إسكندرية بتتغير.. تطوير ميدان المساجد وسط المدينة للحفاظ على التراث المعماري بالثغر

“إسكندرية أحسن ناس.. عالبحر ماشية تتمخطر من سيدى بشر لابو العباس أيوه يا عالم على المنظر”، أغنية شهيرة للمطربة داليدا، يحفظها الجميع داخل عروس البحر أو خارجها، وتشير إلى الرموز الدينية التي تشتهر بها المدينة، لعل أبرزها هو ميدان المساجد بحي الأنفوشي، غربي الإسكندرية، والذي يطل على البحر الأبيض المتوسط.

ميدان المساجد وأهميته

يقع ميدان المساجد في موقع ذي أهمية أثرية و تاريخية کبيرة في الإسكندرية، حيث يضم هذا الموقع سبعة مساجد وأضرحة وهي: مسجد أبي العباس المرسي، ومسجد البوصيري، ومسجد ياقوت العرش، وقبة الست مندرة، ومسجد الشبخ علي أبي الفتح، ومسجد القاضي محمد ناصر الدين، بالإضافة إلى قبة الأربعة عشر محمدا.

وتأتي أهمية الموقع لأنه على الرغم من أن هذه المساجد حديثة في بنائها، إلا أن الأضرحة الموجودة بها خاصة بعلماء ومشايخ استقروا في الإسكندرية خلال العصر المملوکي، وأشهر هؤلاء المشايخ هم: أبو العباس المرسي، والإمام البوصيري، وياقوت العرش.

ونجد أن هذه المساجد تتميز بتنوع طرزها المعمارية، فنجد مسجد أبو العباس المرسي متأثرا بالطراز المملوکي، بينما مسجد البوصيري يتميز بزخارفه الكتابية، أما جامع ياقوت العرش فهو بمثابة نسخة حديثة من جامع أبو العباس المرسي وإن کان يتميز بتعدد قبابه.

تطوير ميدان المساجد بتكلفة 271 مليون جنيه

وفي الأول من مارس، أطلق اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، إشارة البدء في مشروع تطوير ميدان المساجد بمنطقة أبو العباس بنطاق حى الجمرك، بتكلفة مقترحة نحو 271 مليون جنيه، ومدة تنفيذ 24 شهرً، وذلك تفعيلاً لاستراتيجية التنمية الشاملة لمحافظة الإسكندرية لرفع كفاءة وتطوير المواقع والميادين المتميزة فى المحافظة.

المحافظ: ميدان المساجد لم يتم تطويره منذ عام 1943

وقال اللواء محمد الشريف، إن مشروع تطوير ساحة المرسى أبو العباس (ميدان المساجد) يأتي في ضوء استراتيجية التنمية الشاملة لمحافظة الإسكندرية، وتماشيًا مع التوجيهات العامة للدولة وسياستها بالاهتمام بالعناصر ذات القيمة التاريخية المتميزة، والتي منها "ميدان المساجد" الواقع فى نطاق حى الجمرك أقدم أحياء المحافظة، والتى سيكون لها عائد على الاقتصاد القومى البيئى، وكذلك تطوير مستوى ومفهوم السياحة الداخلية.

وأوضح المحافظ أن ميدان المساجد لم يتم تطويره منذ عام 1943م، مشيرًا إلى أنه يتم الآن تطوير شامل وكامل للميدان تنسيقاً مع وزارة الأوقاف والجهات المعنية.

وأضاف أن التطوير يشمل تطوير الساحة العلوية، وساحة المقامات، وحديقة ميدان المرسى أبو العباس، ومسجد الأباصيرى، بالإضافة إلى ترميم الجراج الأرضى نظرًا لتصدع السقف والحوائط الذي نتج عن تسرب المياه الجوفية، وكذلك تهالك شبكة الصرف الصحى، ما أدى لانهيار أرضية المحلات.

وطمأن المحافظ المواطنين بأن المسجد سيظل مفتوحا خلال أعمال مشروع التطوير، وتابع: “حرصنا على توفير أماكن للمترددين على المسجد أثناء الليالي والاحتفالات التي تقيمها الطرق الصوفية بالتنسيق مع وزارة الأوقاف”.

من جانبها، قالت الدكتورة جاكلين عازر، نائب المحافظ: “استغرقنا فترة عام كامل لعمل الدراسات الشاملة قبل البدء في مشروع تطوير الميدان، مع الحرص على القيمة الدينية والتراثية والاجتماعية للميدان، وإبراز كل مقومات المتواجدة فيه”.

وأضافت أن المكتب الاستشاري عمل على أكثر من تصور ورؤية حتى تم الوصول إلى رؤية موحدة تحقق للمواطن الروح الدينية والاجتماعية والتراثية الموجودة في الميدان.