قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

رمضان في قطر.. مذاق خاص رغم صغر المساحة


لكل دولة مذاقها الخاص.. ولقطر صغيرة المساحة أكبر الأثر في نفوس ساكنيها وزائريها في الشهر المبارك.. عادات قديمة وأخرى حديثة يمارسها مجتمع قطر، ولكل فرد طقوسه، فنجد الرجال وجلساتهم والنساء وحكاياتهن، حتى الأطفال وجدوا مكانهم الخاص في رمضان.
ويشابه الوضع في قطر ما يحدث في كل الدول التي تزخر بالمسلمين، من الشوارع المزدحمة ليلاً ونهارًا، والأسواق الترفيهية والتجارية لشراء عدة رمضان من مأكولات وأطعمة نادرًا ما تكون بالمنزل إلا في هذا الوقت من العام، والأزقة المغلقة في أوقات الصلاة من شدة التزاحم لأداء الفريضة.. أجواء روحانية عذبة يستمتع بها الجميع وينتظر عودتها كل عام.
تحضير التوابل والبن، وتجهيز السمن البلدي ذي الرائحة الطيبة المستخرج من حليب الأبقار والماعز والذي يجد مع استنشاقه البعض صعوبة في استكمال الصيام، وشراء اللحوم والدواجن بشتى أنواعها، وتقديم الهدايا للجيران والأصدقاء، والاتصال بالأقارب للتهنئة بقدوم رمضان، وانتشار موائد الرحمن بالشوارع التي يقيمها أفراد الأسرة الحاكمة وبعض المتدينين من القطريين والمقيمين لإطعام الفقراء.. مشاهد معروفة في هذا البلد استعدادًا لاستقبال الشهر الكريم.
ومع الأيام الرمضانية يأتي الليل بأصوات الداعين ومقرئي القرآن، والمسحراتي وهو من أهم الأشخاص المسيطرين على الأجواء خاصة في شوارع الدوحة لتنبيه الناس إلى قرب موعد السحور حاملاً طبلته الشهيرة، والغريب أن هذا الرجل ذا العمامة والطبلة صاحب الصوت والطريقة المعروفة في النداء قد تطور مع التكنولوجيا الحديثة، ولم يعد قطريًا، فقد تم استبداله بآخر هندي أو عربي يتطوع لتنبيه الناس إلى موعد الفجر.
ويسعد الجميع بتلك العادات التي تعود لمئات السنين، فالاستعداد لرمضان لا يقتصر على الجوانب المادية أو الدنيوية، حيث يبدأ المسلم في الاستعداد الروحي للشهر المليء بالتسامح، والسعي لتطهير الأنفس والإكثار من الاستغفار وذكر الله كثيرًا.. هذا بجانب زخم الجمعيات الخيرية والتي يقبل عليها الكثير للزكاة، وازدحام المساجد الكبيرة والصغيرة بآلاف المصلين السجود الركوع للاستماع إلى خطب صلاة العشاء ثم التراويح والتي يحرص الجميع على تأديتها والمواظبة عليها في هذا الشهر.
«قرنقعوه قرنقعوه.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يالمعمورة.. يا أم السلاسل والذهب يا نورة.. عطونا تحبة ميزان.. سلم لكم عزيزان.. يا بنية يالحبابة.. أبوك مشرع بابه.. باب الكرم ما صكه ولا حطله بوابة» هى أغنية القرنقعوه يتغنى بها الأطفال في الرابع عشر من شهر رمضان، يقيمون احتفالاً ويرتدون البخنق، وهو عبارة عن حزام من اللونين الأسود والذهبي يوضع على الرأس أو الخصر، ويذهبون في جماعات بعد صلاة العشاء يدورون في الأحياء ويرددون الأغنية فيقدم لهم الناس الحلوى والمكسرات.
وعن صلاة التراويح فلها دائمًا وضع خاص في نفوس الناس، وتلقى أكبر حفاوة فتصلى ثماني ركعات، وبعض المساجد تصليها عشرين، وبعضها يقرأ في الصلاة جزءًا كاملاً حتى ينتهي من قراءة المصحف بنهاية الشهر، والبعض الآخر يقرأ ما تيسر له من القرآن، وعندما يبدأ المسلمون في انتظار ليلة القدر وما تأتي به من خير ودعاء مستجاب خلال العشرة أيام الأخيرة يقيمون معًا كل ليلة صلاة قيام الليل أو التهجد، لعل وعسى أن تكون إحدى هذه الليال هى الليلة المنتظرة، فيقضون ساعات الليل من صلاة العشاء حتى الفجر مع الأئمة يقرأون ختمة كاملة من القرآن، وقد يكتفي بعضهم بقراءة جزء واحد، أو يقوم آخرون بقراءة ثلاثة أجزاء قراءة هادئة متأنية، منهم المصلي العادي، ومنهم المعتكف، فتخصص لهم أماكن خاصة في المسجد للاعتكاف فيها، وتقوم بعض الجهات الخيرية بتوفير أماكن للنوم على شكل خيام صغيرة كي يستريح فيها المعتكفون في رمضان.