومحمد صبحى ومروان حمدى وأسامة فيصل  وحسين فيصل الذى رحل مجانا من نادى الزمالك ، و محمد عبد السلام ، بالإضافة إلى عمر كمال عبد الواحد ومحمود شبانة بعد فشل التعاقد معهم بسبب إيقاف قيد اللاعبين لفترتين.

ويحسب للجهاز الفنى بقيادة فيريرا تدعيمه الفريق الأول لنادى الزمالك بعدد من الشباب والذين لاقوا إشادة كبيرة من جماهير نادى الزمالك والجهاز الفنى للمنتخب المصرى لكرة القدم بقيادة فيتوريا وهم حسام عبد المجيد وسيد نيمار وسيف فاروق جعفر ويوسف أسامة نبيه ، بالإضافة إلى محمد طارق ، حيث ظهر شباب الزمالك وكأنهم كما نقول بالعامية "جعانين كورة ..وبينزلوا ياكلوا النجيلة " ، وكل ذلك لإثبات قدراتهم الفنية أمام فيريرا لحجز مكان فى الفريق الأول لنادى الزمالك.

ولا ننسى دور فيريرا أيضا فى تطوير مستوى عدد من اللاعبين والذين فاجئوا جماهير الزمالك بمستواهم مثل سيف الجزيرى مهاجم نادى الزمالك وإمام عاشور والذى تطور أداءه بشكل كبير وحسام عبد المجيد والذى تطور أداءه أيضا على الرغم من بدايته السيئة فى مباراة الزمالك والأهلى فى الدورى المصرى والتى انتهت بتعادل الفريقين ، ومحمد عبد الغنى والذى إستطاع أن ينجح فى اللعب فى مركز جديد من خلال الإعتماد عليه كلاعب وسط بدلا من قلب الدفاع.

هل كان يتخيل أحد أن يجلس محمود علاء بديلا للاعب الشاب حسام عبد المجيد والذى أصبح لاعب أساسى فى خط الدفاع فى كل مباريات نادى الزمالك الأخيرة ، بل وأنه كان لاعب مؤثر أيضا فى فوز الزمالك فى مباراتى المقاولون وفاركو بعد تسجيله هدف وحيد فى كلا المباراتين ، لكى يكون سبب فى حصد نادى الزمالك لـ6 نقاط غالية فى مشوار احتفاظه ببطولة الدورى المصرى للمرة الثانية على التوالى ، ولذلك فإن موقف فيريرا من تصعيد للشباب على حساب لاعبى الفريق الأول لنادى الزمالك يؤكد على أن فيريرا لا يهتم بالأسماء ولكنه يريد الأداء ، وحينما تتحقق العدالة تظهر النتائج الإيجابية وهذا ما شاهدناه من روح قتالية وإصرار من لاعبى نادى الزمالك فى الفوز بكل المباريات الأخيرة.

دعونا نوجه كل الشكر لمجلس إدارة نادى الزمالك برئاسة المستشار مرتضى منصور والذى وفر كل سبل الدعم والراحة للاعبى نادى الزمالك وصرفه لكل مستحقات اللاعبين وتحفيزه لهم بصرف مكافأت فورية للفوز فى كل مباراة ، ودعمه لجماهير الزمالك بتوفير أتوبيسات لنقل الجماهير لتشجيع نادى الزمالك فى المحافظات خارج القاهرة ، ولا يمكن أن نغفل دور الجهاز الفنى للزمالك بقيادة البروفيسور جوسفالدو فيريرا أو كما يحب أن يلقبونه جماهير الزمالك ب"جدو فيريرا" ، ولا يجب أن ننسى أيضا الدور الهام الذى لعبه جماهير الزمالك العظيمة فى المدرجات وهتافاتهم الداعمة للاعبى الزمالك طوال ماراثون الدورى المصرى ، والتى كانت بمثابة الوقود الذى كان يحرك هذه اللاعبين ، ولعل الجميع شاهد مدى تأثر أداء فريق الزمالك بجمهور الزمالك بعد غيابه عن حضور مباراة الدور الـ 16 من بطولة كأس مصر أمام نادى الإسماعيلى والذى حقق فيها نادى الزمالك الفوز بهدف وحيد لهداف الدورى المصرى أحمد سيد زيزو.

ولا يجب أن ننسى أيضا الدور الكبير الذى قام به أمير مرتضى منصور المشرف العام على قطاع الكرة بنادى الزمالك فى التعاقد مع جوسفالدو فيريرا المدير الفنى لنادى الزمالك ، بالإضافة إلى دور محمود عبد الرازق “شيكابالا” كابتن نادى الزمالك فى تجميع اللاعبين وبث روح الإصرار والعزيمة لديهم وتعهدهم سويا أمام المستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك للفوز ببطولة الدورى المصرى للموسم الحالى.

فى النهاية أود أن أقول أن معدن لاعبى نادى الزمالك ظهر بشكل كبير فى المحن والشدائد ، وهذا ما تعودنا عليه أيضا من جماهير نادى الزمالك الوفية والمخلصة لناديها والتى تظل تسانده دائما فى الانكسارات أكثر منها فى الإنتصارت ، الأمر الذى يؤكد أن شعبية نادى الزمالك تتزايد دائما مع ظهور الأزمات ، وهذا ما لاحظناه جميعا خلال الفترة الأخيرة من زيادة عدد جماهير نادى الزمالك فى وقت الإنكسارات.


-