EN 
موجة من الطقس السيئ ضربت الولايات المتحدة الأمريكية بولايتها الـ48، حيث اجتاحت البلاد منذ عدة أيام عاصفة ثلجية وصفت بأنها الأسوأ منذ عام 1977، وذلك بالتزامن مع عطلة أعياد الميلاد، حتى أن السلطات وصفتها بأنها عاصفة القرن.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين، حالة طوارئ اتحاديًا لولاية نيويورك، وأصدر إذناً بمساعدة الحكومة لتعزيز جهود التعافي على مستوى الولاية.
حوادث مؤلمة نتيجة الطقس السيئ
وجراء العاصفة الثلجية ارتفع عدد القتلى في أنحاء البلاد، وتوفي أكثر من27 شخصا في مقاطعة إيري بنيويورك، وتم العثور على ثلاثة أشخاص في سياراتهم متوفيين.
وقال المدير التنفيذي لمقاطعة إيري، مارك بولونكارز: "لقد كان لدينا الكثير من الجثث لدرجة أن العديد من المستشفيات ممتلئة الوضع مروع".
وتأتي العاصفة المميتة بعد شهر واحد فقط من اجتياح المنطقة بعاصفة ثلجية تاريخية، كما أن سيارات الطوارئ والإنعاش التي تم إرسالها للمساعدة قد علقت في الجليد، والطرق ما تزال غير مؤهلة بعد للسير ولا يزال ما يقرب من 10000 شخص بدون كهرباء".
وحتى الآن قتل ما لا يقل عن 50 شخصاً في الولايات المتحدة جراء العاصفة، حيث تم الإبلاغ عن حالات وفاة في 12 ولاية، وهي كولورادو وإلينوي وكانساس وكنتاكي وميتشيجان وميسوري ونبراسكا ونيويورك وأوهايو وأوكلاهوما وتينيسي وويسكونسن، وتعتبر ولاية نيويورك أكثر المناطق تضرراً.
ولقى 26 شخصًا مصرعهم في العاصفة الثلجية في غرب نيويورك - حسب السلطات الامريكية، وتوفي أيضاً عامل صعقاً بالكهرباء جراء العاصفة الثلجية.
وتكررت حوادث السيارات حيث تم مقتل ستة من سائقي سيارات في حوادث في ميزوري وكنساس وكنتاكي، وأصيبت امرأة من ولاية فيرمونت.
وارتفع عدد القتلى في مدينة بوفالو إلى ما لا يقل عن 28 صباح الثلاثاء ، والاعداد مرجحة للزيادة، وهو ما ينافس الرقم من عاصفة ثلجية شديدة السمعة في بافالو عام 1977 ، عندما توفي ما يقرب من 30 شخصًا.
وعثر على رجل بلا مأوى وسط درجات حرارة تحت الصفر في كولورادو ولا تزال حالته الصحية غير معلومة، وسقطت امرأة من جليد نهر ويسكونسن في جاكسون.
وأعلن مسؤولون، السبت، أنه يجب على السكان "غلي مياه الشرب" الخاصة بهم بسبب تجميد خطوط المياه وانفجارها.
وقال جوزيف جراماغليا ، مفوض شرطة بوفالو ، إنه "لسوء الحظ، ما زالوا ينتشلون الجثث"، مناشدا السكان بالبقاء بالمنزل وعدم الخروج، مشيراً إلى أن إن الكثير من السكان الذين خرجوا لمشاهدة تساقط الثلوج الهائل يتعثرون ويعيقون جهود الإنعاش.
إلغاء الآف الرحلات بسبب الثلوج
وكان من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في شمالي شرق البلاد وغربها الأوسط، الثلاثاء، بعد أيام من الطقس البارد ولكنها استمرت في أجزاء من الشمال الشرقي مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وتأخير السفر.
وفي ولاية نيويورك لا سيما في بوفالو أجبرت العاصفة الثلجية الشديدة والرياح العاصفة ودرجات الحرارة دون الصفر على إلغاء أكثر من 15000 رحلة جوية أمريكية بما في ذلك ما يقرب من 4000 رحلة يوم الإثنين، وتم بالفعل إلغاء 2900 رحلة جوية أمريكية أخرى يوم الثلاثاء، حيث تكافح شركات الطيران لإعادة أطقمها ومعداتها وجداولها إلى المسار الصحيح.
ووصفت حاكمة نيويورك كاثي هوشول هذه العاصفة بأنها 'العاصفة الأكثر تدميراً في تاريخ بوفالو الطويل، وطلبت من الرئيس جو بايدن إصدار إعلانات الطوارئ لمقاطعات إيري وجينيسي".
وكتب بايدن على تويتر: "لقد تحدثت مع كاثي هوشول للحصول على آخر المستجدات بشأن طقس الشتاء القاسي الذي يضرب نيويورك، و قلبي مع أولئك الذين فقدوا أحبائهم في عطلة نهاية الأسبوع".
وبعدها أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن، حالة الطوارئ فى ولاية نيويورك، وأمر بالمساعدة الفيدرالية لتكملة جهود الاستجابة الحكومية والمحلية بسبب العاصفة الثلجية.
كما فوض الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ ووزارة الأمن الداخلى لتنسيق الجهود لتقديم المساعدة للمتضررين جراء العاصفة الثلجية.
وكانت أنديل تايلور 22 عاماً تقود سيارتها من مكان العمل إلى المنزل، بعد ظهر الجمعة، في بافلو بولاية نيويورك الأميركية، حيث أرسلت مقطع فيديو لعائلتها وهي عالقة في سيارتها وسط الثلوج الكثيفة بعدما ظلّت محاصرة داخل مركبتها لمدة 18 ساعة تقريبا، وسط عاصفة قوية وأجواء الطقس شديدة البرودة التي خيمت على المكان.
وأظهر الفيديو المرسل قرابة منتصف الليل الثلوج الكثيفة في المكان الذي علقت مركبتها فيه.
وفي حديث لإذاعة WCOS، قالت شقيقة تايلور إن شقيقتها أخبرتها بأنها كانت خائفة وفقدت العائلة أي اتصال مع تايلور بعد منتصف الليل، وعثر عليها لاحقا بعد ساعات وهي ميتة في سيارتها، لتصبح واحدة من بين الضحايا الـ28 الذين توفوا بسبب الطقس السيئ في المدينة الغربية بولاية نيويورك التي ضربتها العاصفة "إيليوت".
وقالت عائلة تايلور، إن ابنتهم تواصلت قبل وفاتها مع خدمة الطوارئ التي لم تتمكن من الوصول إليها في الوقت المناسب، و تعتقد أن ابنتها ماتت بسبب التسمم بأول أكسيد الكربون بعد أن سد الثلج أنبوب العادم.
