الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قارب الموت ينهى أحلام البسطاء في لمح البصر.. عطل المحرك يتسبب في غرق مركب لبناني قرب سوريا.. وانتشال 94 ضحية حتى الآن

صدى البلد

أثارت حادثة غرق مركب كان يقل مهاجرين غير شرعيين قبالة السواحل السورية، حزن وغضب الكثيرين، بعد الكشف عن تفاصيلها المروعة، وانتهاء أحلام هؤلاء المهاجرين الباحثين عن حياة كريمة بعيدا عن الفقر  تحت الماء في لمح البصر، بعدما عجز القارب الذي انطلق نهار الثلاثاء من شمال لبنان عن إكمال سيره وتتحول الرحلة إلى كارثة في عرض البحر. 

وبدأت حالة الاستنفار في سوريا منذ الخميس، بعدما أعلنت السلطات اللبنانية غرق مركب على متنه لبنانيون و"غير لبنانيين"، قبالة ساحل مدينة طرطوس في سوريا، بعدما انطلق من شمالي لبنان باتجاه سواحل أوروبا.

وبحسب ما ذكرته وسائل إعلام لبنانية، فإن المركب انطلق قبل أيام من شاطئ مدينة المنية شمالي لبنان، وعلى متنه أكثر من 100 شخص من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين.

وحسبما أعلن التلفزيون الرسمي السوري، فهذه الحادثة هي الأحدث هذا العام والأسوأ في تاريخ البلاد، في حين تدفع الأزمات المتعددة اللبنانيين إلى الفرار من الانهيار الاقتصادي المستمر منذ ثلاث سنوات ببلدهم؛ حيث فقد عشرات الآلاف وظائفهم وانخفضت قيمة الليرة اللبنانية بأكثر من 90 بالمئة؛ ما أدى إلى القضاء على القوة الشرائية لآلاف العائلات التي تعيش الآن في فقر مدقع.

ارتفاع الضحايا

ومع ذكر الأعداد، أعلنت الهيئة العليا للإغاثة اللبنانية، اليوم السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا غرق قارب الموت قرب طرطوس إلى 94 قتيلا، إلى جانب 19 ناجيًا يتلقّون العلاج في المستشفى.

ونقلت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية عن الأمين العام للهيئة محمد خير، قوله إنه "تم العثور على 4 جثث إضافية ظهر السبت، ليرتفع العدد بذلك إلى 94 جثة منتشلة".

ولفت إلى وجود "5 لبنانيين وفلسطينيين اثنين و12 سوريا من الناجين في مستشفى الباسل في طرطرس (بسوريا)، وسيُنقل اللبنانيون والفلسطينيون إلى شمال لبنان وفقًا لوضعهم الصحي".

تفاصيل مروعة

وروى بعض الناجين من حادثة غرق قارب الموت ما حدث معهم في البحر وكيف غرق القارب. 

وقال الناجون في روايتهم بحسب وسائل إعلام سورية إنه بعد إبحار القارب بساعتين، حدث عطل في المحرك، حيث كان يتعطل قليلاً ثم يعمل، الأمر الذي أثار خوف بعض الركاب فطلبوا من سائق القارب العودة إلى لبنان، لكنه رفض وطمأنهم بأن الأمور ستكون على ما يرام.

وأضافوا: “بعد مضي أربع ساعات على الإبحار من شواطئ لبنان، توقف المحرك عن العمل بالكامل، وبات القارب في عرض البحر تتلاعب فيه الأمواج العالية والرياح الشديدة، وبعد وقت قصير جاء زورق وأخذ سائق القارب وترك الركاب يواجهون مصيراً مجهولاً، ‏ما أثار الذعر بين الركاب الذين كان نصفهم على سطح القارب والآخر في الداخل.

وأشار الناجون إلى أن وجهة القارب كانت قبرص، حيث كان مكان غـرقه على بعد 15 كم قبالة شاطئ طرطوس، وهذه الطريق باتجاه قبرص.

وأكدوا أن شعورهم بالذعـر الشديد وسوء الأحوال الجوية، جعل معظم الركاب ينكمشون على أنفسهم عند طرف واحد للقارب وهنا وقعت الكـارثة بعدما انقلـب القارب بلمح البصر.