الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السفير الصيني: لا يمكن إفساد علاقتنا مع مصر.. وبكين ليست مستعمِرة كالدول الغربية| حوار خاص

صدى البلد

تعتبر مصر أول دولة عربية وأفريقية تقيم العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة. ففي عام 1999، كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقة الشراكة الاستراتيجية مع الصين. ومنذ عام 2013، تبقى الصين كأكبر شريك تجاري لمصر لمدة 9 سنوات متتالية. وكان عام 2022 عاما غير عادي للعلاقات الصينية المصرية، حيث التقى فيه الرئيس الصيني شي جين بينج مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مرتين، واختار مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني تشين جانج مصر كمقصد لزيارته الخارجية الأولى. 

وفي هذا الصدد أجرينا ذلك الحوار الخاص لـ "صدي البلد" مع سفير جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة لياو ليتشيانج:

نريد أن نعرف ملامح التجربة الصينية في التواصل مع الشباب المصريين؟

تعتبر مصر أول دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية الجديدة، كما أن مصر لها مكانة خاصة بالنسبة للصين باعتبارها دولة إسلامية مهمة و دولة نامية كبيرة.

فمنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ينبغي القول إننا كحضارتين قديمتين، احترمنا بعضنا البعض، وتعاوننا مع بعضنا البعض من أجل المنفعة المتبادلة، وتوطدت الصداقة بين الشعبين بشكل مستمر. وفي الوقت ذاته، ما أريد أن أؤكد عليه هو أنه من المهم جدًا لشباب البلدين التعلم والاستفادةمن بعضهم البعض. وعلى الرغم من تفشي الوباء في السنوات الأخيرة، لطالما اعتبرت السفارة الصينية تعزيز التبادلات الشبابية بين البلدين محتوى مهمًا لذلك أقامت عديد من المسابقات لتعزيز التواصل بين شباب البلدين.

فبعد انتهاء المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، أصبح العالم كله قلقًا جدًا بشأنه، لأنهم جميعًا يريدون أن يعرفوا كيف ستتطور الصين في المستقبل. ويتمحور التطور الصيني في ثلاث نقاط وهما:

أولا، لأنها يبلغ عدد سكانه 1.4 مليار نسمة، ويمكن أن تشرع في طريق التحديث، ثانيا، نجاح مسار التحديث على الطريقة الصينية يمكن أن يجلب أيضًا تنويرًا مهمًا للغاية لجميع البلدان النامية، بما في ذلك مصر، بحيث يمكنهم جميعًا اتباع مسار التنمية الذي يناسب ظروفهم الوطنية، بدلاً من القول إن التحديث علي الطريقة الصينية مثل الطريقة الغربية. ثالثا، الصين سلمية ومفيدة للطرفين، وبالتالي تنمية الصين، سيوفر بالتأكيد فرصًا جديدة لتنمية مصر.

تقدم الصين نموذجا مختلفا في التنمية عن التجربة الغربية، كيف يمكن أن تستفيد مصر واقتصادات الدول الناشئة من هذه التجربة؟

اعتادت الصين أن تكون دولة شبه مستعمرة وشبه إقطاعية، لقد عاني الشعب الصيني كثيرا. فبعد إنشاء الحزب الشيوعي الصيني، قاد الشعب إلي النهضة مرة أخري، والآن نسير على الطريق لنصبح أقوى. تحدثنا الآن عن التحديث على النمط الصيني، والذي اقترحه الرئيس الصيني شي جين بينج في تقرير المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني. وبالنسبة لنا نحن الصينيين، هذا هو هدف نضالنا القادم في المستقبل.

وفي الوقت ذاته، فإن تنمية الصين ستوفر فرصًا أكبر للعالم. ونقول أيضًا إنه إذا تطور العالم بشكل أفضل، فستكون الصين أيضًا أفضل، لأننا كذلك، مجتمع مصير مشترك للبشرية. ومن وجهة النظر هذه، أعتقد أن تحديث الصين يجب أن يكون مصدر إلهام ودعم أكبر للبلدان النامية، لأنه أولاً وقبل كل شيء، الصين ذات عدد سكاني ضخم بلغ  1.4 مليار نسمة، ومصر بها أكثر من 100 مليون نسمة، كما تقوم مصر ببناء جمهورية جديدة، بالإضافة إلي ذلك حققت إنجازات عظيمة في ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، فنحن نساعد وندعم بعضنا البعض.

يعتبر هذا النمط الصيني هو نوع من التطور السلمي، فكما ذكرت للتو، حققت الدول الغربية في الماضي ثروتها وتنميتها من خلال الاستعمار والنهب، بينما تسعى الصين لتحقيق تنمية مربحة للجانبين. وسنستمر في التواصل مع مصر باعتبارنا حضارتين قديمتين، وسنعمل معًا لتعزيز التعليم المهني مع مصر ودعم عملية التصنيع في مصر.

يجب أن يكون لدينا المزيد من الفرص للتعاون معًا، وبالطبع نتشارك ثمار تطورنا التعاوني. أعتقد، إن نجاح الصين في التحديث ليس فقط نجاح للصين، ولكن أيضًا نجاح الدول النامية بما في ذلك مصر، وتنميتنا المشتركة ليست فقط مفيدة للغالبية العظمى من الناس في العالم، لأن الغالبية العظمى من السكان في البلدان النامية.

ما رأيكم في التطور المستمر للعلاقات المصرية الصينية والتعاون الثنائي بين البلدين؟

وفي السنوات الأخيرة، حققت الصين إنجازات مشهودة لدى الجميع، وأصبحت التنمية في الصين تيارا لا يقاوم. وفي المقابل، تعمل مصر، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، على استكشاف الطريق التنموي الذي يتناسب مع ظروفها الوطنية، وحققت إنجازات تنموية عظيمة. سبق للرئيس عبدالفتاح السيسي أن عبّر للرئيس الصيني شي جين بينج أكثر من مرة عن حرص مصر على الاستفادة من تجارب الصين في التنمية. وخلال فترة عملي في مصر، عبر الكثير من الأصدقاء المصريين الذين التقيت بهم عن الاهتمام الكبير في هذا الصدد، والرغبة في المناقشة مع الأصدقاء الصينيين.

ويعد هذا العام العام الأول لتطبيق روح المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني على نحو شامل، كما هو العام الأول لتنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى. ومن جانبها، ستواصل الصين دفع التنمية الجديدة عن طريق التحديث الصيني النمط، وتوفر فرص جديدة لمصر وغيرها من دول العالم، وتحوّل حلم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية إلى حقيقة على الأرض. وترجع الصداقة الصينية المصرية إلى زمن بعيد، وهي متينة جدا لا تقبل أي إفساد.

ففي عام 1956، كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تقيم العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة. في عام 1999، كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقة الشراكة الاستراتيجية مع الصين. منذ عام 2013، تبقى الصين كأكبر شريك تجاري لمصر لمدة 9 سنوات متتالية. وكان عام 2022 عاما غير عادي للعلاقات الصينية المصرية، حيث التقى فيه الرئيس شي جين بينغ مع الرئيس عبدالفتاح السيسي مرتين، واختار مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني تشين جانج مصر كمقصد لزيارته الخارجية الأولى، الأمر الذي يعكس مكانة مصر المهمة في الدبلوماسية الصينية.

بالإضافة إلى ذلك، أدرجت الصين مصر في قائمة الدفعة الأولى من الدول التجريبية لاستئناف السياحة للمواطنين الصينيين، وقد وصل أول فوج سياحي صيني إلى مصر في يناير الماضي بعد انقطاعه لمدة ثلاث سنوات بسبب الجائحة، ومن المتوقع أن يتكثف التبادلات الشعبية بين البلدين. اليوم، في ظل التغيرات العميقة والمعقدة للأوضاع الدولية والإقليمية، يبرز الطابع الاستراتيجي والشامل للعلاقات الصينية المصرية، كما يعمل الجانبان سويا على دفع التعاون الجماعي الصيني العربي والصيني الإفريقي، بما يشكل نموذجا يحتذى به للتعاون بين البلدان النامية.