الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كارثة بيئية خطيرة.. تفجير خط غاز نورد ستريم يضع العالم في مأزق|تفاصيل

تفجير خط غاز نورد
تفجير خط غاز نورد ستريم

يعيش العالم في حالة من عدم الاستقرار على المستوى الاقتصادي والسياسي خاصة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي كانت لها تداعيات خطيرة على العالم أجمع وخاصة الدول الأوروبية في مسألة أمن الطاقة والاحتياجات الأوروبية من الغاز والنفط الروسي.

وفي سابقة غير متوقعة، حدث انفجار لخط غاز نورد ستريم الذي يصل الغاز من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق مما أدى إلى تسرب غاز كثيف في البحر وهدد بكارثة بيئية خطيرة.

وحذر علماء وخبراء في البيئة من التأثيرات الكارثية التي قد تنجم عن تسرب الغاز الذي كون دائرة قطرها 700 متر على الأقل في بحر البلطيق يتصاعد منها الغاز الطبيعي ما قد يشكل كارثة مناخية كبيرة.

كميات غاز كبيرة من الميثان

ومن جانبها، قدرت ألمانيا أن حوالي 300 ألف طن متري من الميثان - أحد أقوى الغازات المسببة لاحترار الأرض والاحتباس الحراري - قد دخلت بالفعل في المجال الجوي لكوكب الأرض نتيجة للانفجار، فيما قدر أندرو باكستر، مدير استراتيجية الطاقة في صندوق الدفاع البيئي بالدنمارك، أن حوالي 115 ألف طن متري من الميثان قد تسربت إلى جو الأرض بالفعل.

ويشير العلماء إلى أن هذا القدر من الغاز سيكون له التأثير نفسه من الانبعاثات الحرارية على مدى 20 عاماً متصلة والناتجة عن حوالي 5.48 مليون سيارة أمريكية.

وحتى الآن، تبقى أسباب الانفجار غامضة، ولم يعرف على وجه الدقة ما الذي سبب الانفجارات في ثلاثة خطوط لإمدادات الغاز الطبيعي في وقت واحد، لكن المسؤولين الألمان والأمريكيين قالوا إن الحادث يبدو وكأنه عمل تخريبي، بحسب ما نشر موقع بلومبيرغ.

كارثة بيئية في بحر البلطيق

وقالت وكالة البيئة الفيدرالية في ألمانيا إن حسابها عن مقدار ما تم انبعاثه من غاز الميثان كان يعتمد على كمية الغاز المفترض أن تمر عبر الأنابيب إلى جانب حسابات أخرى متعلقة بالخطوط نفسها وقطرها ومدى سرعة سريان الغاز بداخلها.

وقالت الوكالة الألمانية للبيئة في بيان، إنه لا توجد آليات لاحتواء التسريب الناتج من انفجار خطوط الأنابيب، لذلك من المحتمل أن تخرج محتويات الأنابيب بأكملها إلى البيئة، مضيفة أنه باستخدام بعض المعادلات الحسابية فإن تسريبات نورد ستريم قد تعادل 1 ٪ من إجمالي الانبعاثات السنوية في البلاد.

وعلى الرغم من أن غاز الميثان يتحلل في الجو بسرعة إلا أن له القدرة على التسبب في احترار الأرض أكثر مما يفعل غاز ثاني أكسيد الكربون على مدى 20 عاماً بنحو 84 ضعفا. وعند تقييم التأثير المناخي لعلماء الميثان، عادة ما يحول علماء الميثان إلى مكافئ ثاني أكسيد الكربون باستخدام عامل محتمل عالمي لمدة 20 عامًا.

تأثير تسرب غاز الميثان في الجو

وقالت وكالة الطاقة الدنماركية، أمس الأربعاء، إن خطوط الأنابيب تحتوي على 778 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي إجمالاً، ما يعادل 32 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية الدنماركية.

هذا ما يقرب من ضعف الحجم المقدّر في البداية من قبل العلماء، ما من شأنه أن يزيد بشكل كبير من تقديرات غاز الميثان المتسرب إلى الغلاف الجوي، من 200 ألف إلى أكثر من 400 ألف طن. وقالت الوكالة إن أكثر من نصف الغاز ترك الأنابيب ومن المتوقع أن يختفي الباقي بحلول يوم الأحد.

وقال جان فرنسوا غوتييه، نائب رئيس القياسات في شركة الأقمار الصناعية التجارية لقياس الميثان GHGSat، إن تقييم الحجم الإجمالي للغاز المنبعث كان صعباً.

أوضح غوتييه أن هناك القليل من المعلومات حول حجم التسرب وما إذا كان لا يزال مستمراً، إذا كان خرقاً كبيراً بدرجة كافية، فسوف يفرغ نفسه، ومن الآمن أن نقول إننا نتحدث عن مئات الآلاف من الأطنان من الميثان، ومن حيث التسريبات، فمن المؤكد أنها خطيرة للغاية. الطبيعة الكارثية الآنية لهذا النوع - لم أرَ بالتأكيد أي شيء مشابه من قبل.

فيما يتعلق بالتأثيرات المناخية، قال غوتييه إن 250 ألف طن من الميثان يعادل تأثير 1.3 مليون سيارة تسير على الطريق لمدة عام.

تأثير الهيدروكربونات على الكائنات البحرية

وفي هذا الصدد، قال الدكتور ماهر عزيز، استشاري المناخ والبيئة والطاقة، إن الانفجار الذي حدث في خط غاز نورداستريم سيحدث تسرب كميات ضخمة من الهيدروكرونات في صورة الغاز الطبيعي إلى مياه البحر.

وأضاف عزيز في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه بحسب الكمية وقوة الاندفاع يكون انتشار الغاز الطبيعي الذي يغطي دائرة قد يبلغ قطرها ما يربو علي الكيلومتر أو الكيلومترات.

وتابع: "بحسب الهيدروكربونات المنطلقة في المياة يكون تأثيرها على الكائنات البحرية التي تتعرض كميات كبيرة منها للهلاك جراء اختلاط الهيدروكربونات بالمياه البحرية".

ولفت إلى أنه لا يزول هذا الأثر إلا بعد عدة أيام تأخذ فيها الأمواج والتيارات البحرية المواد المسكوبة بعيدا وتظل تشتتها حتي تقل تركيزاتها في المياه إلى ما تحت الحدود القاتلة أو المؤذية.

وأشار عزيز إلى أنه يتعين البعد تماما عن المنطقة المنكوبة وعدم استخدام مياهها مطلقا وعدم استخدام الكائنات البحرية فيها حتى تثبت تحاليل عينات المياه أن الأثر الخطير للهيدروكربونات قد زال.