لم يكن يوم الخميس 13 أكتوبر 1988 ينبئ بشيء غير عادي في حياة "الحرافيش"، فقد اعتادوا أن يلتقوا كل خميس معا، يتناقشون في كل أمور الحياة، يضحكون ويتحدثون.
يسترجع “صدى البلد” أحداث هذا اليوم، والتزام الأديب الراحل نجيب محفوظ بلقاء أصدقائه رغم انشغاله يوم إعلان فوزه، بالتزامن مع مرور 34 عاما على فوزه بجائزة نوبل للأدب.
وفي هذا اليوم تضمن لقاؤهم خبرا سارا وهو فوز الأديب نجيب محفوظ أحد أعضاء "الحرافيش" بجائزة نوبل للأدب، المفاجأة كانت متوقعة، توقعوا أن يفوز نجيب محفوظ قبل ذلك بسنوات طويلة بنوبل للأدب.
الحرافيش
الحرافيش.. كما اختاروا أن يطلقوا على أنفسهم، اجتمع الأصدقاء منذ عام 1936، وقد اختاروا اسم الحرافيش من كتابات رفاعة الطهطاوي الذي تناول في كتاباته فئة من الشعب الذين تتسم حياتهم بالبساطة والعفوية.
وكان من ضمن الحرافيش الشاعر الراحل صلاح جاهين، والكاتب الساخر محمد عفيفي، والأديب نجيب محفوظ، والمخرج توفيق صالح، والفنان أحمد مظهر، والفنان والرسام بهجت عثمان، والأديب عادل كامل، وكانوا قد اعتادوا أن يلتقوا مرتين في الأسبوع يومي الإثنين والخميس.
لكنهم اتفقوا لاحقا على اللقاء كل خميس فقط، وكان نجيب محفوظ أكثر التزاما بالحضور، وكان يتندر على اسم الحرافيش ويقول "حارة" و "فيش" أي خارج الحارة.
الأصدقاء الأوفياء
ووفقا لتقرير نشر بمجلة الكوكب بتاريخ 28 أكتوبر عام 1988 بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، وبحسب ما قاله صديقه توفيق صالح، أنه ذهب حاملا باقة ورد لمنزل نجيب محفوظ بعد الفوز، وحين سأله صحفي: " هل تتوقع أن يحضر اليوم في الموعد" قال: " لا أعتقد أنه سيغيره شيء".
وبالفعل في الساعة السادسة اجتمع الحرافيش كالمعتاد ولم يتغير العهد بينهم، أما أحمد مظهر قال : "أنا من اخترت اسم الحرافيش لنا، وكل عام كنا نتوقع فوز نجيب محفوظ بنوبل للأدب لأن كتاباته لها سمة خاصة".
وأضاف: "فوز نجيب محفوظ لم يغير من موعد لقائنا وكنت على يقين أنه سوف يأتي كما اعتاد، وقال صديقه عادل كامل: "لم أتوقع أن يحصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل هذا العام، فقد تأخرت عنه لسنوات طويلة، وكان يستحقها قبل ذلك بسنوات طويلة وكنت أنتظر قدومه رغم فوزه فهو لا يمكنه التخلي عن الحرافيش".
وكان رأي الرسام بهجت عثمان: "لقد حدث لنا نوع من اليأس، فقد كنت أتابع جائزة نوبل منذ عشر سنوات واتوقع كل عام أن يحصل نجيب محفوظ عليها ولما طال تأخيرها أصيبت باليأس".