EN 
رغم تعرضه لمرض خطير تسبب في فقدانه نعمة البصر، إلا أنه استطاع أن يتجاوز هذه المحنة الصعبة ويحولها إلى منحة، ويتغير مجرى حياته، ويصبح واحداً من أشهر الفنيين المتخصصين في إصلاح المعدات الكهربائية الخاصة بأعمال المعمار، ليسطر قصة كفاح ونجاح تستحق الإشادة والتقدير.
صبري صلاح الدين، ابن مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، فقد بصره بعد أن أصيب في ريعان شبابه بتلف في العصب البصري، إلا أن أنعم الله عليه بنور البصيرة، تجده منذ الصباح الباكر يعمل في محله الكائن خلف قصر ثقافة بيلا، يعمل في إصلاح معدات المعمار الكهربائية، وذاع صيته وشهرته في هذا المجال بين أبناء المدينة والقرى المجاورة.
قصة كفاح ونجاح
يحكي عم صبري، أشهر فني تصليح معدات المعمار الكهربائية لـ«صدى البلد» قصة حياته وكفاحه: «كنت مصبراً حتى عام 1996م، وحصل لي حادث.. فتغيرت حياتي الحمد لله للأحسن.. أيام ما كنت بصير كنت كفيف عن ربنا .. لكن هذه المحنة جعلتني أتجه إلى ربنا الحمد لله.. ناس وقفت جانبي وعملت لي كشك لكن مبحبش القعدة .. وبعدين ناس جابت لي شواكيش وقطع غيار عشان أبيعها وأكسب منها لقمة عيش حلال».
وتابع، «فقلت لنفسي .. أحاول أركب قطع غيار الهيلت والصاروخ والمعدات دي .. بدأت أحسس عليها وأشيل الحاجة وأركبها تاني وأشيل وأغير بنفسي.. المهم إني علمت نفسي بنفسي الحمد لله.. والحاجة الصعبة اللي كانت بتقف قدامي كنت يستفسر عنها .. بنتي كانت عيني وكنت باتعلمها من على النت وبنتي تعرفني وتساعدني وتحكي لي وأنا أسمع وأنفذ.. والحمد لله تعلمت حاجات كتير من نفسي كده».
وطالب عدد من أهالي مدينة بيلا، اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، بتكريم عم صبري صلاح الدين، على قصة كفاحه ونجاحه في إصلاح المعدات الكهربائية رغم فقدانه للبصر وأنه استطاع تحويل الإعاقة إلى طاقة، حتى أصبح بقعة نور مضيئة يفيد المجتمع الذي يعيش فيه ولم يصبح عبئاً على أحد.
