الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل الوعد بالزواج من فتاة إلزام للإرتباط أم يجوز تركها؟.. مجدي عاشور يجيب

صدى البلد

 قال سائلٌ : وَعَدْتُ فتاةً قريبة لي بالزواج ، وقد رفضتْ هذه الفتاةُ عددًا من الشباب تقدموا لخطبتها منذ خمس سنوات من أجلي ، فهل أنا ملزم بالزواج منها ؟

أجاب الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية،  قائلا: أولًا  الوعد بالخِطبة لا يُعَدُّ عقدًا بين طرفين ، ولا يترتب عليه أي التزام شرعي من أي طرف تجاه الآخر ، وإذا تراجع أحد الطرفين عن إتمام ما وَعَد به لا يُسمى ذلك رجوعًا عن عقد ، بل يُعَدُّ إخلافًا للوعد .


وأضاف عاشور خلال البرنامج الإذاعي “ دقيقة فقهية ” قائلا : اختلف الفقهاء في حكم الالتزام بالوعد ، فذهب جمهور الفقهاء إلى أن الوعد مُلزِم ديانةً ، وغير ملزِم قضاءً، إلا أنه يُكْرَه إخلافه .


وذهب القاضي ابن العربي المالكي إلى أن الوعد ملزمٌ قضاء ، وذهب الإمام الغزالي الشافعي إلى أن الوعد مُلزِم قضاءً إذا كان مُتَعلِّقًا بسببٍ مطلقًا ، أي: سواء تَرتَّب عليه فعلٌ للموعود له أم لا .


وذهب المالكيَّة في قولٍ إلى أن الوعد مُلزِم قضاءً إذا كان مُتَعلِّقًا بسبب ودخل الموعود بسبب الوعد في شيء من الالتزام ، بحيث يقع عليه ضرر إن أَخَلَّ بهذا الالتزام ، وهو المختار للفتوى ، وعَمَلًا بظاهر قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)[سورة المائدة:١] ، ولقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " لا ضَررَ ولا ضِرارَ "[رواه أحمد واين ماجة] .


والخلاصة  أنه ما دامت هذه الفتاة قد ركنت إليك بناءً على وعدك إياها بالخِطبة والزواج مما تسبب في انقطاع الخُطَّابِ عنها -كما ذكرتَ- فيجب عليك حينئذٍ الوفاء بهذا الوعد ، ولو تَرَكتَهُ فاتك فضل الوفاء بالوعد وهو فضلٌ عظيم ، بل يلحِقَ بك إثمُ الضرر الذي تسبَّبْتَ لها فيه ، وهو تعطيلها عن الخِطْبة والزواج من غيرك .
وننصحك إذا أعرضتَ عن موضوع الزواج بها ، فَأَعْلِمْها حتى لا تظل مُعَلَّقةً هكذا . 
وكذلك ننصح كل بنت أن تكون مثل هذه الأمور بعلم أسرتها ؛ لتستفيد من خبراتهم في هذا ؛ ولئلا تقع في مثل ذلك الضرر المترتب على إخلاف الوعد .