الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من البالطو الأبيض إلى الكفن.. طالب صيدلة يسقط من الدور السادس بالفيوم

الطالب المتوفي
الطالب المتوفي

في صباح كان يسوده حالة من الحب والوداع معًا؛ استيقظ الدكتور محمد في تمام الساعة السابعة ليتناول وجبة الإفطار مع أسرته، وعندما انتهى أخذ البالطو الأبيض على يده وأسرع لحضور محاضراته بـ كلية الصيدلة في جامعة الفيوم، التي كان يحلم بالالتحاق بها طوال سنوات دراسته منذ الطفولة.

ولم يعلم محمد أن حلمه لم يكتمل؛ لينتهي الحلم داخل أروقة المكان الذي خطف سنوات من التعب والاجتهاد وهو كلية الصيدلة على أمل أن يعيش الباقي من حياته كما رسمها في خياله كطبيب صيدلي.

محمد جثة هامدة في كلية الصيدلة

وصل محمد إلى كليته وصعد لقاعة محاضراته في الدور السادس؛ كان منتبها لشرح دكتور الجامعة وبعد انتهاء المحاضرة خرج وزملاؤه إلى أروقة الدور السادس، وفي غمضة عين فقد الطبيب الصغير توازنه وسقط جثة هامدة من الدور السادس بكلية الصيدلة الذي خطفت سنوات من السهر والمذاكرة حتى خطفت روحه أيضاً.


صراخ وعويل لوفاة طالب بكلية الصيدلة

صوت الصراخ والعويل أصبح يدوي في أروقة كلية الصيدلة من زملائه والعاملين في الكلية: الحقونا محمد وقع من الدور السادس، ملتفين حول محمد في حالة من الهلع والحزن على زميلهم الذي كان معروفا بحسن خلقه بين زملائه من دفعته والدفعات الأصغر منه.

لتفقد كلية الصيدلة بجامعة الفيوم زهرة شبابها محمد محمود يحيي الجاحد الطالب بالفرقة الثالثة  بكلية الصيدلة بالفيوم الذى رحل من داخل منبر العلم بالجامعة عقب سقوطه من الدور السادس ببهو كلية الصيدلة بجامعة الفيوم لتصعد روحه لبارئها بعد سقوطه تاركاً حزناً عميقاً للأهل والأقارب والأصدقاء وطيب الأثر وحسن الخلق والأخلاق.

الفيوم تودع طالب الصيدلة

وشيع الآلاف من أهالى قرية العجميين ومركز أبشواى  والفيوم ، وعدد كبير من طلاب كلية الصيدلة وطلاب جامعة الفيوم، جثمان " محمد محمود يحى الجاحد ، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الصيدلة والذى لقى مصرعة مساء أمس، عقب سقوطة من الطابق السادس داخل بهو الكلية ، وتم نقلة بسيارة الإسعاف الى المستشفى الجامعى ولفظ أنفاسه الأخيرة أثناء عمل الإسعافات له.  

وخيم الحزن والأسى على أهالى قرية العجميين ، بمحافظة الفيوم، عقب وصول خبر مصرع طالب من خيرة شباب القرية بالفرقة الثالثة بكلية الصيدلة بجامعة بعد سقوطه من الطابق السادس بالكلية.

قرية العجميين تتشح بالسواد

وتمت إقامة صلاة الجنازة على الطالب محمد  بمسجد قرية العجميين التابعة  لمركز ابشواى  ، ثم تم  تشييع جنازته الى مثواه الاخير بمقابر الاسرة  بقرية العجميين وسط بكاء وصراخ أصدقائه.

وسادت حالة من  الحزن والاسى أهالى القرية جميعا فور سماعهم الخبر الذى كان كالصاعقة على إذان الجميع، نظرا لحسن خلق الطالب الذى يشهد له الجميع بذكائه وتفوقه خلال مراحل الدراسة وحسن تعامله مع أهله وجيرانه وزملائه.

شهيد عند الله

في البداية قال العمدة صاوى الجاحد عمدة قرية العجميين، ندعو له بالعفو وربنا يغفر له ويسامحه ومحمد طول عمرنا مانسمع عنه الا كل خير ويحب الناس والجميع بيحبه وندعو له بالعفو والمغفرة

أضاف الصاوى بأن الآلاف التى خرجت لتشييع محمد اكبر دليل على حب الجميع لمحمد وعائلته ولم نشاهد منه الا كل طيب و كل خير ولحد الان لم نصدق ماحدث وصدمة كبيرة وندعو الله ان يصبر اهله واسرته ونتلقى العزاء اليوم بدار مناسبات  عزاء العجميين ونشكر كل  من خرج وراء تشييع  جنازة محمد رحمة الله عليه .

أفضل شباب القرية

ويضيف حماده الجنزورى أبن عم المرحوم محمد ، بان محمد رحمة الله عليه من افضل شباب القرية و شاب مثقف و واعى و مثقف دينيا أيضا ، ومشهود عنه بالهدوء واجتماعى وداعم للخير وللجميع و طالع لوالده ربنا يصبره  ، ومحمد كان شاب  ناجح فى مجال عمله  وداعم للجميع 

أضاف بان اخر مرة شاهدت فيها  محمد مع والده منذ أسبوع وكان  دائما والده يذكره بكل الخير و كان كل حاجة لوالديه ونور عينيهم اللى بيشوفوا بيها   ، والجنازة المهيبة التى خرجت وراء تشييع محمد لم تحدث من قبل ووفاته كان صدمة للقرية وللجميع .

ويقول السيد رشاد محمد أحد أقارب محمد ، كان  يوم اليم على القرية بالكامل ، فوالد محمد رجل  على خلق ، ومن بيت طيب وناس محترمين ومحمد انسان  لا يعوض ونحتسبه عند الله من الشهداء .

جنازته مشهد مؤلم

ويضيف :محمد احمد عبد الله عظيمة من اقاربه ، بان محمد  من الشباب القليلة جدا والمحترمين   وهذه  شهادة أقابل بيها ربنا سبحانه وتعالى ، فمحمد منذ لاصغر  حاجة تانية  ، احترام وأدب وتعليم وكان احترامه للجميع زائد عن الحد وجميعنا مصدومين  من وفاته ، لكنها ارادة الله  عز وجل ، وكانت جنازته مشهد مؤلم للقرية بالكامل وربنا يرحمه ويصبرنا جميعا ويصبر أسرته .