الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدولار يتراجع.. أسباب رفض العالم التعامل بالعملة الأمريكية

عملات
عملات

تحدثت وكالة نوفوستي الروسية عن اتباع بنوك مركزية في العالم نهج تقليص حصة العملة الأمريكية "الدولار" في احتياطياتها الدولية، بسبب السياسة الاقتصادية العدوانية لواشنطن والدين الضخم للولايات المتحدة.

الدولار 

تخلي الدول عن الدولار 

وأشارت الوكالة إلى أن الدول الناشئة تتجه نحو اعتماد العملات الوطنية في التسويات التجارية، كما أن اقتصاديين باتوا على يقين أن العالم المالي لن يكون كما كان مرة أخرى.

ولفت محللون في معهد الأبحاث التابع لبنك "كريدي سويس" السويسري - في تقرير عن مستقبل النظام النقدي، إلى فقدان الثقة في الاقتصاد الأمريكي في ظل ارتفاع معدلات التضخم ووجود عجز ضخم في الميزانية الأمريكية (1.3 تريليون دولار) وديون هائلة (31 تريليون دولار ما يشكل 121.5% من حجم الناتج المحلي الإجمالي) إضافة لوجود حقيقة أن لا أحد يحاول استخدام الدولار كسلاح.

وقال معدو التقرير، إن "الاختلالات في الاقتصاد الكلي قد زادت بشكل كبير كما تصاعدت التوترات الجيوسياسية في السنوات الأخيرة، وتزايدت احتمالية التخلي عن الدولار الأمريكي على نطاق واسع".

وكمؤشر على تراجع الثقة في الدولار، أشار التقرير إلى أن الدولار في السبعينيات كان يمثل 80% من الاحتياطيات العالمية بينما وصل في 2022 إلى مستوى 58.8% فقط، وهو أدنى مستوى في 20 عاما.

ويرى محللون، أن استخدام احتياطيات الدولار كآلية وقائية ضد انخفاض العملات لم يعد مناسبا في ظل اعتماد سعر الصرف العائم.

عملات دول العالم 

الدولار الأمريكي يتراجع 

وكمثال صارخ على تراجع مكانة العملة الأمريكية في العالم، يتحدث اقتصاديون عن الاتحاد الروسي التجاري مع الصين والهند، ففي العام الماضي حولت موسكو وبكين مع نيودلهي التسويات التجارية إلى العملات الوطنية، والآن يدفع الصينيون والهنود ثمن المنتجات الروسية باليوان والروبية.

وقال أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، إن الفترة الحالية بدأت دول كثيرة تتنبه بخصوص الدولار، لأن أي أزمة تضرب العالم تؤثر على الدولار لذلك فكروا في تنويع الاحتياطي أكثر وتقليل الاعتماد على الدولار على قدر المستطاع.

ولفت معطي ـ في تصريحات لـ"صدى البلد": رأينا اتفاقية بين الأرجنتين والبرازيل قيد التنفيذ بالقيام بالتبادل بينهما بدلا من التعامل بالدولار، بجانب الحديث بين روسيا وإيران عن عملة خاصة بهما، وأيضا سعى مصر وروسيا للتعامل بالروبل والجنيه في التبادل التجاري بينهما بعيدا عن الدولار، والصين تسعي بكل قوة في هذا الاتجاه تماما لأنها تعتبر مصنع العالم.

وتابع: صندوق النقد الدولي في التقرير الخاص به أعلن أن "الصين والهند" نسبة الناتج المحلي لهما وصلت إلى 50% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، بمعني أن كل الإنتاج العالمي نصف إنتاجه من الصين والهند فقط.

أحمد معطي 

تخفيض الإنتاج بأمريكا 

وأشار معطي إلى ارتفاع معدلات النمو في الصين والهند، مقابل كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتحول دفة الاستيراد بشكل كبير إلى كل منهما خاصة الصين، فماذا لو أصبح اليوان الصيني هو العملة الرسمية في التبادل التجاري؟.

وأكد الخبير الاقتصادي، أن العالم تنبه إلى وجود أزمة بسبب الولايات المتحدة الأمريكية وبسبب الدولار، لافتا: "الدول دخلت في الأزمة رغم أنها لا تخصها وظهر ذلك مع الحرب الروسية الأوكرانية".

ولفت معطي: سنرى في الفترة القادمة اعتماد الدول على عملات أخرى بدلا من الدولار الأمريكي، ولكن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي وهذا شيء إيجابي، قد يجعلها تقوم بمفوضات وتسهيلات على الدولار للدول التي تعاني من أزمات.

واختتم الخبير الاقتصادي: أمريكا ليست بسهلة؛ لأنها أقوى اقتصاد في العالم، وبالتالي لن تسمح بسقوط عملتها، معقبا: "سنشهد تراجعات الفترة القادمة في الدولار، وظهر ذلك مع رفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي".

وسجل سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في البنك المركزي، اليوم الخميس، 30.16 للشراء، و30.25 للبيع.

سعر الدولار